صدق الكلام قراءة في نتائج زيارة الرئيس إلى الكويت والبحرين

صدق الكلام
قراءة في نتائج زيارة الرئيس إلى الكويت والبحرين






يكتبه محمود الحرشاني


تابعت بكل اهتمام تفاصيل الزيارة التي قام بها الرئيس الباجي قائد السبسي إلى كل من دولة الكويت ومملكة البحرين في بداية هذا الأسبوع، وأسعدني ما حظي به الرئيس والوفد المرافق له من حفاوة وحرارة استقبال في البلدين من قبل المسؤولين في الكويت والبحرين، وهي حفاوة تعكس بالضرورة الحرص على الارتقاء بالعلاقات مع هذين البلدين الخليجيين إلى مراتب عليا..
ولا شك أن علاقتنا مع الكويت خصوصا، اعتراها خلال السنوات الأخيرة بعض التعثر بعد الموقف التونسي من حرب الخليج وغزو الكويت من قبل العراق. وقد زرت شخصيا الكويت عدة مرات، وأعرف الحرج الذي تركه ذلك الموقف لدى الأشقاء الكويتيين... وقد عبر لي عنه أكثر من مسؤول ومثقف كويتي، التقيت بهم أثناء زياراتي إلى الكويت...
وأعرف جيدا أن الأشقاء في الكويت يحبون بلادنا، ولتونس في قلوبهم معزة خاصة. وأصدق من عبّر لي عن هذا الموقف هو الشاعر الكويتي الكبير ورجل الأعمال عبدالعزيز سعود البابطين، الذي بعث إلى الوجود منذ سنوات إحدى أهم المؤسسات الثقافية العربية، التي تخدم الثقافة بكل صدق، وهي مؤسسة البابطين الثقافية، إلى جانب مؤسسات أخرى ثقافية وتعليمية وخيرية. وقد جلست عديد المرات إلى هذا الرجل المتواضع سواء في الكويت أو في عواصم عربية وغربية وآخرها لقائي به مؤخرا في اكسفورد بانقلترا.. وقد أكد لي في كل هذه اللقاءات أن الكويتيين يحبون تونس، وحسنا فعل الرئيس الباجي قائد السبسي بمنح الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين خلال هذه الزيارة الصنف الأكبر من وسام الجمهورية... وهي مبادرة أسعدت بلا شك الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين ولكنها تسعد مئات الكويتيين وخصوصا منهم المثقفين نظرا لمكانة الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين في الكويت والعالم العربي.
ولا أريد أن أحمّل هذه البطاقة اليومية ما لا تحتمل من حيث الحديث عن حجم الاتفاقيات التي أبرمت بين البلدين والتي سنجني منها بالتأكيد الكثير وستساهم الكويت من خلال عديد صناديق التنمية في تمويل مشاريع جديدة في تونس توفر مواطن الشغل للشباب، ولكن أردت أن أركّز على الجانب الثقافي في الزيارة لأننا كثيرا ما لا نركّز عليه رغم أنه البوابة الأهم...
أما عن زيارة مملكة البحرين فأعتقد أنها أيضا كانت على نفس القدر من الأهمية... وأنا لي أصدقاء كثر في البحرين من الاعلاميين والمثقفين يحملون حبا كبيرا لتونس وشعبها في قلوبهم. وقد حدثني عدد من هؤلاء عندما زرت المنامة منذ سنوات عن رغبتهم وقد في أن يكون هناك تواصل دائم بين المثقفين في البحرين والمثقفين في تونس.
وما زالت أذكر ما قاله لي في تلك الزيارة وزير الثقافة البحريني عندما كنا في حفل استقبال في إحدى الفنادق الضخمة بالمنامة وتقدمت للسلام عليه كغيري من الزملاء الاعلاميين العرب، قال لي "أنت من بلد... نحبه كثيرا.
ربما أقول أننا تأخرنا كثيرا، في تمتين علاقاتنا مع الدول الخليجية، وتبرئة هذه العلاقات من الشوائب التي أصابها من تجلطيم بعض السياسيين وحتى بعض المثقفين والاعلاميين الذين لا يقدّرون عاليا مصلحة الوطن.
... وردة
---------------
سألتني المنشطة المثقفة والكاتبة علياء رحيم على المباشر في إذاعة المنستير : لماذا عندك هذا الهاجس الدائم للنهوض بالصحافة الجهوية وإنقاذها من الاندثار.
أجبتها : لأنني كبرت مع الصحافة الجهوية، منذ أكثر من ثلاثين سنة وهي التي صنعت لي اسمي في عالم الصحافة والكتابة.
-------------------------------------------------------------
* كاتب ومحلل سياسي،
مدير مجلة مرآة الوسط، أون لاين وراديو قمر تونس
للتواص مع الكاتب
53417053و 25891744

comments

أحدث أقدم