جانب من الندوةيسييرها الدكتور محمود حرشاني
بمبادرة من منتدى مرآة الوسط الثقافي
ندوة في سيدي بوزيد حول موضوع الكتابة السياسية بين التوثيق للذاكرة واستشراف المستقبل
سيدي بوزيد.. قمر تونس
احتضنت صباح اليوم الجمعة 20 ديسمبر قاعة الاجتماعات بدار الشباب بسيدي بوزيد فعاليات الندوة الفكرية التي نظمها منتدى مرآة الوسط الثقافي التابع لجمعية النهوض بمجلة مرآة الوسط حول موضوع // الكتابة السياسية بين التوثيق للذاكرة واستشراف المستقبل // بمشاركة سياسيين وباحثين في الشان السياسي واعلاميين ومدونين.
ولدى افتتاحه لاشغال هذه الندوة بحضور المندوب الجهوي للثقافة بسيدي بوزيد عبد الرزاق خليفة اكد السيد محمود حرشاني مدير المنتدى ورئيس الجمعية ان تنظيم هذه الندوة يندرج في اطار مساهمة الجمعية في احياء الذكرى التاسعة لثورة 17 ديسمبر ثورة الحرية والكرامة والتي انطلقت من سيدي بوزيد.مبينا انه من منطلق توجه المنتدى تقرر تناول هذه المسالة من جانب فكري بحضور اكاديميين وسياسيين واعلاميين.وبين ان السنوات الاخيرة شهدت اصدار العديد من الكتب ذات المرجعية السياسية والسؤال الذي يطرح اليوم هو الى اي حد احترمت هذه الكتابات الحقائق التاريخية والى اي حد يتماهى في هذه الكتابات الذاتي مع الموضوعي حتى لا تجد الاجيال القادمة نفسها في ورطة مع الحقيقة التي يجب ان تغلب على هذه الكتابات سواءا كانت في شكل مذكرات او شهادات على العصر.
واوضح ان ادارة المنتدى حرصت على تناول هذا الموضوع رغم ما فيه من مخاطر لايمانها بان الحقيقة التاريخية هي التي يجب ان تعلو بعيدا عن المزايدات والاحتواء
وكان اول المتدخلين في هذه الندوة السيد الازهر الضيفي وهو برلماني سابق وعضو باللجنة المركزية للحزب الحاكم سابقا وهو ايضا اعلامي وحاليا هو الكاتب العام لودادية قدماء البرلمانيين وركز مداخلته على المجهود الكبير الذي قامت به ودادية قدماء البرلمانيين والمتمثل في تقييم سياسات الحكم بتونس من سنة 1955 الى سنة 2010 وتوجت هذه الاعمال باصدار كتاب في اكثر من 500 صفحة تضمن جملة الاراء والمداخلات والافكار التي تم تناولها في جلسات التقييم للفترة التاريخية المذكورة. مبينا انه لم يكن من السهل الاقدام على هذا العمل ولم يسبق نظير له في العالم العربي لانه غادة ما يتم التهرب من تقييم مراحل الحكم خاصة من قبل من كانوا اطرافا فيها.موضحا ان العمل استغرق اكثر من سنة وعقدت اكثر من 300 جلسة تناولت كل القطاعات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وتم التطرق الى الهنات بكل شجاعة وايضا الى الايجابيات وهي كثيرة جدا وفي مقدمتها ارساء كيان الدولة العصرية واقامة نظام حكم جمهوري وبناء المؤسسات وتحقيق العدالة الاجتماعية.كما تناول التقييم فترة حكم بن علي التي استمرت 23 سنة وما شهدته من احداث سياسية .مؤكدا ان ثورة 17 ديسمبر انهت نمط حكم كان قائما في البلاد له ايجابياته وسلبياته.
اما المتدخل الثاني في الندوة فكان الدكتور الصحراوي قمعون وهو باحث في الشؤون السياسية ورئيس تحرير سابق لمؤسسات اعلامية وطنية وركز مداخلته على قدرة المجتمع التونسي على تجاوز الصعوبات نتيجة ما توفر في البلاد على امتداد سنوات عديدة وحتى قبل الاستقلال من تنشئة سليمة تستند الى التشبع بثقافة الدولة مذكرا بان دستور من الدول القلائل التي عرفت دستورا منذ سنة 1800 وهو دستور عهد الامان والغاء نظام الرق وتوفر الحكم المحلي او البلدي وهي كلها مرتكزات لمجتمع عصري.واكد على تلازم البعدين السياسي والاقتصادي في تحقيق اي تطور ينشده المجتمع.ملاحظا ان جهود الزعيم بورقيبة تركزت في جانب كبير منها على ارساء مقومات الدولة العصرية وكان ينقصها الانفتاح السياسي مؤكدا ان تطور المجتمعات اثبت ان الازدهار الاقتصادي هو الذي يجب ان يؤسس للازدهار السياسي وليس العكس. كما تطرق الى العشرية التي تراس فيها المرحوم الهادي نويرة الوزارة ليؤكد ان هذه العشرية تميزت بالتركيز على الجانب الاقتصادي واحداث المؤسسات الاقتصادية والصناعية القادرة غلى استيعاب اليد العاملة
وشدد في نهاية مداخلته على ان تجارب الحكم تتطور وفي الغالب تاتي الانتخابات باشخاص لم يكن ينتظرهم احد..مؤكدا ان العالم يشهد نقلة نوعية في علاقة السلطة بالمواطن وفي انماط واساليب الحكم.
وكانت المداخلتان منطلقا لحوار واسع بين الحاضرين تركز على جملة من النقاط الواردة في المداخلتين.
وفي نهاية اشغال الندوة تم تكريم عدد من الضيوف باسناد الدرع التقديري للمنتدى الى السادة
*الدكتور الصحراوي قمعون كاتب وباحث في الشان السياسي لكتابه الصادر مؤخرا بعنوان// نويرة وبورقيبة .السلطة بين الاقتصاد والسياسة والاستحقاق الديمقراطي /
*السيد الازهر الضيفي برلماني سابق وباحث في الشان السياسي
* ودادية قدماء البرلمانيين التونسيين للجهد المتميز الذي قامت به لتقييم تجربة الحكم في تونس من 1955 الى 2010
*كما شمل التكريم مجموعة من المدونين والاعلاميين
حر/مح
إرسال تعليق