مشاهدات عن قرب من الجزائر ..بقلم محمود حرشاني

مشاهدات عن قرب من الجزائر


يكتبها لكم 



2

محمود حرشاني









كان وصولنا الى مطار الهواري بومدين صباحا ولا تستغرق الرحلة من تونس الى الجزائر اكثر من ساعة وعشر دقائق..استقبلتنا الجزائر بالمطر فقد كان يوم وصولنا يوما ممطرا ولم تستغرق الاجراءات الديوانية وقتا طويلا وقد تكفل بذلك مندوب وزارة الثقافة الجزائرية الذي وجدناه في استقبالنا لياخذنا بعد ذلك الى الفندق الذي سنقيم فيه..وهو فندق ضخم علقت على احدى قاعاته صور الشخصيات الدولية التي اقامت فيه مثل الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا ميتران والبير كاميوعديد النجوم السنماية والتلفزيونية الغربية التي تاتي الى الجزائر كما شهد هذا الفندق امضاء امعاهدة احتلال الجزائر ولا تزال هذه الويقة معلقة في بهو هذا الفندق الشهير..في الطريق من المطار الى الفندق كانت الاعلام الجزائرية الخضراء ترفرف في كل مكان فالجزائر تستعد لحدث هام وهو احتضان اجتماع لجنة كيغالي لمقاومة العنف المسلط على المراة والفتاة وانتقال رئاسة الجمعية الى الجزائر الى جانب احتفال الجزائر باليوم العالمي للمراة.ولاول مرة اشهد في بلد عربي مظاهر احتفالية ضخمة بهذا اليوم حتى ان الاحتفالات وضعت تحت اشراف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وهو ما اعطاها بعدا رسميا الى جانب بعدها الشعبي..وقد اخرطت في الاحتفال باليوم العالمي للمراة اغلب الوزارات تقريبا..كانت البداية مع احتفالات وزارة الشباب والرياضة وقد حضرت وفودا ثقافية وفرقا من كافة الولايات الجزائرية لتقديم عروض بهذه المناسبة بحضور عدد من الوزراء الجزائريين كان قي مقدمتهم الوزير مدير ديوان الوزير الاول ووزير الشباب والرياضة ووزير الشؤون الاجتناعية والعمل ووزيرة التضامن والمراة ووالي الجزائر العاصمة وفي الساحة كانت هناك عروض احتفالية متميزة وانتصبت مجموعة من الخيام لاستقبال الضيوف. في اليوم الثاني لوصولنا كنا مدعوين لحضور اجتماع لجنة كيغالي لمقاومة العنف ضد المراة والفتاتة باحدى الفنادق الضخمة بالجزائر باشراف رئيس الحكومة الجزائرية وحضور بون كي مون الامين العام لمنظمة الامم المتحدة ووفود الدول العربية والافريقية كان الاجتماع مناسبة للاشارة الى ماتعانية المراة الى اليوم من صعوبات وما تتعرض له من اضطهاد من قبل عديد الاطراف الخارجية واطلق بون كي مون بالمناسبة نداء للحد من العنف المسلط على المراة والفتاة في العالم وقال انه انه لا يمكن ان تتواصل مظاهر اهانة المراة وتعرضها لابشع مظاهر العنف واطلق بالمناسبة شعارا وهو كن رجلا ولاتضرب المراةوقدمت بالمناسبة ورقات اكدت ان المراة مازالت تعاني الاضطهاد على جميع المستويات وهو ما يدعو المجتمع الدولي الى وقفة حازمة لايقاف هذا النزيف الخطير اما رئيس الحكومة الجزائرية فقد اكد ان العنف ضد المراة هو اهانة لها وهو امر لم يعد مقبولا ولا يجب التسليم به واكد بالمناسبة حرص بلاده الجزائر على اعلاء حقوق المراة وسن القوانين المناسبة لردع الاعتداءات المسلطة على المراة بحرص من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.وسؤلت في الندوة من قبل عدد من ممثلي وسائل الاعلام الحاضرة عن الوضع في تونس فاكدت ان حالات الاعتداء على المراة هي حالات معزولة والمجتمع التونسي يقاوم هذه الظاهرة عن طريق ترسيخ الوعي وجهود المجتمع المدني كما ان المراة في تونس تفخر بما اكتسبته من حقوق منذ فجر الاستقلال بفضل اصدار مجلة الاحوال الشخصية في 13 اوت 1956 من قبل الزعيم الحبيب بورقيبة الا ان حالات العنف المسلط على المراة هي موجودة اليوم في تونس مثلما هي موجودة في مجتمعات اخرى وزارة المراة ساعيةللحد من هذه الظواهر اعلاء لمكانة المراة والفتاة وكانت تونس حاضرة في هذه الندوة بوفد ضم مدير الامن العمومي ومسؤولة سامية من ادارة الامن الوطني والاعلامية والوجه التلفزيوني المعروف انصاف اليحياوي وكاتب هذهالسطور محمود حرشاني باعتباره كاتبا وصحفيا وتواصلت الاحتفالات بعيد المراة في الجزائر في اليوم الموالي يوم الثامن من مارس بالاحتفال الكبير الذي اقامه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بنزل الاوراسي على شرف النساء الجزائريات والوفود المدعوة وعدد كبير من الاعلاميين العربووجه الرئيس بوتفليقة بهذه المناسبة خطابا الى المراة الجزائريه تلته نيابة عنه وزيرة البريد والاتصال واكد فيه دور المراة الجزائرية اليوم على رفع جملة من التحديات ومنها خاصة التحديات الاقتصادية وتحقيق امن الجزائر ومكافحة الارهاب واعلنت وزيرة التضامن والاسرة بهذه المناسبة عن اطلاق جائزة عربية في الكتابة والانتاج الصحفي والمجتمع المدني حول مقاومة العنف المسلط على المراة. كان البرنامج الذي اعدته لنا وزارة الثقافة يحتوي على زيارة عدد من المنشات الثقافية في الجزائر العاصمةومنها خاصة زيارة قصر باردو وهو معلم تاريخي تفخر به الجزائرويحتوي على عدة فضاءات يخلد احدى اهم الفترات التاريخية في تاريخ الجزائرويشهد هذا المعلم زيارة العديد من الوفود والشخصيات مثلما اكدنه لنا مديرة المتحف او القصر.وغير بعيد بنتصب نصب الشهداء شامخا تخليدا لنضالات الابطال الجزائريين الذين استشهدوا اثناء المعركة التحريرية ضد المستعمر الفرنسي وبجانبه متحف المجاهدين الذي يحتوي على عديد الاجنحة وفي هذا المتحف تستحضر من خلال الصور والوثائق والشواهد ملاحم البطولات الجزاريةضد الاستعمار وتدرك ان الجزائر بلد المليون شهيد ليس شعارا اجوف ولكنها الحقيقة التي بفضلها اندحر المستعمر الفرنسي وتحررت الجزائر


-------------------

محمود حرشاني

comments

أحدث أقدم