يوم اشترط بورقيبة استقباله من قبل بريجناف في المطار
بقلم
محمود الحرشاني
hormahmoud@gmail.com
من العلامات الدالة على نجاح سياستنا الخارجية في هذا العهد السعيد ان اصبحت الدول الصديقة والشقيقة تعتمد سفراء لها ببلانا مع الاقامة في دول اخرى. وهذا في حد ذاته في مفهوم اللغة الديبلوماسية لمن لا يعرف هو التقليل من الحجم الذي توليه الدولة التي تعتمد سفيرا لها ببلد مع الاقامة في بلد اخر مت اهمية علاقتها مع ذلك البلد وعدم اعتباره من ضمن الدول المهمة في علاقاتها الخارجية. وهذا امر مخجل حقا ان تصل علاقات الدول الصديقة والشقيقة ببلادنا الى الحط من مستوى التمثيل الديبلوماسي لاته ليس السفير المقيم كالسفير الذي ياتي عند الحاجة ويقتصر التمثيل في ذلك البلد على قائم بالاعمال او قنصل عام... بالامس تلقى رئيسنا الهمام بالوكالة الاوراق التي تعتمد ستة سفراء جدد ببلانا .. فقط سفيرة الصين هي السفيرة الوحيدة المقيمة او التي ستستقر ببلادنا اما الخمسة الاخرون فهم سفراء لبلدانهم ببلدنا مع الاقامة في بلد مثل طرابلس والرباط وفرنسا ..نعم يعني سعادة السفير يعمل قهوة الصباح في الرباط او باريس ثم ياخذ الطائرة الى تونس يتناول طعام الغداء ويرعى مصالح بلده عندنا ثم يقفل عائدا الى بلد الاقامة الدائم اتناول طعام العشاء مع ابنائه وحرمه المصون..الم اقل لكم ان المسالة هزلت وهذا يتضح من خلال الاستقبالات التي يحظى بها رئيسنا الهمام عندما يسافر الى الخارج فمرة يستقبله وزير فلاحة ومرة وزيرة بئة ومرة امير جيزان او عسير.في حين المفروض ان يستقبله رئيس دولة ذلك البلد او على الاقل وزير اول او رئيس حكومة..او لم يفرض الزعيم بورقيبة عندما دعاه الاتحاد السوفياتي لزيارة روسيا ان يستقبله برجناف شخصيا في المطار في حين ان التقاليد الروسية الديبلوماسية لا تسمح بذلك لان الضيوف يتم استقبالهم بعد ذلك في الكرملين ولكن الزعيم بورقيبة اصر على استقباله من قبل برجناف شخصيا وللخروج من المازق وبعد جهود بذلها الديبلوماسي الشهير محمود المستيري تقرر ان تنزل طائرة بورقيبة في مطار الكرملين مباشرة عوض المطار المدني وتم الاتفاق على هذا ووافقت الخارجية الروسية وكذلك البروتوكول في الكرملين.. ولكن يبدو ان الزيارة الغيت في اخر لحطة ولكن الحادثة سجلها الديبلوماسي محمود المستيري في مذكراته للتدليل على قوة شخصية بورقيبة واحترام تونس في شخصه
-2-
اذاعاتنا .تحويل وجهة
ترفع الاذاعة الوطنية منذ تهابة فترة حكم الرئيس بن علي وفراره الى الخارج شعارا موغلا في الحلم يزيده ترديده من قبل المذيع والاعلامي معز العربي ايغالا في ايغال وهو // الاذاعة الوطنية صوتكم الذي حررتموه // ولا ادري عن حرية يتحدث معز الغربي او من استنبط الشعار..