و هكذا...
يكتبه: محمود الحرشاني
hormahmoud@gmail.com
مجلات ... هل فات الأوان يا سيادة وزير الثقافة ؟
علاقتي بالمجلات علاقة قديمة...و أول مجلة وقعت بين يدي و ارتبطت بها و معها لسنوات طويلة، هي مجلة " هنا لندن" التي كانت تصل بالمجان لكل من يطلبها من التلاميذ و الطلبة و المثقفين و عموم الناس، هدية من إذاعة لندن. و أذكر أن هذه المجلة كانت تصل إلى عدد كبير من زملائي في المدرسة الابتدائية التوفيق سيدي علي بن عون، و كنا نعطي عنوانها لبعضنا البعض ليطلبها من لا تصله... و في هذه المجلة التي اختفت اليوم، كنا نقرأ لكتاب كبار و مختارات مما كانت تقدمه إذاعة لندن من برامج مثل السياسة بين السائل و المجيب، و قول على قول للشاعر حسن الكرمي، وكشكول المغرب و من أمراض العصر للكاتب اللبناني جوفر حداد، و من جعبة القراء الخ من الصفحات...
و إني اعتبر أن المجلات علاوة على كونها محلا ثقافيا و إعلاميا مهما، فإنها أيضا الواجهة الثقافية لكل بلد، و هي العنوان الثقافي البارز للبلد الذي تصدر فيه.
و لا احد ينكر اليوم، الدور الكبير الذي قامت به مجلة الفكر التي أنشأها المرحوم محمد مزالي على امتداد ثلاثين سنة من وجودها في خدمة الثقافة و الأدب التونسي. و قد كانت الأبرز من بين كل المجلات التي صدرت في تونس.
كما لا احد ينكر الدور المهم الذي لعبته سلسلة كتاب البعث التي أنشأها الكاتب الكبير أبو القاسم محمد كرو في خدمة الثقافة ونشرها.
وقد صدرت ضمن سلسلة كتاب البعث، عديد الكتب من الثقافة والتاريخ والأدب والبحوث. قبل أن تحتجب هذه السلسلة التي كانت شبيهة بسلسلة كتاب اقرأ في مصر و التي لعبت هي الأخرى دورا مهما في نشر الثقافة على نطاق واسع نظرا لأسعارها الشعبية.
وهل ينكر احد الدور الذي لعبته وتلعبه إلى اليوم مجلة العربي الفيحاء التي تصافح قراءها كل شهر بجديد الدراسات والبحوث والاستطلاعات...
ولا يتسع نطاق هذه البطاقة لأشير إلى المجلات الأخرى تصدر في الشرق والغرب، مثل مجلة الآداب في لبنان ومجلة الأفلام ومجلة الطبيعة ومجلة الهلال التي أنشأها جرجي زيدان منذ ما يزيد عن قرن ونيف...
إنني أشعر بالألم يعتصر قلبي...وأنا أرى بلادي التي كانت على الدوام منبعا للفكر والثقافة والعلوم، لا توجد بها مجلة ثقافية محترمة...ولا تسعى وزارة الثقافة إلى تشجيع من يقبل على بعث هذا المشروع.
إنني أوجه نداء حارا إلى الدكتور مراد الصقلي وزير الثقافة الجديد لإيلاء هذا الموضوع ما يستحقه من أهمية...وعيب أن لا تكون في تونس مجلة ثقافية محترمة...
للتواصل مع الكاتب
00216
الهاتف: 98.417.729
إرسال تعليق