حياتي في الصحافة...من الهواية إلى الاحتراف
ولاة عملت معهم...
بقلم محمود الحرشاني
hormahmoud@gmail.com
كاتب المقال الزميل محمود الحرشاني يطلع كاتب الدولة للشباب والثقافة كمال الحاج ساسي ووالي سيدي بوزيد محمد بن سالم على المعرض الوثائقي لاحدى دورات مهرجان مرآة الوسط الذي اسسه الكاتب.ابام الزمن الجميل طبعا
لا يمكن لهذه المذكرات، أن تكون مكتملة، إذا لم أتحدث عن الولاة الذين عملت معهم. فقد عملت مع خمسة عشر واليا تعاقبوا على سيدي بوزيد منذ تأسيسها، ولي مع كل واحد منهم ذكريات... وهم جميع أصدقائي، يسألون عني حتى بعد مغادرتهم ولاية سيدي بوزيد، واسأل عنهم. ويتابعون أخباري وأتابع أخبارهم...واني أفكر في كتابة سلسلة على حلقات بعنوان... ولاة عملت معهم افصل فيها القول والحديث عن ذكرياتي مع كل وال وما احتفظ به من ذكريات عنه...وفي انتظار أن تتضح فكرة كتابة هذه الحلقات، واجد الوقت لكتابتها... أريد أن اخصهم بهذه الحلقة من هذه المذكرات. و قديما قال العرب، ما لا يدرك كله لا يترك جله...
وأنا اعتقد أن الولاة منذ تأسيس هذا السلك بعد الإعلان عن قيام النظام الجمهوري في 25 جويلية 1957 وهم الذين حلوا محل ما كان يعرف بـ"العامل" في عهد الاستعمار، قاموا بدور كبير، في بناء تونس الحديثة، فهم الذين باشروا تنفيذ مخططات التنمية الجهوية، وتركيز الإدارة التونسية العصرية، والإشراف على تنفيذ مختلف المشاريع والبرامج التنمية في كل جهة من جهات البلاد، بنفس نضالي وحماسي. وقد كان عدد الولايات في بداية إعلان النظام الجمهوري، محدودا وعديد الولايات الموجودة اليوم لم تكن موجودة، بل كانت مجرد معتمديات تابعة لولايات معروفة، عدد الولايات في تونس لم يكن يتجاوز أربعة عشر ولاية في بداية الستينات بينما هو اليوم في حدود 24 ولاية.
فمثلا ولاية سيدي بوزيد لم تكن موجودة، وكانت تابعة لولاية قفصة وكذلك ولاية توزر، وولاية قبلي لم تكن موجودة وكانت تابعة لولاية قابس وولاية تطاوين لم تكن موجودة، وكانت تابعة لولاية مدنين. وولاية المنستير لم تكن موجودة وكانت تبعة لولاية سوسة وكذلك ولاية المهدية التي لم تكن موجودة وكانت تابعة لولاية سوسة أيضا وولاية سليانة، لم تكن موجودة، وكانت تابعة لولاية الكاف...أما ولاية القصرين، فلم تكن موجودة أصلا، وكان مركز الولاية في معتمدية سبيطلة، قبل أن ينتقل مركز الولاية إلى القصرين. وعرف سلك الولاة رجالا مناضلين خلص، ساهموا بقدر كبير في بناء تونس الحديثة، على غرار عبد السلام غديرة في قفصة، والهادي المبروك في سبيطلة، ومحمود الغول وميمون الشطي في مدنين والهادي البكوش في قابس، وزكرياء بن مصطفى في صفاقس، وعمر شاشية في ولاية سوسة، نابل والقيروان، ومحمد الجدي في الكاف، وفؤاد المبزع في تونس العاصمة الذي كان يشغل خطة والي العاصمة شيخ المدينة. وعبد العبد الرزاق الكافي في جندوبة.والطاهر بوسمة في الكاف ثم قفصة ثم القيروان
ومحمد بن الأمين في بنزرت. هؤلاء الولاة هم الذين على أيديهم وبفضل جهودهم وإخلاصهم بنيت نهضة تونس الحديثة في تونس الأعماق. ومعهم أيضا كانت هناك مجموعة كبيرة من المعتمدين المناضلين الذين حلوا محل "القياد" مثلما حل الولاة محل "العمال" أو "العامل".
