قراءة اولى في نوايا الترشح للرئاسية في تونس
بقلم محمود حرشاني
تشرع غدا الاثنين الهئية العليا المستقلة للانتخابات في قبول مطالب الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة ليوم 6 اكتوبر القادم وفق بلاغ صادر عن الهئية.وفي انتظار ان نتعرف على المترشحين بشكل رسمي فان ما يزيد عن ثمانين تونسيا قد سحبوا استمارة الترشح لهذه الانتخابات واستمارة جمع التزكيات. ومطلوب من كل مترشح ان يحصل على تزكية عشرة الاف تونسي من عشرين دائرة انتخابية.
كما بشترط الا يقل عمر المترشح عن اربعين سنة وان يكون تونسيا ابا عن جدوالا يكون حاملا لجنسية اجنبية.
وبقطع النظر عن الاسماء التي يتم تداولها او اعلنت بشكل رسمي ترشحها لهذه الانتخابات مثلما فعل الرئيس قيس سعيد مثلا الذي بات معروفا انه رشح نفسه لهذه الانتخابات وكذلك الناجي جلول وزير التربية الاسبق وزهير المغزاوي الامين العام لحركة الشعب والمنذر الزنائدي المرشح باسم الشق الدستوري او العائلة الدستورية على الاصح..فاننا لا نعرف بقية الاسماءلان سحب وثيقة الترشح واستمارة جمع التزكيات لا يعني ان صاحبها سيترشح بشكل رسمي.لانه قد يتراجع في اي لحظة عندما تعترضه بعض الصعوبات واهمها جمع العدد الكافي من التزكياتوخلو بطاقة عدد 3 للمترشح من اي تتبعات جزائية. ومن هنا نعتقد ان العدد النهائي للمترشحين سشوف لن يتجاوز في اقصى الحالات عدد الذين ترشحوا في انتخابات سنة 2019.
يبدو ان منصب رئيس الجمهورية بات يسيل لعاب الكثيرين فالكل يعتقد في نفسه انه قادر ان يكون رئيسا.وهذا ما يفسر بلوغ عدد الذين سحبوا استمارة جمع التزكيات ثمانين شخصا وان كان الترشح هو من حق اي تونسي تتوفر فيه الشروط القانونية والدستورية.وفي كل انتخابات العالم هناك دائما مترشحون جديون ومترشحون من اجل تسجيل الاسم والصفة.ولكن مهما يكن الامر فان الترشح لمنصب رئيس الجمهورية يجب ان يبقى امرا جديا وينطوي على شعور بالمسؤولية.المترشح لمنصب رئيس الجمهورية يجب ان يكون صاحب برنامج ورؤيا وان يكون جاهزا لمباشرة مهامه على راس الدولة منذ اليوم الاول..
وليعلم بعض الذين استسهلوا عملية الترشح لمنصب رئيس الجمهورية فاصبح كل من هب ودب يريد ان يكون رئيسا.انه الى عهد قريب كان الترشح لمنصب رئيس شعبة في الدوار او في الحي لا يتجرا على التقدم له عامة الناس فهو منصب يتطلب نوعا من الوجاهة والمكانة والقدرة على القيادة فما بالك بمنصب رئيس الجمهورية.
في الجزائر جارتنا بلغ عدد المترشحين لمنصب رئيس الجمهورية ستة عشر مترشحا حظي ثلاثة منهم فقط بالقبول لان العملية محاطة بكثير من الجدية والصرامة.اما عندنا نحن فان رقم ثمانون ممن عبروا عن نواياهم في الترشح يبدو انه رقم غير مسبوق ويتطلب ان تتعامل الهئية العليا المستقلة للانتخابات بكثير من الجدية مع ملفات المترشحين..نعم للمفاجات ولكن منصب رئيس الجمهورية..في الغالب لا يحتمل الكثير من المفاجات..
وان غدا لناظره قريب
كتبه محمود حرشاني
27 جويلية 2024
إرسال تعليق