المخاض العسير لميلاد حكومة العريض
بقلم
محمود حرشاني
ا
انقضى الاسبوع الاول من المهلة المخولة دستوريا للسيد على العريض رئيس الحكومة المكلف والمقدرة بخمسة عشر يوما لتشكيل حكومته. دون ان يتمكن من تشكيل هذه الحكومة والاعلان عن تركيبتها . رغم مارطون المشاورات التي اجراها مع اغلب الاحزاب المؤثرة في الساحة السياسية لدعوتها للمشاركة في الحكومة الجديدة. الا ان اغلب الاحزاب اعتذرت عن المشاركة وحتى عن مجرد المساندة السياسية لهذه الحكومة عندما تتشكل.وقد قدمت هذه الاحزاب مجموعة من الشروط للمشاركة في الحكومة ومنها بالخصوص تحييد وزارات السيادة الاربعة بما فيها وزارة الداخلية وان يكون لهذه الحكومة برنامج واضح ومدة محددة لا تتجاوزها وتقدم في نهايتها استقالتها وحل روابط حماية الثورة على خلفية ممارستها للعنف ومراجعة التسميات الاخيرة التي تمت في الادارات العمومية المركزية والجهوية وضبط اجندا واضحة للمواعيد السياسية القادمة وفي مقدمتها تحديد موعد ثابت ونهائي للانتخابات الرئاسية والتشريعية.
وكثف السيد على العريض مشاوراته مع اغلب الاحزاب السياسية ولم يستثن حزب نداء تونس المنافس القوي لحركة النهضة الان واحزاب اخرى ذات تاثير كبير في الساحة السياسية مثل الحزب الجمهوري وحزب المسار والتحالف الديمقراطي وطبعا الاحزاب التي تتكون منها الترويكا السابقة وهي حزب المؤتمر من اجل الجمهورية وحزب التكتل الاجتماعي والاقتصادي والنهضة الحزب الاغلبي الى جانب التفتح على احزاب جديدة وكتل برلمانية مثل حزب وفاء وكتلة الحرية والكرامة بالمجلس التاسيسي. الا ان كل هذه المشاورات التي اجراها رئيس الحكومة المكلف لم تفض الى اتفاق على التركيبة النهائية للحكومة رغم تنازل حركة النهضة عن التمسك بوزارات السيادة الاربعة وهي الخارجية والعدل والدفاع والداخلية في اخر مرحلة من التنازلات.وذلك بهدف تسريع تكوين الحكومة الجديدة ولكن كل هذا لم بفض الى نتيجة نهائية يترقبها التونسيون جميعا وهي تكوين الحكومة الجديدة. واصبحت المهمة عسيرة بعد اعلنت عديد الاحزاب عدم مشاركتها في هذه الحكومة رغم كل التنازلات وهو ما جعل المشاورات تنحصر بين اربعة احزاب لاغير وهي النهضة والمؤتمر من اجل الجمهورية وحركة وفاء وكتلة الحرية والكرامة بالمجلس التاسيسي ومازال حزب التكتل الشريك التقليدي للنهضة مترددا ومتمسكا بطلباته وفي مقدمتها مراجعة التسميات الاخيرة على راس الادارات الجهوية والمركزية التي استحوذت عليها النهضة والتحييد الفعلي لوزارات السيادة.واتخذت عديد الاحزاب الاخرى مواقف معارضة لحكومة العريض منذ البداية مثل حزب العمال والجبهة الشعبية والعريضة الشعبية
وكل هذه العوامل جعلت مهمة السيد على العريض في تشكيل الحكومة الجديدة مهمة صعبة وتكاد تصبح مستحيلة في ظل تباين وجهات النظر والرؤى واختلاف التقييمات للاوضاع.ويبدو ان اولى الاستنتاجات التي يجب ان يستخلصها السيد على العريض من مشاورات الاسبوع الاول ان على النهضة وهي الحزب الاغلبي ان تحسم موقفها النهائي من التعامل مع الاحزاب هل تريد منهم المشاركة في الحكم ام في الحكومة لان الامر يختلف والامر الثاني الذي يجل على النهضة ان تحسم فيه الامر هل هي تريد حكومة محاصصة حزبية ام حكومة وطنية والامر الثالث هو الى اي حد هي مستعدة لتلبية شروط الاحزاب التي تريد منها الاشتراك في الحكومة وفي المقدمة مراجعة التعيينات الاخيرة والذهاب نحو تحقيق مصالحة وطنية بعيدا عن كل المشاحنات ومنطق اقتسام الغنائم وتسمية المقربين وشيطنة المنافس وتأليب الراي العام عليه وهو خطاب جرب في المرحلة السابقة وكانت نتائجه وخيمة على الجميع وانتهى بحادثة اغتيال الشهيد شكري بلعيد المناضل اليساري البارز.
