ماساة حادثة سبيطلة والثورة المخدوعة

بقلم محمود حرشاني

تعيد ماساة عبد الرزاق الخشناوي الذي قضى نحبه فجر امس تحت انقاض كشك كان يشكل له ولعائلته مورد رزقه واقدمت السلطات البلدية على هدمه بينما كان هو نائما داخله...

 تعيد هذه الماساة الى الاذهان ما جرى تماما يوم 17 ديسمبر 2010 في مدينة سيدي بوزيد بين بائع الخضار على العربة المدفوعة محمد البوعزيزي وشرطية البلدية فادية.. وان اختلفت طريقة التنفيذ.ولكن الاحداث متشابهة 

والضحيتان يتشابهان فضحية سيدي بوزيد اقدم على حرق نفسه بسكب مواد سريعة الالتهاب على جسده بعد ان يئس منم ايجاد حل لمشكلته والثاني قضى نحبه في حراسة كشك يشكل مورد رزقه وكان يعتقد ان النوم داخله سيشفع له ويحمي مورد رزقه. 

 تباعدت المسافة الزمنية نسبيا بين الحادثين ولكن المشهد عاد بكامل تفاصيله فجر امس في مدينة سبيطلة وكان الزمن توقف ليقول لنا ان التاريخ لا يعيد نفسه الا في شكل ملهاة او ماساة.

 ربما كان عبد الرزاق الخشناوي وهو يغط في نومه عندما هوت جرافة البلدية فجرا على كشكه الصغير . ربما كان يحلم بانالبلاد تعيش واقعا جديدا قالوا عنه انه نتاج ثورة جاءات من اجل الكرامة والشغل وتحسين ظروف العيش. ربما كان يحلم بانلقمة العيش بشرف افضل من من مد اليد. انا لا اناقش هنا مسالة اقامة هذا الكشك على غير الصيغ القانونية وان هناك كما يقال الان قرار بالهدم صادر من السلطات البلدية والجهوية بازالة هذا الكشك. ولكن الم يكن من الافضل توخي المرونة في تطبيق هكذا قانون رافة بالبشر.

 ان ضعف هياكل الدولة خلال السنوات العشر الاخيرة هو الذي اوجد مثل هذه الوضعيات وحلها ليس بالضرورة ان تكون السلطة بلا قلب وان تهدم الاكشاك والمنازل المبنية على غير الصيغ القانونية وبدون ترخيص على رؤوس اصحابها. فتكون النتيجة ماساة بشرية

 وانا اعتقد انه مهما كان خطا المواطن فلا يجب ان يكون عقاب الدولة له باتلموت داخل كشكه او منزله.. قل ما شئت من المبررات وان هذا المواطن خالف القوانين وان السلطة يجب ان تطبق القانون ولكن لا يجب ان يذهبن بنا الامر الى حد هدم الاكشاك والمنازل على اصحابها. 

 هنا نذكر اصحاب القرار بان حياة البشر اهم.بعد عشر سنوات نجد انفسنا امام نفس الاوضاع تقريبا وتعاد الاحداث بكل تفاصيلها لنتساءل. ما الذي تغير. اين ذهبت ثورتكم؟ 

 وماذا ينفع عائلة عبد الرزاق الخشناوي الذي مات تحت انقذ كشكة مصدر رزقه الوحيد ماذا ينفعها من كلامك الذي تلقونه بلا معنى فقط لتبرروا ما جنيتموه من الغنيمة.. اما بقية افراد الشعب فلا يهم سواءا مات بالكورونا او مات تحت ركام كشكه الذي يقتالت منه عندما تقدم جرافة البلدية هلى هدمه على راسه فجرا. 

ه يا ىوطني اه اه

 من ثورة ملسوعة كما احد احد الشعراء التونسين