الدكتورة الفة يوسف
فاصل شخصي
شكرا أبي، شكرا أمي، شكرا لأنكما لا تسمحا لي بدراسة الحقوق، وبأن أكون يوما ما حاكمة بين الناس…
أنا التي أستحي من أن أضع سبعة ونصف عددا لطالب واقارن بالثمانية التي منحتها لطالب آخر، كيف أقرر بسلاسة، وبناء على ملفات باردة، مصائر ناس لا أعلم عنهم شيئا…عن نشأتهم، عن طفولتهم، عن أوجاعهم، عن عقدهم، عن تصاريف القدر فيهم؟
كيف يمكن أن أصدر حكما، أي حكم، على شخص وأعود إلى منزلي لأنام قريرة العين بين أهلي وألاطف طفلي وأطهو طعامي؟
والأمر اعسر لو وجدت نفسي يوما وأنا بين فكي كماشة، إما أن أحكم على الناس أو أن يحكم علي، أي شجاعة أحتاجها حتى أبجل الحق على حقي، وحتى أقول، تبكي أمي ولا تبكي امه…لا لن أستطيع، فالأمر أكبر من طاقتي بكثير…
احترامي لكل قاض شريف عبر التاريخ، فهي مهنة من أعسر المهن وأعقدها وأرقاها…وإشفاقي على كل قاض تهاون أو باع أو غلبته الأنانية البشرية، فبطش الحياة شديد…اليوم أو غدا…
شكرا أبي، شكرا أمي، فأنا أعجز شخص في الحكم على البشر…مهما يكن السياق والمقام…ولكل عجزه وضعفه وحدوده…
إرسال تعليق