تحية الى امهاتي في عيد الام
بقلم
محمود حرشاني
فتحت عيني في هذه الدنيا فوجدت نفسي بين والدة انجبتني وثلاث امهات من الرضاعة. ومن هن من ارضعتني حولين كاملين فنشأ عندي تقدير خاص للمرأة وللام باعتبارها رمز الحنان ونهر العطاء....فالواحد منا يشب على محبة ام واحدة فما بالك بمن يشب على محبة اربع امهات ..لذلك فانا منذ نشأت ووعيت متحيز الى المرأة والدفاع عنها وتبني قضاياها وهمومها .فلا يكفي مبررا لهذا انني ابن الاربع امهات ولكن ايضا انا اخو الاربع بنات .. كل واحدة من هن لها مكانة مميزة في قلبي ولي اخت خامسة من الرضاعة لها في نفسي من المحبة والتقدير والحنان ما لاخواتي الاربعة بل اجد نفسي احيانا منجذبا اليها اكثر من اخواتي الاخريات وقد يكون لحليب الام // غزالة // الذي رضعناه معا من نفس الصدر تاثير في ذلك . اما والدني الثانية من الرضاعة او امي من الرضاعة // فطيمة // فلها في نفسي مكانة كبيرة هي الى اليوم وانا في هذا العمر تحضنني وتضمني الى صدرها فاشعر بحلاوة الدنيا وانسى كل همومي خصوصا بعد رحيل والدتي // مهرية // منذ سنوات .والحق اقول ان زوجة والدي التي تزوجها بعد وفاة والدتي كانت لي هي ايضا بمثابة الام كما كانت لشقيقتي ولم نر منها اي تصرف فيه عداوة او كره الى ان توفيت هي الاخرى رحمها الله . بل كانت دائما تقول عني لقد عوضني الله ب محمود ليكون ابني ولاكون امه الرابعة ارعاه في مرحلة حساسة من عمرة فقد توفيت والدتي وانا في سن السادسة او السابعة عشرة ..
من هنا نشا عندي احترام كبير للمراة . فهي عندي رمز العطاء بلا حدود ورمز التضحية ونكران الذات .وقد تبنيت في كتاباتي كلها الدفاع عن المراة وعن حقها . ولم اعتبر ابدا المراة مخلوقا ضعيفا يستحق الشفقة او الحنان بل اعتبرت دائما ان المراة عنصر قوي لا تستقيم الحياة بدونه. لذلك فانا شديد الايمان بان المراة عنصر دفع وبناء.وقد كان من حسن حظي ان اقتربت في حياتي المهنية في عالم الصحافة والاذاعة من مجموعة من النساء فعرفت فيهن الاجتهاد والمثابرة والقدرة على الاضافة. وقد كنت اقول دائما ان عالم الصحافة هو عالم تبدع فيه المراة بامتياز اكثر من اي مجال اخر . وحفظ لنا التاريخ اسماء نساء شهيرات في عالم الصحافة والادب في تونس والعالم العربي . لعل اشهرهن هي السيدة فاطمة اليوسف التي جاءت الى عالم الصحافة من عالم التمثيل واسست واحدة من اشهر المجلات في العالم العربي وهي مجلة روز اليوسف وهي كما نعلم والدة الكاتب الكبير احسان عبد القدوس وظهرت اول مجلة نسائية في تونس سنة 1955 وهي مجلة الالهام وانشاتها فتاة تونسية متعلمة. كما حفظ لنا تاريخ الصحافة مبادرات لاعلاميات تونسيات انشان مجلات في الزمن الصعب مثل السيدة ليلى مامي التي انشات في الستينات اشهر مجلة نسائية تونسية وهي وهي مجلة كانت تصدر باللغة الفرنسية
واعود الى بداية الموضوع لاقول انني مدين في حياتي لمجموعة من النساء كان لهن دور في توجيهي والاخذ بيدي. لا انسى مثلا استاذتي في مادة العربية التي التقيت بها في السنة الثانية من التعليم الثانوي نجاة مامي ..وكذلك استاذتي في مادة الفرنسية السيدة شهر زاد ولها .. هما استاذتان كان لهما دور مهم في حياتي . ولا انسى طبعا زوجتي فقد تحملتني كثيرا مساكين زوجات الصحافيين . هي وفرت لي المناخ لكي اعمل في راحة واكتب واحقق احلامي وطموحاتي.ان زوجات الصحافيين مناضلات بحق في رعاية الاسرة ورعاية الزوج وهكذا شاء القدر ان تكون المراة متواجدة بقوة في كل مرحلة من مراحل حياتي منذ الولادة الى اليوم فكيف لا اكون متحيزا للمراة ونصيرا لها ومدافعا عن قضاياها وهمومها
وعندما يحين الاحد الاخير من كل شهر ماي الذي يصادف عيد الامهات تجدني في حيرة .كل واحدة من النساء اللواتي ذكرت هي بمثابة الام لي من ولدتني ومن ارضعتني حليبها ومن ارضعتني علمها ومن رعتني طفلا وشابا ومن تعلمت في رحابها ابجديات الصحافة والكتابة فانا ابن لامهات عديدات.. وكل واحدة منهن لها في قلبي من الالفة والمحبة والاحترام ما يفيض به وجداني وتنطق به مشاعري فلا املك الا ان اطبع على جبين كل واحدة من هن قبلة المحبة والاحترام والعرفان بالجميل واهدى كل واحدة من هن وردة جميلة عربون المحبة من ابن لن ينسى ابدا انه مدين بنجاحه لكل واحدة من هؤلاء النسوة الفاضلات
..............................
