اسقاط حكومة الحبيب الصيد لفسح المجال لحكومة وحدة وطنية







اسقاط حكومة الحبيب الصيد لفسح المجال لحكومة وحدة وطنية



تونس. كتب الدكتور محمود حرشاني





ب مائة وثمانية عشر صوتا//118// تم اسقاط حكومة الحبيب الصيد وعدم منحها الثقة لمواصلة مهامها من قبل مجلس نواب الشعب في حين امتنع اربعون نائيا عن التصويت ومنح ثلاثة اعضاء فقط ثقتهم لهذه الحكومة.بعد يوم ساخنمن النقاشات التي كانت في اغلبها تفتقر الى الاخلاقيات السياسية وذلك يوم السبت 30 جويلية في اطار جلسة عامة عقدها المجلس استجابة لطلب رئيس الحكومة الحبيب الصيد يوم 20 جويلية عندما خير الذهاب الى مجلس النواب لطلب تجديد الثقة في حكومته او سحبها منها وهو الحل الذي راى فيه الطثيرون احتراما من رئيس الحكومة لمقتضيات الدستور رغم انه كان يعلم سلفا انه وحكومته لن يحظى بثقة المجلس او الاغلبية على الاقل لفسح المجال امام مبادرة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي بتشكيل حكومة وحدة وطنية بعدما تبين فشل حكومة الحبيب الصيد الحالية..ولم يكن هناك من حل سوى ان يقدم الحبيب الصيد استقالته او ان يطلب رئيس الجمهورية من مجلس النواب اقالة رئيس الحكومة او توجيه لائحة لوم الى الحكومة لاسقاطها والحل الاخر هو ان يطلب رئيس الحكومة من المجلس اما تجديد الثقة له ولحكومته او اسقاطها وحجب الثقة عنها..وتم الالتجاء الى هذا الحل الاخير باعتبار حالة الطوارئ في البلاد التي تمنع توجيه لائحة اللوم ورفض رئيس الحكومة الاستقالة من تلقاء نفسه..وكان واضحا ان مصلحة البلاد العليا تتطلب المرور الى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية واختيار رئيس جديد للحكومة الجديدة.ويكون من اولويات هذه الحكومة الخروج بالبلاد من الازمة التي تعيشها وايجاد حلول للاوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة..وتم التمهيد للمرور الى حكومة الوحدة الوطنية بما سمي اتفاق قرطاج بين مجموعة من الاحزاب التي امضت على وثيقة تفاهمقد تكون اطارا لعمل حكومة الوحدة الوطنية من اهم ميزاتها توسعها الى حوالي تسعة احزاب التقت حول مبادرة رئيس الجمهورية ولكن كلها اي الاحزاب التي امضت اعينها مفتوحة على الحكومة الجديدة.
,وكان واضحا ان نداء تونس لايريد ان بفوت الفرصةلتاكيد جدارته بان يكون رئيس الحكومة الجديد من بين مرشحيه ووجد السند من حركة النهضة حتى ان رئيس الحركة راشد الغنوشي صرح علنا انه من حق نداء تونس ان يكون رئيس الحكومة الجديد منه .ولم يكن متاحا اسقاط حكومة الحبيب الصيد امس في مجلس النواب لولا اصوات نواب حزب نداء تونس وحركة النهضة لان الوحدة الشعبية اعلنت على لسان رئيس الكتلة احمد الصديق انها غير معنية بهذا الامر بل ان النائب عمار عمروسية الذي ينتمي اليها شن هجوما كاسحا على رئيس الجمهورية واتهمه بمحاولة التوريث واطلق عبارة // ولدك في دارك // كما شن هجوما على الاحزاب الاربعة للائتلاف الحكومي وقال انها هي التي تقف وراء الاطاحة بالحبيب الصيد اليوم لانها تريد الاصطفاف وراء مبادرة رئيس الجمهورية.
اما نواب حركة النهضة فقد اثنوا على عطاء الحبيب الصيد ولكنهم في نفس الوقت صوتوا ضده وهو موقف رائ فيه الملاحظون ازدواجية في الخطابفكيف تشكر رجلبا تصوت ضده .وانحسرت اغلب التدخلات الاخرى في التاكيد على فشل حكومة الحبيب الصيد حتى ان احد نواب حزب نداء تونس شن هجوما على الحبيب الصيد فيما يتعلق بعدم اختيار الكفاءات في بعض التعيينات الادارية الاخيرة مشيرا الى تعيين معتمدة لا تقابل المواطنين الا بحضور محرم اي والدها ومعتمده اخرى لا يساعدها زوجها. ورد الحبيب الصيد انه كان يجد ضغوطا كبيرة في عمله من قبل الاحزاب الاربعة الحاكمةوكانووا يريدون اقتسام التعيينات في المناصب الجديدة.وقال في كلمته الاولى صحيح طرات خلاقات بين الفريق الحكومي ولك تبقى خلاقات مقبوله وموجودة في كل بلدان العالم ولا تؤثر على سير العمل.
ولكن الواقع غير هذا فقد تعرض الحبيب الصيد الى حملة شرسة من قبل بعض مستشاري الرئيس لاجباره على الاستقاله حتى ان ااحد المستشارين هدده بالتمرميد//اي التهنتيل والتشليك// اذا لم يستقل. كما ان سبعة وزراء من بين اعضاء حكومته امضوا على بيان ضده يطالبون باستقالته وهذا امر غريب
وعموما فان حكومة الحبيب الصيد اصبحت في عداد الماضي وانتهت وهي اليوم حكومة تصريف اعمال في انتظار تكليف رئيس الجمهورية لشخصية جديدة من داخل النداء او مستقلة بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية في امد اقصاه شهر
-------------------------
الدكتور محمود حرشاني
كاتب ومحلل سياسي . تونس

comments

أحدث أقدم