يا ابا سهيل قد اسمعت لو ناديت حيا ولكن...
بقلم
محمود حرشاني
تفاعلا مع مقال الاستاذ محمد الحبيب السلامي بجريدة الصريح حول اختفاء الصحف والمجلات الجهوية
---------------------
قرات اليوم بتاثر كبير مقال الصديق العزيز وشيخنا محمد الحبيب السلامي في ركنه اليومي بجريدة الصريح // احب ان افهم // والذي ينعى فيه وفاة مجلة شمس الجنوب بصفاقس واضطرارها اخيرا للاحتجاب بعد عجزها التام عن مواجهة اعباء الطباعة وتكاليف التحرير وغير ذلك مما لا يعرفه العامة ويكتوي به يوميا من ابتلاهم الله بمحنة الصحافة فلا هم تركوها ولا هي تركتهم..وبداية اعبر عن حزني العميق لاحتجاب مجلة شمس الجنوب بصفاقس بادارة زميلنا وصديقنا على البقلوطي فقد كنت واحدا من كتابها قبل ان اؤسس شخصيا مجلة مرآة الوسط بسيدي بوزيد والتي استمر صدورها ثلاثة وثلاثين سنة قبل ان نضطر الى ايقافها بعد ان بلغت الديون حدا لا يطاق..ان موت صحيفة او مجلة هو موت لمشروع ثقافي وتربوي وليس مشروعا شخصيا كما يعتقد البعض ولا اعتقد ان باعث مجلة جهوية او صحيفة جهوية سيجني اموالا من وراء مشروعه بل هو ايه شئي بلاعب النوفي في كل مرة يقول ساربح في المرة القادمة..الى ان يجد نفسه مضطرا لبيع كل شئي من اجل ان تعيش مجلته في غياب وعي تام من الجميع باهمية الصحافة الجهوية..
لقد ماتت وانسحبت من السوق قبل شمس الجنوب صحف ومجلات جهوية اخرى مثل مرآة الوسط وبراعم الوسط بسيدي بوزيد والفن السابع و الميثاق بسوسه ومنارة الساحل بسوسه واخبار الساحل وحضرموت..
ماتت كل هذه المجلات ولم تجد اي دعم او مساعدة من حكومات ما بعد الثورة التي لم تبد اي اهتمام بموضوع الصحافة الجهوية بل اني احتفظ برسالة من المكلف بالاعلام في رئاسة الحكومة في فترة حمادي الجبالي لما شكوته حال مجلة مرآة الوسط يقول لي فيها..ليس لدينا اي باب او مشروع للصحافة الجهوية.
لن احكي عن نجربة مجلة مرآة الوسط حتى لا احول المقال الى شكوى شخصية وانما انطلق من انسحاب مجلة شمس الجنوب بعد35 سنة لاسال
الى اين نحن سائرون
- لماذا لا تقدم الحكومة الحالية على توفير برنامج لدعم الصحافة الجهوية
لماذا لا يجنمع الحبيب الصيد باصحاب المجلات الجهوية وبستمع اليهم
هل من المعقول ان تخلو بلادنا اليوم من الصحف والمجلات الجهوية
اليس هذا عارا في وجه حكومة تدعي ترسيخ ثقافة الديمقراطية
اليست المجلات والصحف الجهوية منابر للديمقراطية المحلية
يا ابا سهيل وانت قد شخصت المسالة وكتبت عن شمس الجنوب بكل حرقة مثلما كتبت من قبل عن مرآة الوسط بكل حرقة ايضا ارجوالا تضيع صرختك في واد غير ذي زرع
يا ابا سهيل اخاف ان تضيع دعوتك في الصحراء فلا من مجيب
اخاق ان اقول لك
لقد اسمعت لو ناديت حيا
ولكن لا حياة لمن تنادي
------------------------------
محمود حرشاني
لمناقشة الكاتب
إرسال تعليق