تحليل سياسيكتبهمحمود حرشاني
------------------------------ماذا تخفي عودة رموز نظام بن علي الى المشهد السياسي..هل هي دليل على فشل الطبقة السياسية الثورجية ؟
تونس . من محمود حرشاني*
تشهد الساحة السياسية في تونس اليوم عدة تحركات.. اهم ما يميزها الانشطار الذي حصل في حزب نداء تونس الحزب الذي اسسه الرئيس الباجي قائد السبسي قبل فوزه في الانتخابات الرئاسية الاخيرةلسنة 2014.والذي استطاع رغم حداثة تكوينه ان يحصد 89 مقعدا في البرلمان متقدما بذلك على حزب حركة النهضة ذي الاصول الاسلامية. وهو ما جعله الحزب الفائز بالمرتبة الاولى.ولكن لم تمض اكثر من سنة على الانتخابات الرئاسية والتشريعية الاخيرة حتى دبت الخلافات في صلب هذا الحزب وتتالت منه الاستقالاتلينقسم الى شطرين وتزعم اليساري محسن مرزوقالشق الذي اعلن انسحابه باتجاه تكوين حزب جديد يستند الى مرجعية دستورية وبورقيبية ومن المنتظر ان يتم الاعلان عن حزب محسن مرزوق يوم 2 مارس القادم وهو تاريخ رمزي لانه يحيل على تاريخ 2 مارس 34 الموعد الذي انشق فيه الزعيم الحبيب بورقيبة عن جماعة الحزب القديم واسس الحزب الحر الدستوري التونسي. وتمهيدا لذلهذا الموعداسس النواب المنسحبون كتلة برلمانية جديدة يبلغ عدد اعضائها 22 عضوا ومرشحة الى الزيادة اسموها كتلة الحرة وبتاسيسها فقد حزب نداء تونس او بالاحرى كتلته القديمة في البرلمان الموقع الاولللترك المكان الى كتلة حركة النهضة...ويرى العديد من الاملاحظين ان هذا الانشقاق في صلب حزب نداء تونس ستكون له انعكاساته القريبة والبعيذة على المشهد السياسي في تونس والعمل الحكومي.ويرى بعض الملاحظين ان المجموعة التي بقيت في نداء تونس الاصلي بادارة حافظ السبسي نجل الرئيس بقدر ماهي مجموعة متجانسةفي التوجه الدستوريخاصةمن حيث المرجعية فانها مازالت مهددة بالانشقاقات.ويبدو ان مؤتمر سوسه الذي عقده هذا الحزب والذي لم يحقق النجاح بقدر ما كانت له نتائج سلبية اول من دفع ثمنها هو القيادي في الحزب ومدير الديوان الرئاسي رضا بلحاج الذي اقيل من مهامه في اشارة بالغة الدلالة على عزم الرئيس على الناي بمؤسسة الرئاسة عن التجاذبات الحزبية مهما كان نوعها.قد تساهم عودة رضا بلحاج الى الحزب في ترميم التشققات حفاظا على هيكل الحزب.وبعيدا عن نداء تونس..تبدو الساحة السياسية في تونس اليوم في حالة غليان..واهم مميزاتها عودة العديد من الوجوه القديمةالتي كانت من اهم رموز نظام بن على الى المشهد السياسي.ولاحظ التونسيون ان الرئيس الباجي قائد السبسي كثف في المدة الاخيرة من استقباله لعدد من الوجه التي كانت من اركان نظام الرئيس السابق بن علىمثل الوزير متعدد الحقائب عبد الرحيم الزواري ووكمال مرجان والنوري الجويني الخبير الاقتصادي واحد انجح وزراء الاقتصاد والتنمية في عهد بن علي ومنذر الزنائدي احد انجح وزراء الصحة والسياحة والتجارة في عهد بن علي ايضا..
وهناك مشاورات عديدة الان تجري لتجميع شمل العائلة الدستورية سواء في حزب كبير او احزاب متقاربة.كما ان رئيس الجمهورية اراد ان يوجه رسالة الى الشعب التونسي من خلال استقباله لهؤلاء الوزراءوبعضهم ادخل السجن في العامين الاولين ما بعد 14 جانفي 2011 ان تونس لكل ابنائها وهي تتقدم وتتغلب على مشاكبها بمساهمة كل ابنائها ايضا وان المجهود الوطني لبناء تونس الجديدة لا يستثني احدا.وهذا ما اكد عليه بوضوح السيد عبد الرحيم الزواري بعد استقباله من قبل الرئيس الباجي قائد السبسي. في حين ترجح مصادر عديدة تكليف الوزير النوري الجويني بمهمة مستشار اول لدى رئيس الجمهورية مكلفا بالشؤون الاقتصادية يسعى منذر الزنائدي العائد الى الساحة السياسية بقوة الى تكوين حزب دستوري كبير تكون مرجعيته الاساسية التوجهات البورقيبية والدستورية ومرشح لجمع اكبر عددد ممكن من العائلة الدستورية والبورقيبيةومن قياداته وزراء في عهد بن علي.اما كمال مرجان اخر وزير خارجية في عهد بن علي فانه منشغل بمزيد تطوير الحزب الذي اسسه وهو حزب المبادرة وهو لا ينفك يؤكد ان حزبه هو اقرب الاحزاب الى الفكر الدستوري البورقيبي والى العائلة الدستورية..ولكن السؤال الاهمهو لماذا عودة هذه الوجوه الان بالذات؟
في اعتقادي ان العودة مرتبطة بفشل الطبقة السياسية الثورجية التي جاءت بعد 14 جانفي 2011 وهم في اغلبهم جماعة متلهفون على الحكم واقتسام الغنيمة ويفتقدون الى ابسط اليات العمل السياسي والتكوين الى جانبفشلهم الذريع على اختلاف اتجاهاتهم في تحقيق انتظارات الشعبمما جعل نسبة كبيرة جدا من التونسيين ياسفون على عهد بن علي ويرمون الطبقة السياسية الجديدة بالفشل وعدم القدرة على التسيير.
ومهما يكن من امر فان الساحة السياسية في تونس مرشحة في الايام القادمة الى العديد من التفاعلات..خصوصا امام العودة القوية لرموز نظام بن على الى الساحة السياسية وما تلقاه مبادراتهم من تجاوب واقبال من قبل المواطنين
---------------------
*
كاتب ومحلل سياسي من تونس
إرسال تعليق