المغناطيسية وأثرها على الحيوانات .بقلم منى درغام


 
المغناطيسية وأثرها على الحيوانات






منى درغام \ القاهرة
يتولي معهد أمريكي متخصص يعرف باسم "مختبر البرت روي-ديفز" القيام بأبحاث متميزة عن أثر المجال المغناطيسي على الأحياء فيتولى البحث في مواضيع تأثير المجالات المغناطيسية منذ عام 1936 ويعمل على إدارته عالم مرشح لنيل جائزة نوبل، وقد وافقت وكالة الغذاء والدواء الأمريكية مؤخراً على قيام المختبر بدراسة تأثير المجال المغناطيسي على حالة الكآبة في الإنسان
قام أحد باحثي هذا المركز وهو العالم ولتر رولز بتجارب لتقصي آثار المجالين المغناطيسين الشمالي والجنوبي على نشاط وسلوك حيوانات التجارب وكان قد أجرى تجاربه على عدة مراحل كانت أولاها على الفئران بأن أخذ ثلاث مجموعات منها تتألف كل مجموعة من 12 فأر، وعرض المجموعة الأولى الي مجال مغناطيسي أحادي يمثل القطب الجنوبي بشدة دفق بلغت 2000 غاوس، وعرض المجموعة الثانية لمجال مغناطيسي أحادي القطب وشمالي بشدة دفق مماثلة، في حين أحتفظ بالمجموعة الثالثة بصورة طبيعية بدون تعريض وهذه المجموعة تعرف علمياً بالمجموعة الضابطة (أو السيطرة).
شدة الدفق المشار اليها هي ضعف الخط الإرشادي المسموح به من قبل منظمة الصحة العالمية. أستمر التعرض لمدة شهرين. كانت مراقبة سلوك الفئران ونشاطها في خلال هذه المدة وما بعدها مستمرة يومياً كما قيست بعض مظاهر السلوك فيها بالطرق المخصصة لذلك، وكانت النتيجة هي كما يلي:
أولاً- حيوانات المجموعة الضابطة بقيت طبيعية السلوك والنشاط دون أدنى تغيير.
ثانياً -الحيوانات التي عرضت إلى مجال مغناطيسي جنوبي، أصبحت أكثر فوضى وقذارة وازدادت شهيتها للطعام بشكل ملحوظ، وأصبحت تكثر من التزاوج، ثم تبين أن الولادات أظهرت صغاراً أكبر حجماً ووزناً بالمقارنة مع المجموعة الضابطة، وكان يبدو عليها أنها أصبحت اقل قدرة ذهنية وتناقص تحسسها السمعي والبصري وفي نهاية فترة التعرض كان واضحاً أنها أصبحت أكثر خمولاً وشديدة القذارة في مظهرها. والغريب أن العمر الكلي لأفراد هذه المجموعة كان أقصر من باقي المجموعات، إذ أحتفظ الباحث بالحيوانات في المختبر بالصورة الطبيعية فلاحظ أنهم ماتوا قبل باقي الحيوانات في المجموعتين الأخريين.
ثالثاً- أما الحيوانات التي تعرضت إلى المجال المغناطيسي الشمالي فقد بقيت محافظة على نظافتها(لعق الجسم باستمرار) لكنها أصبحت أكثر حيوية، وأكثر تحسساً للصوت والضوء، وأكثر قابلية على التعلم وكانت الدرجات المسجلة في الاختبارات السلوكية أضعاف ما سجلته حيوانات مجموعة المجال المغناطيسي الجنوبي، ولكن بالمقابل كان حجم ووزن الصغار أقل من صغار المجموعة الضابطة. وبعد مضي عدة أشهر تبين أن أفراد هذه المجموعة كانت أطول عمراً من المجموعة الضابطة بنسبة 50%.
كرر الباحث تجاربه هذه على جرذان ثم على أرانب ثم على قطط، وكانت النتائج المسجلة هي نفسها دون اختلاف، وقد أوضح في بحثه المشار اليه وهو متوفر على الإنترنت بأن نتائجه علمية وهي ليست فرضيات وإنما حقائق مستوفيه لجميع ما يتطلبه الكشف العلمي في البحوث. ويدعو باحثين آخرين في مواصلة هذا الخط.
بما أن المعهد الذي أجريت فيه البحوث هو معهد علمي ، وأن طبيعة التجارب ومنهجيتها والمقالة نفسها تعد مستوفية للشرط العلمية فعلاً، لذا يمكن أن نقيم هذه النتائج على أنها ربط ريادي وخطير في هذا المجال، وقد يفسر لنا السبب في التساؤل الذي يثيره الكثير من العلميين وغير العلميين عن تفوق دول الشمال في العالم على دول الجنوب ، وعن بعض خصائص الشعوب، وكيف إنقرضت مجتمعات عبر التأريخ في حين إستمرت مجتمعات أخرى لحد يومنا الحاضر؟

comments

أحدث أقدم