يكتبه
محمود حرشاني*
يشعر اغلب الندائيين او من منحوا اصواتهم للنداء في الانتخابات التشريعية والرئاسية الاخيرة بخيبة امل كبيرةبعد ان حاد النداء عن مساره..واكثر هؤلاء يشعرون بالندم لمنح اصواتهم لحزب سرعان مادبت فيه الخلافات ودخل في الحلة كما يقال وانقسم الى اثنين وربما حتى ثلاثة وما تخفيه الايام اعظم ...و وقد يترحم الناس في وقت قريب على حزب كان اسمه نداء تونس..
يعتبر اغلب الذين منحوا اصواتهم للنداء ان هذا الاخير قد غدر بهم تحت وطاة المصالح الفردية والحزبية والزعامتية .وهم انتخبوا هذا الحزب لانه قدم نفسه على انه حزب قادرعلى خلق التوازن السياسي في البلاد ليكون في مواجهة حزب اقوى بمرجعيته الدينية وهو حزب النهضة الذي يتبنى بالضرورة مشروعا مختلفا لا يلتقي حوله غالبية التونسيين......وراى اغلب الناس ان مشروع نداء تونس قادرعلى خلق التوازن المنشود الذي يتطلع اليه التونسيون المؤمنون بالدولة العصرية والحداثة والتي تضمن حقوق الجميع في الحياة السياسية بعيدا عن نزعات التطرف والهيمنة ...
وروج مؤسس الحزب الباجي قائد السبسي في حملته الانتخابيةالتشريعية او الرئاسية لهذا المشروع وسعى جاهداالى اقناع الناس به وذهب الى حد تخويفهم بان لا ملاذ لهم من اخطار هيمنة حزب النهضةغير الالتحاق بالنداء بديلا عن حزب قد يعود بالبلاد القهقرى..
وهكذا ضمن الباجي قائد السيسي بدهائه السياسي اقبال الناخبين باعداد كبيرة خصوصا من النساء للتصويت لفائدة حزبه وومرشحيه
.
ولكن الذي حصل انه ما ان حقق النداء الانتصار والنجاح حتى انقلب على اعقابه وتنكر لمشروعه ووضع يده في يد حزب حركة النهضة.. فخلق بذلك حالة من الاستياء والندم لدى عالبية من انتخبه وشعروا ان هذا الحزب الذي صعد باصواتهم الى الحكم ثم تنكر لمشروعه.قد خانهم.
ان اكبر مشكلة تواجه الحياة السياسية اليوم هي غياب المصداقية في العمل السياسي وهذه هي احدى اسباب انهيار حزب نداء تونس..وغير خاف على احد ان قوام بقاء الاحزاب السياسية على قيد الحياة هو عدم التنكر لوعودها مع ناخبيها وخصوصا عدم التلاعب باصواتهم..
ومع الاسف فلقد وقع حزب نداء تونس في هذا الخطا الكبير وسرعان ما دبت فيه الخلافات وانقسم الى شطرين مما اثر سلبا على الخارطة السياسية بشكل عام في البلاد لتعود حركة النهضة الى احتلال موقع الصدارة في المشهد السياسي وليطل علينا لطفي زيتون ملوحا بان راشد الغنوشي مؤهل لقيادة البلاد ورئاسة تونس..ومهما كانت دواعي هدا التصريح سواء كان الهدف منها جس النبض او هي الحقيقة تطبخ على مهل داخل مطابخ النهضة السياسية فان نداء تونس هو الذي اهدى الفرصة على طبق من ذهب لحركة النهضة تخاذلا او ضعفا او اتفاقا تحت الطاولة.....
لكي تعود الى صدارة المشهد السياسي وليطل علينا مرة اخرى رفيق عبد السلام بوشلاكة ملوحا بان جزبه الاقدر على قيادة تونس لانه حزب متماسك ويحترم تعهداته مع ناخبيه..
عندما تغيب البرامج السياسية الواضحة وتغيب خصوصا المصداقية في العمل السياسي وتستبد باعضاء الحزب الواحد الرغبةالشخصية في الانفراد بالزعامتية والهيمنة ويغيب تقدير الامور تحت ضغط تضخم // الانا // تنهار الاحزاب بسرعة لا يتصورها العقل ..وهذا ما يحصل الان في النداء بعد ان طغت المصالح الذاتية والفردية وكل واحد يرى في نفسهالاقدر على احتلال مكان الصدارة وبات اعضاؤه وقياديوه يتحدثوت جهرا عن غياب القيادة السياسة.
هل نقول ان حزب نداء تونس انتهى؟
- هل مازالت هناك فرصة في الافق البعيد لتجاوز الخلافات وترتيب البيت؟
هل يستطبع حزب نداء تونس ان يرمم جسور التواصل التي انقطعت وخصوصا اعادة بناء جسور الثقة مع ناخبيه الذين منحوة الثقة فخيب امالهم وجعلهم بشعرون بالندملانهم انتخبوه..
تلك هي الاسئلة التي يجب ان يطرحها ما تبقة من قياديي حزب النداء على انفسهم قبل ان تعصف الرياح نهائيا بهذا الحزب ويدخل طي التاريخ
-------------------
كاتب ومحلل سياسي
مدير ورئيس تحرير مرآة الوسط اون لاين وراديو قمر تونس
*للتواصل مع الكاتب ومناقشة الموضوع
53417083و 25891744
إرسال تعليق