حديثان الى اذاعتي
صفاقس والمنستير حول غياب الصحافة الجهوية
كتب محمود حرشاني
تحدثت هذا المساء في اذاعتين والى زميلين عزيزين على قلبي..اللقاء الاول كان مصافحة في خمس دقائق تقريبا مع الزميل العزيز على المرزوقي Ali Marzouguiمن اذاعة صفاقس وكان كعادته مرحبا بي ومقدرا للتجربة وللعشرة والصداقة التي ربطت بيننا معتزا بانتمائه الى اسرة مرآة الوسط الموسعة.ورغم ان اللقاء كان حول اللقاء التكربمي المنتظر لمجلة مرآة الوسط يوم 2 فيفري المقبل بالعاصمة بمبادرة من مندوبية الثقافة بتونس فانه لم يخلو من الحديث عن مسيرة مرآة الوسط وتاريخها الحافل..
اما اللقاء الثانيفقد كان مع الزميلة الرائعة والكاتبة المثقفة علياء رحيم Alya Rhimمن اذاعة المنستير في برنامج الخامسة وهو عبارة عن مجلة اذاعية يومية لمتابعة مستجدات الاحداث الوطنية والجهوية.واقول ان اللقاء مع علياء رحيم دائما له في نفسي مكانة خاصة فهي محاورة ذكية وجرئية وشجاعة ولا تخاف.وكانت الاستضافة مطولة نسبيا حوالي 15 دقيقة او اكثرتناولنا فيها موضوع انقراض الصحافة الجهوية في تونس..عديد الاذاعات والتلفزات تخاف من فتح هذا الملف لانها تخاف ان تحرج الحكومة او اشخاصا معينين وحدها اذاعة المنستير وضعت اصبعها على الجرح..كان السؤال الاهم..لماذا غابت الصحافة الجهوية اليوم..هل عجزت الدولة عن تقديم يد العون لهذه الصحف..لماذا لا يتم تنظيم الاشهار العمومي ويكون لكل صحيفة او مجلة جهوية نصيب من هذا الاشهار بغطي جانبا من التكاليف..لماذا لا تخصص السلطات الجهوية دعما لهذه الصحف والمجلات مادامت تصدر انطلاقا منها..اي دور لوزارة الثقافة والمحافظة على التراث في دعم هذه الصحف بشكل مباشر وبشكل غير مباشر..لماذا لا يلتف المثقفون حول عذه المجلات والصحف وهي المؤهلة لاحتضانهم والنعريف بهم..لماذا لا تساعد وزارة الشباب والرياضة هذه الصحف مقابل عقود بالاهتمام بقضايا الشباب..اسئلة كثيرة طرحناها في لقاء مطول..اعرف انهذا الحوار سيزعج البعض.ولكن انا متاكد ايضا ان الحكومة مسؤوليتها كبيرة في اعادة الروح للصحافة الجهوية بعد ان خلت بلادنا اليوم من كل المجلات والصحف الجهوية وهو امر لم يحدث في اي فترة من فترات تاريخ تونس منذ مطلع القرن العشرين حيث كانت عديد الولايات تصدر بها صحف ومجلات منذ سنة 1910مثل صفاقس وسوسة ومنزل جميل والمتلوي وتوزر..وبعد الاستقلال ايضا وفي فترة حكمي بورقيبة وبن علي..فهل تكون هذه العهود كلها ارحم بالصحافة الجهوية من هذا العهد الذي نعيشه..
------------------------
محمود حرشاني
إرسال تعليق