واعرف أن الفترة التي شغل فيها هؤلاء الولاة مهامهم كانت فترة صعبة، وفترة بناء وتأسيس ولذلك لم تسلم أعمالهم من بعض الأخطاء، ومنهم من دفع الثمن غاليا بدخول السجن. خصوصا عندما تم الإعلان عن حل التعاضد سنة 1969، ولذلك حديث آخر. وأنا اعتقد انه من باب الإنصاف أن يكتب تاريخ الولاة في تونس لإنصاف هؤلاء المناضلين. بعيدا عن كل تحامل أو تشكيك لان الذي يبقى هو الحقيقة التاريخية.
وأعود إلى ذكرياتي الشخصية، مع الولاة الذين عملت معهم ومنهم من قضى نحبه وتوفاه الله مثل المرحوم الهاشمي العامري ومنهم من مازال على قيد الحياة و اتمنى له طول العمر.
و اشهد أن كل وال من هؤلاء الولاة، اجتهد وكان حريصا على تحقيق الإضافة بقدر ما توفر له من إمكانيات عمل وإطارات متحمسة كانت حوله في عديد المواقع الأخرى. و أنا هنا لا أقيم مردود هؤلاء الولاة، فليس ذلك من مهامي وإنما أقول كلمة حق في رجال خلص عملت معهم واقتربت منهم، و إدرك ما كانوا يتحلون به من حماس للنجاح في مهامهم بدءا من أول وال عين على رأس ولاية سيدي بوزيد السيد مختار شواري إلى آخر وال وهو السيد مراد بن جلول الذي عايش مثلي أحداث 17 ديسمبر 2010، مرورا بالولاة الآخرين السادة، عبد الرزاق الأدب، وصالح البحوري، ومحمد الهادي بالاخوة، والهاشمي العامري، ومحمد بن رجب، وناجح الدريسي، وبوبكر بن كريم ومحمد اللواتي ومحمد بلغيث، محمد الغرياني و تاج الدين البكري ومحمد بن سالم ومحمد فوزي بن عرب و مراد بن جلول و هو اخر وال على راس سيدي بوزيد قبل 14 جانفي 2011.
احتفظ بالكثير من الذكريات والأسرار عن عملي مع هؤلاء الولاة، وهم من الرجال الصادقين رغم ما شاب مسيرة بعضهم من أخطاء تدخل في باب أخطاء الاجتهاد ولا تنقص من نضالياتهم شيئا.
--------------------------
هامش اول
هامش اول
-------------
شكرا جزيلا للاستاذ محمد الدليمي رئيس مجلس ادارة جريدة الرشيد العراقية الذي شرفني ككاتب واعلامي تونسي مرتين
المرة الاولى باختياري ضمن كوكبة كتاب جريدة الرشيد الدولية والمرة الثانية بتوجيه كتاب شكر ونشره على موقع الجريدة على الانترنات تنويها بمساهمتي ومقالاتي في هذه الجريدة واعتبره تكريما لكل كاتب واعلامي تونسي
- هامش ثان
شكرا لكل الاصدقاء والزملاء الاعلاميين وعدد من السادة الوزراء والولاة السابقين الذين بادروا بتهنئتي بمناسبة تعييني عضوا وسفيرا لمعهد اكيودي لمقاومة الخوف الذي يوجد مقره بالصين وتتبعه عديد المنظمات والجمعيات غير الحكومية والتي تعنى بمقاومة الخوف بكل اشكاله
رسالة جريدة الرشيد العراقية الدولية
إرسال تعليق