كاتب واعلامي من تونس
رئيس تحرير جريدة قمر نيوز
فتحت عيني في هذه الدنيا فوجدت نفسي بين والدة انجبتني وثلاث امهات من الرضاعة. ومن هن من ارضعتني حولين كاملين فنشأ عندي تقدير خاص للمرأة وللام باعتبارها رمز الحنان ونهر العطاء....فالواحد منا يشب على محبة ام واحدة فما بالك بمن يشب على محبة اربع امهات ..لذلك فانا منذ نشأت ووعيت متحيز الى المرأة والدفاع عنها وتبني قضاياها وهمومها .فلا يكفي مبررا لهذا انني ابن الاربع امهات ولكن ايضا انا اخو الاربع بنات .. كل واحدة من هن لها مكانة مميزة في قلبي ولي اخت خامسة من الرضاعة لها في نفسي من المحبة والتقدير والحنان ما لاخواتي الاربعة بل اجد نفسي احيانا منجذبا اليها اكثر من اخواتي الاخريات وقد يكون لحليب الام // غزالة // الذي رضعناه معا من نفس الصدر تاثير في ذلك . اما والدني الثانية من الرضاعة او امي من الرضاعة // فطيمة // فلها في نفسي مكانة كبيرة هي الى اليوم وانا في هذا العمر تحضنني وتضمني الى صدرها فاشعر بحلاوة الدنيا وانسى كل همومي خصوصا بعد رحيل والدتي // مهرية // منذ سنوات .والحق اقول ان زوجة والدي التي تزوجها بعد وفاة والدتي كانت لي هي ايضا بمثابة الام كما كانت لشقيقتي ولم نر منها اي تصرف فيه عداوة او كره الى ان توفيت هي الاخرى رحمها الله . بل كانت دائما تقول عني لقد عوضني الله ب محمود ليكون ابني ولاكون امه الرابعة ارعاه في مرحلة حساسة من عمرة فقد توفيت والدتي وانا في سن السادسة او السابعة عشرة ..
من هنا نشا عندي احترام كبير للمراة . فهي عندي رمز العطاء بلا حدود ورمز التضحية ونكران الذات .وقد تبنيت في كتاباتي كلها الدفاع عن المراة وعن حقها . ولم اعتبر ابدا المراة مخلوقا ضعيفا يستحق الشفقة او الحنان بل اعتبرت دائما ان المراة عنصر قوي لا تستقيم الحياة بدونه. لذلك فانا شديد الايمان بان المراة عنصر دفع وبناء.وقد كان من حسن حظي ان اقتربت في حياتي المهنية في عالم الصحافة والاذاعة من مجموعة من النساء فعرفت فيهن الاجتهاد والمثابرة والقدرة على الاضافة. وقد كنت اقول دائما ان عالم الصحافة هو عالم تبدع فيه المراة بامتياز اكثر من اي مجال اخر . وحفظ لنا التاريخ اسماء نساء شهيرات في عالم الصحافة والادب في تونس والعالم العربي . لعل اشهرهن هي السيدة فاطمة اليوسف التي جاءت الى عالم الصحافة من عالم التمثيل واسست واحدة من اشهر المجلات في العالم العربي وهي مجلة روز اليوسف وهي كما نعلم والدة الكاتب الكبير احسان عبد القدوس وظهرت اول مجلة نسائية في تونس سنة 1955 وهي مجلة الالهام وانشاتها فتاة تونسية متعلمة. كما حفظ لنا تاريخ الصحافة مبادرات لاعلاميات تونسيات انشان مجلات في الزمن الصعب مثل السيدة ليلى مامي التي انشات في الستينات اشهر مجلة نسائية تونسية وهي وهي مجلة كانت تصدر باللغة الفرنسية
واعود الى بداية الموضوع لاقول انني مدين في حياتي لمجموعة من النساء كان لهن دور في توجيهي والاخذ بيدي. لا انسى مثلا استاذتي في مادة العربية التي التقيت بها في السنة الثانية من التعليم الثانوي نجاة مامي ..وكذلك استاذتي في مادة الفرنسية السيدة شهر زاد ولها .. هما استاذتان كان لهما دور مهم في حياتي . ولا انسى طبعا زوجتي فقد تحملتني كثيرا مساكين زوجات الصحافيين . هي وفرت لي المناخ لكي اعمل في راحة واكتب واحقق احلامي وطموحاتي.ان زوجات الصحافيين مناضلات بحق في رعاية الاسرة ورعاية الزوج وهكذا شاء القدر ان تكون المراة متواجدة بقوة في كل مرحلة من مراحل حياتي منذ الولادة الى اليوم فكيف لا اكون متحيزا للمراة ونصيرا لها ومدافعا عن قضاياها وهمومها
وعندما يحين الاحد الاخير من كل شهر ماي الذي يصادف عيد الامهات تجدني في حيرة .كل واحدة من النساء اللواتي ذكرت هي بمثابة الام لي من ولدتني ومن ارضعتني حليبها ومن ارضعتني علمها ومن رعتني طفلا وشابا ومن تعلمت في رحابها ابجديات الصحافة والكتابة فانا ابن لامهات عديدات.. وكل واحدة منهن لها في قلبي من الالفة والمحبة والاحترام ما يفيض به وجداني وتنطق به مشاعري فلا املك الا ان اطبع على جبين كل واحدة من هن قبلة المحبة والاحترام والعرفان بالجميل واهدى كل واحدة من هن وردة جميلة عربون المحبة من ابن لن ينسى ابدا انه مدين بنجاحه لكل واحدة من هؤلاء النسوة الفاضلات
..............................
كاتب واعلامي من تونس
رئيس تحرير جريدة قمر نيوز
إرسال تعليق