و هكذا... يكتبه: محمود الحرشاني// و هكذا... يكتبه: محمود الحرشاني






و هكذا...

يكتبه: محمود الحرشاني













hormahmoud@gmail.com







بهرة ضوء في زمن العتمة !؟

يعجبني أن يتحدى الشباب الصعوبات المحيطة به، ليحقق أحلامه...لا أن يقف عاجزا أمام هذه الصعوبات، ويقنع بوضعه...ولذلك فأنا دائما مع الذين يسعون إلى تجاوز ما يعترضهم من صعوبات والتغلب عليها، وتحقيق أحلامهم...أقف معهم، وأساندهم، واشد على أيديهم وارى فيهم المثال والقدوة التي وجب أن نقدمها لشبابنا الذي مع الأسف، بات يفتقد إلى النموذج الايجابي الذي يمكن أن يستلهم منه... بعد أن أصبحت بعض القنوات التلفزية الخاصة، تقدم لنا الحشاشين والمزطولين على أنهم أبطال، وأنهم نماذج يمكن الاقتداء بها...ولو كانت الدنيا دنيا، لأعتبر من يستضيف الحشاشين والمزطولين في التلفزة، مساهما في التحريض على ارتكاب هذه الجريمة...

دعك من أن المسألة حرية شخصية... ومن أن الجسم جسمي وأنا افعل به ما أشاء...

ومن أن الظاهرة أصبحت منتشرة ولا فائدة في إخفائها...نعم "كل هذا صحيح" وهو من بركات الثورة المزعومة، مع الأسف...حيث أصبح كل شيء مباحا حتى قتل الأرواح...ولكن هذا لا يمنع من أن نقول وبالصوت العالي أن استضافة الحشاشين والمزطولين وخصوصا الشباب، مثلما رأينا ذلك في الحصة الأخيرة من برنامج "لا باس" على قناة التونسية، أمر مستهجن وغير مقبول ومرفوض.

وفي ضل هذه العتمة القاسية والمدمرة للأعصاب جاءتني "بهرة ضوء" من الشاعرة الصديقة الشابة مفيدة بلحودي... أتحدث هنا عن ديوانها الأول الذي أصدرته على نفقتها، وتضمن مجموعة من قصائدها الجميلة والرائعة....

لقد انغمست في قصائد الديوان، فوجدتني اقرأ أشعارا رائعة، اشتغلت عليها صاحبتها بإتقان... وأقول صدقا أن نصوص مفيدة بلحودي أعادتني إلى جمال الشعر وجمال القصيدة... لقد اختارت لديوانها الأول عنوان "بهرة ضوء" وهو فعلا بهرة ضوء في زمن العتمة والظلمة...وزمن تقديم الحشاشين والمزطولين وقطاع الطرق والذين يعتدون على حرية الناس على أنهم أبطال...

للتواصل مع الكاتب

00216

الهاتف: 98.417.729

--------------------------------------------------------------------------------------


و هكذا...

يكتبه: محمود الحرشاني










hormahmoud@gmail.com

مجلات ... هل فات الأوان يا سيادة وزير الثقافة ؟

علاقتي بالمجلات علاقة قديمة...و أول مجلة وقعت بين يدي و ارتبطت بها و معها لسنوات طويلة، هي مجلة " هنا لندن" التي كانت تصل بالمجان لكل من يطلبها من التلاميذ و الطلبة و المثقفين و عموم الناس، هدية من إذاعة لندن. و أذكر أن هذه المجلة كانت تصل إلى عدد كبير من زملائي في المدرسة الابتدائية التوفيق سيدي علي بن عون، و كنا نعطي عنوانها لبعضنا البعض ليطلبها من لا تصله... و في هذه المجلة التي اختفت اليوم، كنا نقرأ لكتاب كبار و مختارات مما كانت تقدمه إذاعة لندن من برامج مثل السياسة بين السائل و المجيب، و قول على قول للشاعر حسن الكرمي، وكشكول المغرب و من أمراض العصر للكاتب اللبناني جوفر حداد، و من جعبة القراء الخ من الصفحات...

و إني اعتبر أن المجلات علاوة على كونها محلا ثقافيا و إعلاميا مهما، فإنها أيضا الواجهة الثقافية لكل بلد، و هي العنوان الثقافي البارز للبلد الذي تصدر فيه.

و لا احد ينكر اليوم، الدور الكبير الذي قامت به مجلة الفكر التي أنشأها المرحوم محمد مزالي على امتداد ثلاثين سنة من وجودها في خدمة الثقافة و الأدب التونسي. و قد كانت الأبرز من بين كل المجلات التي صدرت في تونس.

كما لا احد ينكر الدور المهم الذي لعبته سلسلة كتاب البعث التي أنشأها الكاتب الكبير أبو القاسم محمد كرو في خدمة الثقافة ونشرها.

وقد صدرت ضمن سلسلة كتاب البعث، عديد الكتب من الثقافة والتاريخ والأدب والبحوث. قبل أن تحتجب هذه السلسلة التي كانت شبيهة بسلسلة كتاب اقرأ في مصر و التي لعبت هي الأخرى دورا مهما في نشر الثقافة على نطاق واسع نظرا لأسعارها الشعبية.

وهل ينكر احد الدور الذي لعبته وتلعبه إلى اليوم مجلة العربي الفيحاء التي تصافح قراءها كل شهر بجديد الدراسات والبحوث والاستطلاعات...

ولا يتسع نطاق هذه البطاقة لأشير إلى المجلات الأخرى تصدر في الشرق والغرب، مثل مجلة الآداب في لبنان ومجلة الأفلام ومجلة الطبيعة ومجلة الهلال التي أنشأها جرجي زيدان منذ ما يزيد عن قرن ونيف...

إنني أشعر بالألم يعتصر قلبي...وأنا أرى بلادي التي كانت على الدوام منبعا للفكر والثقافة والعلوم، لا توجد بها مجلة ثقافية محترمة...ولا تسعى وزارة الثقافة إلى تشجيع من يقبل على بعث هذا المشروع.

إنني أوجه نداء حارا إلى الدكتور مراد الصقلي وزير الثقافة الجديد لإيلاء هذا الموضوع ما يستحقه من أهمية...وعيب أن لا تكون في تونس مجلة ثقافية محترمة...


للتواصل مع الكاتب

00216

الهاتف: 98.417.729

comments

أحدث أقدم