ان البلاد تمر اليوم في ظل غياب الحكومة بمرحلة من اصعب مراحل تاريخها وتكاد كل الامور تعطل او تعيش حالة شلل والوضع الاجتماعي والاقتصادي يمر بفترة حرجة وكذا الامور الامنية
والسيد علي العريض رئيس الحكومة المكلف هو اليوم في وضع لا يحسد عليه فمن ناحية هو مهدد بانتقادات لاذعة من المعارضة وغالبية الشعب اذا لم يوفق في تحقيق نسبة تجديد كبيرة في تركيبة الحكومة وعدم التعويل على وزراء كانوا في الحكومة السابقة التي فشلت واوصلت البلاد الى وضع مسدود ومن ناحية هو ملتزم بتلبية ترشيحات الاحزاب التي قبلت لانضمام الى الحكومة ومطلوب منه ان بحقق المعادلة بين الخيارين فاذا قدم تشكيلة حكومية بوزراء سابقين في حكومة استقالت فهو متهم سلفا باعادة انتاج الفشل واغلب الوزراء الذين كانوا في الحكومة السابقة يطالب الشعب بتغييرهم ويرغب في عدم رؤيتهم في الحكومة الجديدة حتى ولو رشحتهم احزابهم.
من هنا تاتي صعوبة مهمة السيد علي العريض في تشكيل الحكومة الجديدة ويبدو انه سيكون مطلوبا منه ما كان مطلوبا من فرس جحا تسير تحت المطر ولا تبتل هي ولا يبتل جحا الذي كان يمتطيها اما كيف فتلك هي المشكلة وذاك هو المخاض العسير لحكومة طال انتظارها لتخرج تونس من عنق الزجاجة وتعيد للتونسيين الامل
.......................................................
..كاتب ومحلل سياسي من تونس
رئيس تحرير جريدة قمر نيوز
ا
بقلم
محمود حرشاني
ا
انقضى الاسبوع الاول من المهلة المخولة دستوريا للسيد على العريض رئيس الحكومة المكلف والمقدرة بخمسة عشر يوما لتشكيل حكومته. دون ان يتمكن من تشكيل هذه الحكومة والاعلان عن تركيبتها . رغم مارطون المشاورات التي اجراها مع اغلب الاحزاب المؤثرة في الساحة السياسية لدعوتها للمشاركة في الحكومة الجديدة. الا ان اغلب الاحزاب اعتذرت عن المشاركة وحتى عن مجرد المساندة السياسية لهذه الحكومة عندما تتشكل.وقد قدمت هذه الاحزاب مجموعة من الشروط للمشاركة في الحكومة ومنها بالخصوص تحييد وزارات السيادة الاربعة بما فيها وزارة الداخلية وان يكون لهذه الحكومة برنامج واضح ومدة محددة لا تتجاوزها وتقدم في نهايتها استقالتها وحل روابط حماية الثورة على خلفية ممارستها للعنف ومراجعة التسميات الاخيرة التي تمت في الادارات العمومية المركزية والجهوية وضبط اجندا واضحة للمواعيد السياسية القادمة وفي مقدمتها تحديد موعد ثابت ونهائي للانتخابات الرئاسية والتشريعية.
