الفصل الحادي عشر من رواية مرايا الروح لمحمود حرشاني











الكاتب محمود حرشاني






تمشى أنورقليلا في شارع باب بنات، حيث تنتصب مباني عديد الوزار ات على جانبي الطريق، ومكاتب عديد المحامين ومقرات المؤسسات العمومية..

توقف عند مدخل مركز الاغلام التابع لألمم المتحدة، ..هنا في هذا المقر التقى مرارا صديقه المرحوم خالد التلاتلي، وكانت بينهما صداقة متينة، خالد التلاتلي الذي كان نجم الاذاعة والتلفزيون في مرحلتي الستينات والسبعينات مع إعالميين آخرين مثل محمد المحرزي وأحمد العموري ومحمد قاسم المسدي وعبدالحق شريط وعبد الله عمامي ومليكة بنخامسة وناجية ثامر ونجوى اكرام ومفيدة الزهاق وعبدالمجيد الشعار ونورالدين المازني وفرج شوشان....

لطالما زار هذا المركز.... ولطالما رحب به بحفاوة كبيرة صديقه خالد التلاتلي الذي كان مسؤولا في هذا المركز الاممي ، وغير بعيد عن مركزالاغلام التابع للامم المتحدة، انتصبت وزارة الشؤون الدينية، أما على الجانب الاخر فتوجد مقرات وزارة الشؤون الاجتماعية والتربية والعدل،..

ها هو الان في المدخل الرئيسي لوزارة التربية، هو على موعد مع مقابلة أحد أعضاء ديوان الوزير حاتم بن سالم ليحدثه عن مشروع إحياء خمسينية مدرسة الواعرة الابتدائية باعتباره رئيس لجنة الاحتفالات بالخمسينية...

لم يدم انتظاره طويال فقد تم اصطحابه إلى أحد المسؤولين في ديوان الوزير، رحب به بحفاوة وأبلغه شكر واهتمام الوزير بالحدث وتمنياته بالنجاح لهذه التظاهرة...

رن الهاتف في مكتب المسؤول وكان على الطرف الثاني من الهاتف الوزير حاتم بن سالم الذي طلب منه أن يبلغني اعتذاره عن عدم مقابلتي لانه خارج للتو لحضور مجلس وزاري .. وأنه سيحاول لقائي مرة أخرى.

. خرج من وزارة التربية بعد أن أنهى لقاءه المبرمج. قرر أن يتمشى قليلا في هذا الشارع، وجد نفسه فجأة أمام مقر وزارة العدل ومقر المحكمة االبتدائية ومحكمة الاستئناف وعلى الجانبالاخر من الشارع انتصبت مكاتب عشرات المحامين، كان هناك مقهى صغير لا تهدأ فيه الحركة أبدا وأغلب رواده من المحامين أو الاشخاص الذين جاؤوا لمقابلة محامين توجد مكاتبهم في هذا الشارع أو موظفي المحاكم وكتبة المحامين. ....

أحس برغبة شديدة في احتساء قهوة، لا توجد مقاعد كثيرة في المقهى وأغلب الرواد يأخذون قهوتهم على عجل، ..مقاعد قليلة فقط كانت موجودة خارج مبنى المقهى، جلس عليها بعض المحامين يتحدثون، عرف من بينهم المحامي فتحي العويني، .كان يتحدث بصوت مرتفع مع أحد زملائه ، فجأة دخل المقهى صديقه المحامي سامح يسأله ماذا يفعل هنا في هذا المقهى ولماذا لم يصعد إلى مكتبه المجاور للمقهى...

قال له إنه أتى صدفة إلى المقهى، فقد كان منذ قليل في وزارة التربية. كان من المفروض أن يتقابل مع الو زير حاتم بن سالم لولا التزام طارئ لحضور مجلس و ازري. .

قال له صديقه سامح المحامي وما دخلك أنت في التربية. أجابه إنه جاء لاطلاع الوزير على برنامج إحياء خمسينية المدرسة االبتدائية بالواعرة بصفته رئيس لجنة الاحتفالات . وهو من قدماء المدرسة. استحسن صديقه المحامي الفكرة، وقال له كعهدي بك أنت رجل صاحب مبادرات، وهذه المبادرة مبادرة ذكية انها علاوة على طابعها الاحتفائي والاحتفالي فهي مناسبة لتكريم المربين الذين درسوا بهذه المدرسة والتلامذه النجباء الذين تخرجوا منها والاولياء الذين ساهموا في بنائها. ..

استأذن صديقه المحامي، وقال له إن له موعدا مهما في المحكمة.. قال له.. أنا أيضا مغادر لان لي موعدا متأكداالان في و ازرة الشؤون الثقافية، علي أن أسرع الخطى ألنه لم يعد يفصلني عن موعدي هناك سوى عشر دقائق.. الوقت الكافي لكي أقطع المسافة من هنا إلى مقر و ازرة الشؤون الثقافية.

comments

أحدث أقدم