تونس .. الخوف من المستقبل المجهول بعد تنامي عمليات الارهاب // مقال رئيس التحرير

تونس .. الخوف من المستقبل المجهول بعد تنامي عمليات الارهاب
بقلم
محمود الحرشاني


‏‎Mahmoud Horchani‎‏

hormahmoud@gmail.com

يبدو الوضع الامني اليوم في تونس خطير جدا خصوصا بعد محاولتي تفجير نزل سياحي في سوسه وتفجير ضريح الزعيم بورقيبة في المنستير اللتين جدتا اليوم الاربعاء بواسطة مجموعتين من الشباب يرتديان احزمة ناسفة وهو ما يؤشر على ان العمليات الارهابية خرجت من الجبال الى المدن والاحياء الحضرية حيث كثافة السكان والمنشات الاقتصادية والصناعية والادارية بهدف نسفها والاعتداء عليها مع ما يتبع ذلك من تسجيل ضحايا محتملين..وتاتي عملية اليوم في سوسة والتي استهدفت نزلا سياحيا معروف انه من اكبر النزل في هذه المدينة السياحية والتي من الطاف الله ان تم التفطن اليها قبل وقوع الفاس في الراس وفجر الانتحاري نفسه خارج فضاء النزل وكذلك محاولة تفجير ضريح الرئيس السابق الزعيم بورقيبة في مدينة المنستير وهي ايضا مدينة سياحية لتدخل الارتباك وتزيد في حيرة المواطنين وخوفهم من تنامي ظاهرة الارهاب في تونس واتخاذها اشكالا جديدة تهدد سلامة المواطنين..ولا تعدو هذه الحادثة معزولة عن مخططات لمجموعات ارهابية تم الكشف عتها مؤخرا خصوصا بعد عملية سيدي علي بن عون حيث تم العثور على مخططات لهذه المجموعة كانت تستهدف منشئات مدنية وتجارية وعسكرية بواسطة انتحاريين يرتدون احزمة ناسفة او بواسطة سيارات مفخخة. وهو ما يدل على ان الامر اصبح خطيرا جدا.
وهو يستدعي اليوم اكثر من اي وقت مضى خططا واضحة وجلية لمقاومة غول الارهاب في تونس  الذي اتخذ اشكالا متعددة وتنامى في غفلة او تساهل من الحكومة التي صعدت الى الحكم بعد انتخابات 23 اكتوبر 2011 وهي حكومة النهضة التي لم تقاوم الارهاب منذ بداية ظهور بوادره بل شجعت من خلال تسامحها عن قصد او عن جهل وعدم خبرة او تساهل مقصود تنامي هذه الظاهرة من خلال التسامح مع التيارات الدينية المتشددة في اقامة الخيمات الدعوية في المدن والتي كانت تستغلها هذه الجماعات لتوجية خطاب تكفيري والحث على الارهاب والعنف ورمي جهاز الامن باقذع النعوت من شاكلة الطاغوت وكدلك من خلال الخطب الجمعية في المساجد التي كانت تحت سيطرة هؤلاء بدل الحث على التسامح واعتماد خطاب ديني معتدل ومتوازن وينبذ التطرف والارهاب.ومن هنا تم التغرير بالعديد من الشبان في اعمار صغيرة للانخراط في هذه المجموعات الارهابية  تحت شعار نشر الاسلام ومقاومة الطاغوت . والنتيجة ان تونس خسرت العديد من ابنائها في عمر الزهور ممن جرفهم تيار الارهاب.
ولابد ان نقولها اليوم بصراحة ان اكبر خطا كان حل جهاز امن الاستخبارات بعد الثورة من قبل وزير داخلية لا بفقه شيئا في تسيير شؤون الوزارة  وما تلاه من حالات ارباك لجهاز الامن ثم  جاءت حكومة النهضة بخطاب متسامح مع هؤلاء حتى ان رئيس الحركة كان يقول عنهم انهم مجموعة من الشباب يذكرونه بشبابه وانهم يبشرون بثقافة جديدة..فاي ثقافة بشر بها هؤلاء سوى ثقافة صناعة الموت وفتح ابواب المجهول على تونس.. التي يبدو وضعها اليوم يذكر بالاجواء التي كانت عليها تونس قبيل السابع من نوفمبر 87 عندما ادلهمت السبل.. وا اشبه الليلة البارحة . تقريبا نفس السيناريو يعاد بحذافره تفجيرات في نزل في سوسه والمنستير واجواء متوترة في يقية المدن وحالة ياس لدى كل التونسيين وترقب لما تحمله الايام من جديد..ياتي هذا والحوار الوطني يتواصل ببطء وتونس تترقب الاعلان عن تعيين رئيس حكومة جديد بعد فشل حكومة على العريض المحسوبة على حزب حركة النهضة والتي دخلت مرحلة تصريف الاعمال فقط.. ونعتقد ان اولى اولويات الحكومة الجديدة والتي سيكون على راسها شخصية مستقلة هي ملف الامن او ملف الارهاب على وجه الدقة فتونسيون اليوم خائفون وايديهم على قلوبهم من مستقبل مجهول

*******************

كاتب ومحلل سياسي
مدير جريدة وراديو قمر نيوز.تونس










comments

أحدث أقدم