وكثف السيد على العريض مشاوراته مع اغلب الاحزاب السياسية ولم يستثن حزب نداء تونس المنافس القوي لحركة النهضة الان واحزاب اخرى ذات تاثير كبير في الساحة السياسية مثل الحزب الجمهوري وحزب المسار والتحالف الديمقراطي وطبعا الاحزاب التي تتكون منها الترويكا السابقة وهي حزب المؤتمر من اجل الجمهورية وحزب التكتل الاجتماعي والاقتصادي والنهضة الحزب الاغلبي الى جانب التفتح على احزاب جديدة وكتل برلمانية مثل حزب وفاء وكتلة الحرية والكرامة بالمجلس التاسيسي. الا ان كل هذه المشاورات التي اجراها رئيس الحكومة المكلف لم تفض الى اتفاق على التركيبة النهائية للحكومة رغم تنازل حركة النهضة عن التمسك بوزارات السيادة الاربعة وهي الخارجية والعدل والدفاع والداخلية في اخر مرحلة من التنازلات.وذلك بهدف تسريع تكوين الحكومة الجديدة ولكن كل هذا لم بفض الى نتيجة نهائية يترقبها التونسيون جميعا وهي تكوين الحكومة الجديدة. واصبحت المهمة عسيرة بعد اعلنت عديد الاحزاب عدم مشاركتها في هذه الحكومة رغم كل التنازلات وهو ما جعل المشاورات تنحصر بين اربعة احزاب لاغير وهي النهضة والمؤتمر من اجل الجمهورية وحركة وفاء وكتلة الحرية والكرامة بالمجلس التاسيسي ومازال حزب التكتل الشريك التقليدي للنهضة مترددا ومتمسكا بطلباته وفي مقدمتها مراجعة التسميات الاخيرة على راس الادارات الجهوية والمركزية التي استحوذت عليها النهضة والتحييد الفعلي لوزارات السيادة.واتخذت عديد الاحزاب الاخرى مواقف معارضة لحكومة العريض منذ البداية مثل حزب العمال والجبهة الشعبية والعريضة الشعبية
وكل هذه العوامل جعلت مهمة السيد على العريض في تشكيل الحكومة الجديدة مهمة صعبة وتكاد تصبح مستحيلة في ظل تباين وجهات النظر والرؤى واختلاف التقييمات للاوضاع.ويبدو ان اولى الاستنتاجات التي يجب ان يستخلصها السيد على العريض من مشاورات الاسبوع الاول ان على النهضة وهي الحزب الاغلبي ان تحسم موقفها النهائي من التعامل مع الاحزاب هل تريد منهم المشاركة في الحكم ام في الحكومة لان الامر يختلف والامر الثاني الذي يجل على النهضة ان تحسم فيه الامر هل هي تريد حكومة محاصصة حزبية ام حكومة وطنية والامر الثالث هو الى اي حد هي مستعدة لتلبية شروط الاحزاب التي تريد منها الاشتراك في الحكومة وفي المقدمة مراجعة التعيينات الاخيرة والذهاب نحو تحقيق مصالحة وطنية بعيدا عن كل المشاحنات ومنطق اقتسام الغنائم وتسمية المقربين وشيطنة المنافس وتأليب الراي العام عليه وهو خطاب جرب في المرحلة السابقة وكانت نتائجه وخيمة على الجميع وانتهى بحادثة اغتيال الشهيد شكري بلعيد المناضل اليساري البارز.
ان البلاد تمر اليوم في ظل غياب الحكومة بمرحلة من اصعب مراحل تاريخها وتكاد كل الامور تعطل او تعيش حالة شلل والوضع الاجتماعي والاقتصادي يمر بفترة حرجة وكذا الامور الامنية
والسيد علي العريض رئيس الحكومة المكلف هو اليوم في وضع لا يحسد عليه فمن ناحية هو مهدد بانتقادات لاذعة من المعارضة وغالبية الشعب اذا لم يوفق في تحقيق نسبة تجديد كبيرة في تركيبة الحكومة وعدم التعويل على وزراء كانوا في الحكومة السابقة التي فشلت واوصلت البلاد الى وضع مسدود ومن ناحية هو ملتزم بتلبية ترشيحات الاحزاب التي قبلت لانضمام الى الحكومة ومطلوب منه ان بحقق المعادلة بين الخيارين فاذا قدم تشكيلة حكومية بوزراء سابقين في حكومة استقالت فهو متهم سلفا باعادة انتاج الفشل واغلب الوزراء الذين كانوا في الحكومة السابقة يطالب الشعب بتغييرهم ويرغب في عدم رؤيتهم في الحكومة الجديدة حتى ولو رشحتهم احزابهم.
من هنا تاتي صعوبة مهمة السيد علي العريض في تشكيل الحكومة الجديدة ويبدو انه سيكون مطلوبا منه ما كان مطلوبا من فرس جحا تسير تحت المطر ولا تبتل هي ولا يبتل جحا الذي كان يمتطيها اما كيف فتلك هي المشكلة وذاك هو المخاض العسير لحكومة طال انتظارها لتخرج تونس من عنق الزجاجة وتعيد للتونسيين الامل
.......................................................
..كاتب ومحلل سياسي من تونس
رئيس تحرير جريدة قمر نيوز
ا
إرسال تعليق