فاذا كان يقصد ان الاذاعة التونسية اصبحت سيدة قرارها ولا احد يملي عليها امرا فهذا اعتقده مجانبا للصواب وهو كلام لا يستقيم.. واذا كان يقصد ان الاذاعة تحررت من هيمنة النظام وقبضته عليها . فلا اعتقد ان الامر يخرج على استبدال نظام كان قائما بنظام جديد له ولانصاره وحلفائه حضوة الحضور في البرامج الاذاعية والنشرات الاخبارية والاسنضافات. اما البقية فليبحثوا لهم عن اذاعات اخرى في نفس الوقت ترفع شعار الوطنية اي انها اذاعة كل التونسيين ولكن في حقيقة الامر فان اهتمامها يكون منصبا على من بيده السلطة من حكومة وحزب واتباع وانصار . وهو ما يسقط فعليا الشعار الذي يتردد بصوت معز الغربي وهو // الاذاعة صوتكم الذي حررتموه // وهناك امر ثالث لا يقل خطورة وهذا ينسحب على كل الاذاعات التونسية العمومية اي التي تمولها الدولة مركزية وجهوية . وهي ان هذه الاذاعات اذا سلمنا بانها تحررت فعلا واصبحت الصوت الذي حرره التونسيون فقد وقعت هذه الاذاعات مع الاسف بعد تحريرها في ايدي القراصنة ولا بد من تحريرها من جديد . والقراصنة هم المنشطون ومقدمو المنوعات الذين حولوا البرامج التي ينشطونها ويقدمونها الى وكالات خاصة مسجلة باسمائهم في دفتر خانة.. لا يستضيفون فيها الاالاحباب والاصدقاء والمعارف.. عن اي حرية يتحدث معز الغربي وانا اعرف ان هناك من اسماء الكتاب والادباء من لم يتحدث في بعض الاذاعات منذ ثلاث سنوات..اليست هذه قرصنة او تحويل وجهة للسير الطبيعي لعمل ووظائف الاذاعة العمومية يقوم به بعض المنشطيت في غير شعور بالمسؤولية..اقول هذا الكلان ونحن على يقين ان السيل قد بلغ الزبى ولم يعد الامر مقتصرا على اذاعة عمومية واحدة بل هو متواجد في كل الاذاعات. ولا الا
دارة العامة ولا ادارات كل اذاعة على حدة تحرك ساكنا لايقاف هذه المهزلةالتي لم يعد السكوت عنها مقبولا
-3-
تصريح المفتي .شجن الارهابيين وحرضهم على بورقيبة
اعتقد جازما ان تصريحات المفتي الاخيرة والخطيرة والتي اتهم فيها الزعيم الحبيب بورقيبة بانه وراء الارهاب هي التي شحنت عقول المجموعة من الشباب التي حاولت اليوم الاعتداء على ضريح المجاهد الاكبر وتفجيره بوضع عبوة ناسفة تزن 450 قرام من المواد المتفجرة وهو ما يكفي لتفجير مدينة باكملها.. ان تصريحات هذا المفتي الغريبة ساهمت في شحن انفس شباب غرر به تحت طائلة الدين ومقاومة من يعتقدونهم انهم اعداء الدين ولو كانوا من الموتى وهذا ما اراد المفتي ان يقوله متقربا للنهضة التي نعرف كم الحقد الذي بكنه زعيمها للرئيس الحبيب بورقيبة الى درجة انه لا ينرحم عليه ولم يذكره يوما واحدا بخير وهو الذي بنى الدولة التونسية الحديثة وركز نضاله وجهاده بعد نيل الاستقلال على مقاومة ثالوث الجهل والفقر والمرض وكان يقول دائما انني اشعر انني مسؤول عن تونس حتى بعد وفاتي وانني حصنتها من كل عدوان خارجي وان الخطر لا ياتيها الا من ابنائها من الداخل
*4*
كلمة الختام
ياخذني الليل الى محطات مختلفة ..احتاج الى زورق لعبور الليل
------------------------------------
كاتب واعلامي من تونس
مدير ورئيس تحرير جريدة وراديو قمر نيوز
إرسال تعليق