وهكذا.....
يكتبه . محمود حرشاني
في الثقافة فقط.. لا يصح هذا المثل !؟
يسعى بعض الثوريين المحسوبين على القطاع الثقافي إلى الاستئثار بالساحة الثقافية، وإلغاء غيرهم، ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا... مستعملين شتى الوسائل لتشويه وشيطنة من قدموا على امتداد عقود، إلى الثقافة التونسية أجل الخدمات، تأليفا وإبداعا وتنشيطا وحضورا... والمؤسف أن يجد هؤلاء الثوريين الدعم والسند من وزارة الثقافة وهياكلها المحلية والجهوية، وكأنها بدعهم ومساندتهم، تذكي سعيهم المحموم، إلى إقصاء الغير للانفراد بالساحة الثقافية.
وأتعفف عن ذكر الأمثلة، رغم أنني أملك منها الكثير، ولكن أنبه إلى أن خروج هؤلاء من تحت التراب، كالنمل، ساهم في ما أصاب المشهد الثقافي بعد 14 جانفي من ضعف وهشاشة وتشرذم.. حتى أنك على امتداد الثلاث سنوات الأخيرة، لا تكاد تجد عملا ثقافيا واحدا مقنعا رغم ما ضخته وزارة الثقافة في عهد الوزيرين السابقين من دعم مالي سخي من مال المجموعة الوطنية لمساندة هؤلاء اذين جاؤوا إلى المسهد الثقافي، مدججين بأسلحة الاقصاء والتشويه وشيطنة غيرهم. فحظيت أعملهم بالدعم والتشجيع، وسافروا إلى الخارج على حساب الوزارة، وقدمت لهم المساعدات على كل لون وشكل... والمحصلة كانت مع الأسف، ضعيفة وهزيلة.. ولا تسمن ولا تغني من جوع...
أنا لا أتهجم على أحد.. وليست لي حسابات أصفيها مع أحد.. وتاريخي ونشاطي في المجال الثقافي والاعلامي على امتداد اكثر من ثلاثة عقود، داخل الوطن وخارجه، يشهد لي.. وقد أصدرت إلى حد الآن 17 كتابا مطبوعا إلى جانب تأسيس وإدارتي لأهم مهرجان ثقافي في تونس يعنى بالأدب وهو مهرجان مرآة الوسط الثقافي الذي انتظمت منه ثلاث وعشرون دورة، ومرت منه أبرز أدباء تونس وكتابها (المنجي الشملي، الميداني بن صالح، جميلة الماجري، عبد الحميد الزاهي، أمال موسى، عبد السلام لصيلع، منور النصري، عبد القادر بن الحاج نصر، التهامي الهاني... وغيرهم) وهؤلاء كانوا ضيوف شرف.
إذن أنا لا أحتاج إلى شهادة أحد.. ولا ينال مني ما أتعرض له أحيانا من تشويه من قبل صغار النفوس وممن أملك شخصيا ملفاتهم ولو نشرتها للازموا بيوتهم.. ولكن أنا لا أفعل هذا وأؤمن بحق الجميع في النشاط وليس من طبعي الاقصاء أو تهميش غيري.
ولكن أنا أنبه من منطلق المسؤولية الثقافية، إلى ظاهرة خطيرة استشرت في الساحة الثقافية بعد 14 جانفي، وهي ظاهرة تهميش المبدعين القدامى، الذين ظلوا لسنوات حراس الذاكرة الثقافية في هذا الوطن ولعلي لست في حاجة إلى تذكير هؤلاء، بأن المبدع والابداع الحقيقي والمثقف الصادق لا يأتي من فراغ.. بل نتيجة تراكم تجارب متعددة ومتنوعة... وفي الثقافة فقط. لا يصح القول، بأن لكل مرحلة رجالها !!.
للتواصل مع الكاتب : 00216 98 417 729
إرسال تعليق