برنامج عبر ولايات الجمهورية بالإذاعة الوطنية قدمتنا الى الناس كنجوم

حياتي في الصحافة .... من الهواية الى الاحتراف


برنامج عبر ولايات الجمهورية بالإذاعة الوطنية قدمتنا الى الناس كنجوم

بقلم محمود الحرشاني


كاتب المقال






كاتب المقال محمود الحرشاني في ربط مباشر مع الاذاعة الوطنية لنقل وقائع احدى دورات مهرجان سيدي على بن عون مباشرة لما كان مندوبا للاذاعة والتلفزة 


بطاقة عضوية جمعية الصحافيين


في صائفة 1975، استحدثت مؤسسة الاذاعة والتلفزة وكان على رأسها الصحفي الكبير صلاح الدين بن حميدة برنامجا يوميا كان موعده الساعة السادسة من مساء كل يوم بعنوان "عبر ولايات الجمهورية"
وانتدبت الاذاعة شبكة من المراسلين الجهويين لتزويد هذا البرنامج الذي كان عبارة عن نشرة اخبارية يومية، بمراسلات صوتية حول ما تشهده كل ولاية في ذلك اليوم من أحداث وقد كنت من أوّل المراسلين الجهويين اللّذين وقع انتدابهم بعد ما قدمت مطلبا في الغرض الى ادارة الاذاعة معزّزا ببعض محاولاتي الأولى المنشورة في الصحف وأيضا ببطاقة مراسل جهوي من جريدة المسيرة التي كنت تصدر قبل ذلك وكنت اراسلها وانا تلميذ. وحصلت منها على بطاقة مراسل صحفي وعندما قدّمت المطلب كانت في نيّتي ان أشتغل في فترة الصيف فقط عوضا عن الاشتغال في الحضائر وأعود مع نهاية العطلة الصفية لمواصلة دراستي.
وأذكر انّني بدأت أقدّم اولى المراسلات انطلاقا من معتمدية بن عون القريبة من مقرّ سكناي، وكنت اركّز المراسلة على ما شهدته المنطقة من أحداث على قلّتها وفوجئت باتّصال هاتفي من السيّد والي سيدي بوزيد انذاك الاستاذ مختار شواري  يدعوني الى مقابلته في مكتبة بمركز الولاية بعد أن أعلمني بأنّه تابع مراسلاتي في الاذاعة في برنامج "عبر ولايات الجمهورية" ومن الغد كنت في مكتب الوالي، وسرّ كثيرا لما شاهدني صغير السن وقال لي أنّه كان يعتقد انّي رجل كبير وكهل.
واتّفقنا على أن يكون لي مكتب بمقرّ الولاية وأن تكون المراسلات للإذاعة ذات صبغة جهوية، تتحدّث عن نشاط الولاية بأكملها وأعطى تعليماته للمعتمد الأوّل في ذلك الوقت المرحوم الأزهر بكّار بأن يذلّل لي كلّ الصعوبات وأن يرسل برقية بتعييني مراسلا جهويا للإذاعة والتلفزة الى كلّ الادارات والمؤسسات ليتم التعامل معي بهذه الصفة وقبل أن اغادر مكتبة قال لي ما رأيك لو أضيف لك مهمّة مراسل جهوي لوكالة تونس افريقيا للأنباء فوافقت وأصدر في الحال رسالة بتعييني الى الادارة العامّة للمؤسسة كان برنامج "عبر ولايات الجمهورية" قد بدأ يحقق النجاح بعد مدّة قليلة من الشروع في تقديمه ... وأصبح الناس ينتظرونه ليعرفوا أخبار جهاتهم من خلال ما كان يقدّمه المراسلون الجهويون في مراسالاتهم رغم أنّ اغلبهم لم يكن له تكوين صحفي سابق.
وكانت لي مراسلات شبه يومية في البرنامج فأصبح الناس يعرفونني كما أصبحوا يعرفون أسماء بقية الزملاء الاخرين في الولايات الاخرى مثل مختار اللواتي وعلي جرّاية في صفاقس ومسعود الزيدي في قابس ومحمد الصالح بوترعة في قفصة وعبد العزيز الهمّامي في القيروان والصحبي  البكاري في القصرين وعبد الحميد عطية في مدنين والهادي الحامي في جندوبة وميمون بربوش في الكاف والهادي المرنيعي ورشيد البكاي في بنزرت ومحمد هدية في تطاوين وعلي الشملي في المنستير وعبد الحفيظ بوراوي في سوسة والمولدي الكنزيري في سليانة... وهؤلاء هم ايضا اللذين انطلقت بهم النشرة الجهوية في التلفزة لما استخدمت بعد سنوات وأوكلت مهمّة الاشراف عليها الى الصحفية القديرة الزميلة قمر الكعبي.
قدّمنا برنامج "عبر ولايات الجمهورية" الى الناس وأصبح الناس يتحدّثون عنّا كنجوم ولا انسى ابدا ذلك الشيخ في احدى معتمديات ولاية سيدي بوزيد وكان يشرف على الاجتماع احد الوزراء فأخذ الكلمة هذا الشيخ وأثار بعض النقائص التي تشكو منها المنطقة التي يقطنها وقبل ان يختم تدخّله قال مخاطبا "الوزير" اريد ان احملكم رسالة الى المذيع السيّد محمود الحرشاني بلّغه تحياتنا وتقديرنا وإننا نتابعه بشغف كلّ مساء من خلال الاذاعة فصفّق الجميع وقال الوزير مخاطبا للشيخ بعد لمس صدقه "يبلغ يا سيدي" لكن انت هل انت تعرف محمود الحرشاني فقال السيخ لا اريد ان أعرفه فتوجّه اليّ الوزير وكان من أصدقائي قم حتى يعرفك الرّجل ولا .وقتها عن فرحته عندما رآني أمامه وجها لوجه بعد ان كان يسمع صوتي فقط في الاذاعة استمرّ هذا البرنامج لعدّة سنوات وكان اثبته الحصاد اليوم في قناة الجزيرة اليوم والناس والمسئولون يتابعونه ليعرفوا اخبار الولايات كلّ يوم من خلال اصوات مراسلي الاذاعة وتقاريرهم الاخبارية. وأعتبر أنّ تجربتي كمراسل جهوي للإذاعة والتلفزة التي اتمرّت حوالي ربع قرن من اثرى التجارب الصحفية في حياتي.
---------------

غدا خلقة اخرى

comments

أحدث أقدم