جديد الشاعر الكبير عبد العزيز الهمامي
المرايا
مِنْ فَمِهَا
والنُّجُومُ الّتي يَهْطِلُ الضَّوْءُ
فِي دَمِها
والعُصُورُ الّتِي كَفَنَتْ حُلْمَهَا
ثُمَّ لاَذَتْ بِمَأْتَمِِهَا
كُنْتُ أَقْرَأُ دَمْعَتَهَا
فِي المَرَايَا الَّتِي انْكَسَرَتْ
وَأَرَى قَدَمِي
وَهْيَ تَنْزِلُ مِنْ فَوْقِ سُلَّمِهَا
نَمْنَمَاتُ الخَرِيفِ عَلَى البَابِ
قُلْتُ : سَاَوِي اِلَى شَجَرٍ
أَتَزَوّجُ أَفْيَاءَهُ
فَالطَّرِيقُ اِلَى النَّبْعِ
مُوغِلَةٌ فِي تَجَهُّمِهَا
هَاهُنَا فِي مَهَبِّ الغِوَايَةِ
تُفَّاحَةٌ نَضَجَتْ
قَبْلَ مَوْسِمِهَا
وَتَنَاهَى اِلَى السَّمْعِ
نَبْضُ الفَرَاغِ
صَدَى العَابِرِينَ
اِلَى سِدْرَةِ المُنْتَهَى
هَلْ هُوَ اللَّيْلُ
يَبْسطُ ظِلَّ الفَرَاشَاتِ
فِي جَسَدِي
أَمْ هِيَ الأَرْضُ تَلْبَسُ دَهْشَتَهَا
وَتَبُوحُ بِسِرِّ عَوَالِمِهَا
تِلْكَ فَاتِنَةٌ مِنْ نَبِيذِ الرُّؤَى
ضَحِكَتْ وَبَيَاضُ المَدَى
فَوْقَ مِعْصَمِهَا
أَخَذَتْ زِينَةَ البَرْقِ
وَاكْتَحَلَتْ بِشَفِيفِ الهَوَى
مِنْ مُتَيَّمِهَا
هِيَ ذِي نَخْلَةُ اللَهِ
فِي الرُّوحِ مُزْهِرَةٌ
نَثَرَتْ بَاقَةَ الشّمْسِ
فِي وَجْهِ مَرْيَمِهَا
وَتَفُوحُ المَجَرَّاتُ بِالعِشْقِ
تَهْمِي القَصَائِدُ مِنْ جَدْوَلِ القَلْبِ
مَغْسُولَةً بِالشَّذَى
لُغَةٌ يَشْرَئِبُّ اِلَيْهَا المَجَازُ
وَيَكْبُرُ فِي أَوَّلِ الفَيْئِ
حُلْمُ بَرَاعِمِهَا
هَذِهِ الأُمْنِيَاتُ الَّتِي كُنْتُ
مُذْ شَبَّ وَجْدِي عَنِ الطَّوْقِ
مُزْدَحِمًا بِطَلاَسِمِهَا
أَقْفَرَتْ حَيْثُمَا كَانَ طَيْفِي
يَبِيعُ أَنَامِلَهُ للنَّدَى
وَيُطَارِدُ وَهْمَ نَسَائِمِهَا
لَيْتَ لِي مُفْرَدَاتُ الأَعَاصِيرِ
كَيْ أَسْتَرِدَّ الّذِي ضَاعَ
مِنْ يَمِّ مُعْجَمِهَا
خُذْ صَبَاحَ الفُتُوحَاتِ
وَارْسُمْ عَلَى حَائِطِ العَاشِقِينَ
هَوَاكَ القَدِيمَ
وَمَا بَقِيَ الاَنَ مِنْ حَجَرٍ
فِي مَعَالِمِهَا
خُذْ مِنَ الغَدِ أَجْمَلَهُ
وَمِنَ الوَقْتِ أَوَّلَهُ
رُبَّمَا يَرْشُقُ النَّوْءُ تُرْبَتَهَا
وَيُرَتِّبُ طَلْعَ سَنَابِلِهَا
وَأَزَاهِرَ يَقْطِينِهَا
وَتَعُود الغُصُونُ
اِلَى حضْنِ أَشْجَارِهَا
وَهَدِيلِ حَمَائِمِهَا
إرسال تعليق