روبورتاج
يوم في مدينة قسنطينة الجزائرية .. مدينة الجسور المعلقة
يدعوكم لزيارتها
محمود حرشاني
من نافذة الطائرة وهي تقترب رويدا رويدا من ارضية مطار الرئيس محمد بوضياف بدت لنا مدينة قسنطينة اشبه ببطاقة بريدية جميلة متربعة فوق صخرة يحيط بها الاخضرار من كل ناحية...مدينة قسنطينة او سيرتا وهو اسمها القديم ا لذي اطلقه عليها الرومانهي عاصمة الشرق الجزائري وهو احدى اجمل المدن الجزائرية لا تكتمل متعة زيارة الجزائر البيضاء الا بزيارتها خصوصا وهي اليوم عاصمة الثقافة العربية لسنة 2015 ومازالت التظاهرات الثقافية متواصلة بها الى يوم 15 افريل المقبل لتسلم مشعل الاحتفالية بعد ذلك الى مدينة صفاقس التونسية لتكون عاصمة الثقافة العربية سنة 2016.جاءت زيارتنا الى مدينة قسنطينة الشامخة انا والزميلة انصاف اليحياوي معدة ومقدمة برنامج قهوة عربي بالقناة الاولى للتلفزة التونسية بدعوة من السيد وزير الثقافة الجزائري الشاعر والكاتب المسرحي عزالدين ميهوبي.. وكانت زيارتنا لها في يوم ممطر شديد البرودة حتى ان مرافقنا من وزارة الثقافة قال لنا مداعبا //اذا احتجنا الى المطر سندعوكم مرة اخرى //مطار الرئيس محمد بوضياف الذي نزلنا به بعد حوالي ساعة بالطائرة من الجزائر العاصمة هو مطار كبير وعصري ويليق فعلا بهذه المدينة الجميلة.استقبلنا بالمطار المدير الجهوي للثقافة رفقة عدد من مساعديه مرحبا بنالياخذنا بعد ذلك مباشرة الى المسرح الذي تم تشييده في اطار قسنطينة عاصمة للثقافة العربية وهو مسرح ضخم وكبير يتسع لحوالي ثلاثة الاف متفرج وهو يسمح باقامة العروض الفنية الكبره لكبار الفنانين الذين استقبلتهم قسنطينة مثل الفنان التونسي صابر الرباعي والفنانة صوفية صادق وفنانين عرب اخرين وفنانين جزائريين....
وغير بعيد كانت هناك مدينة المعارض التي تحتوي على عدة قاعات واجنحة وصادف قدومنا الى قسنطينة احتضان القاعة لمعرض لمنتوجات المراة بمدينة تزي وزو بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمراة. ويبهرك هذا المعرض بتنوع محتوياته من الملابس التقليدية والصناعات الصوفية والعطورات والاكلات الشهيرة في تزي وزو.
.كنا في سباق مع الوقت وكان معنا الروائي العراقي برهان شاوي المدعو هو ايضا وهو يقيم حاليا في مونيخ بالمانيا.لنزور اكثر عدد ممكن من المرافق الثقافية ولنطلع على المدينة عن قرب وخصوصا جسورها المعلقة وقد عرفت مدينة قسنطينة بانها مدينة الجسور المعلقة وبها ثمانية جسور وهي مدينة كما يقول عنها اهلها شيدت على صخرة ويشقها وادي الرمال الشهير مما يكسبها منظرا بديعا قل ان تجده في اي مكان اخر في العالم .انه اشبه بالشريان الذي يشق المدينة لتقع المدينة بكاملها على ارتفاع حوالي 200 متر فوق سطح الارض.
كان من الضروري ان نزور قصر احمد باي اخر بايات قسنطينة وهو قصر منيف مازال قائما الى اليوم ويحتفظ بخصائصه المعمارية والهندسية وهو يحتوي على عدة قاعات واجنحة وبيوت استقبال تتوسطه حديقة غناء مازالت محتفظة بسحرها وجمالها الاخاذ ويقول لنا المدير الجهوي للثقافة بقسنطينة انه تم تشييد عديد المعالم الثقافية في قسنطينة من مسارح ودور عرض ثقافية الى جانب تجديد التجهيزات الثقافية وقد حضرنا بمسرح مدينة قسنطينة ندريبات لاحدى الفرق المسرحية الهاوية عن مسرحية جديدة وفي مدخل المسرح علقت صور المسرحيين المشهورين من ابناء قسنطينة وقال لي احد المسؤولين المسرح ليس غريبا على مدينة قسنطينة فقد نشات بها الحركات المسرحية منذ زمن بعيد ..وابناء قسنطينة يعشقون المسرح وهناك العديد من الفرق المسرحية في قسنطينة
قسنطينة هي مدينة كبار العلماء والمثقفين والشعراء الذين رفعوا اسم مدينتهم عاليامثلمالك بن نبي ومالك حداد واحمد رضا حوحو واحلام مستغانمي وكاتب ياسين وزهور ونيس وقد انتصبت صور عملاقة ولوحات تعريفية بكل واحد من هؤلاء الكتاب في مدخل دار الثقافة تقديرا لابداعاتهم واعتزازا بانتسابهم لمدينة قسنطينة كما قال لنا مدير دار الثقافة
.وكانت محطتنا الاخيرة لان الليل ادركنا هي زيارة دار الثقافةا لتي وجدنا بها معرضا للثقافة الصوفية وقال لنا مدير الدار ان المؤسسة تحتضن عديد الانشطة الثقافيةعلى مدار السنة التي تجد الاقبال من الزائرين..لم يكن الامر صعبا على وعلى زملائي لنتاكد من هناك ارادة دولة للارتقاء بالعمل الثقافي في الجزائر اليوم وفي مدينة قسنطينة وهو ما قلته للسيدين وزير الثقافة ووزير التعليم العالي والبحث العلمي عند لقائنا بهما في عشاء تكريم لنا في اليوم الموالي
---------------------
*كاتب وصحفي تونسي
إرسال تعليق