محمود حرشاني يكتب لكم من اكسفورد
-------------------------------
خبراء واعلاميون يناقشون قضايا الاعلام الجديد في الندوة الدولية لمؤسسة البابطين
المواقع الالكترونية تمثل حاضنة كبيرة للارهاب والتطرف
كاتب المقال محمود حرشاني مع الوزير عزالدين ميهوبي في اكسفورد
عزالدين ميهوبي وزير الثقافة الجزائري
نظمت جامعة أكسفورد البريطانية، أول أمس، ندوة دولية تحت عنوان “وسائل الإعلام الجديد”، ضمن الدورة الخامسة عشرة لمؤسسة عبد العزيز سعود البابطين، وشارك فيها كل من وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي، والدكتور البريطاني أنتوني داوني، والدكتورة ثريا الفرّا من سوريا، والدكتور البريطاني جوزيف ميفسود، وأدارت الندوة الإعلامية اللبنانية بولا يعقوبيان.
سلّط عز الدين ميهوبي في الندوة الضوء على علاقة الإرهاب بالشبكة العنكبوتية، وقيام المتطرفين الإسلاميين بتوظيف الشبكات لترويج التشدد. وركزً على دور وسائل التواصل الاجتماعي في عصر ما بعد ظهور موجة الإرهاب، واعتبر أن منظمات التشدد كانت سبّاقة لتوظيف هذه الوسائل في عرض رسالتها، وفي اجتذاب مناصرين لها. وقال ميهوبي، “لقد تنامى حجم المواقع المحسوبة على المنظمات المتطرفة في العالم العربي، من 28 موقعًا إلكترونيًا في عام 1997، إلى نحو 5000 في عام 2005، لتتضاعف إلى أكثر من 12500 موقع إلكتروني، تستخدمها المنظمات المتطرفة في عام 2013”، مضيفًا أن مركزًا متخصصًا للمعلومات في القاهرة، قدّر عدد المواقع التي تروج للتطرف والإرهاب على الشبكة العنكبوتية بنحو 150 ألف. ونقل ميهوبي عن أحد المتطرفين قوله “إن نصف المعركة يدور في فضاء الإنترنت”. وفي الجدل بشأن الحديث عن وسائل التواصل الاجتماعي وعلاقتها بالحرية، اعتبر ميهوبي أن “الحرية لها سقفها وحدودها ألا تهدد سلام الآخرين”، مشددا على أن التصدي للفكر المتطرف من خلال إغلاق نوافذه الرقمية لا يعد امتهانًا لحرية التعبير. وبرأي وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، فإن الدول العظمى أدركت أن الاستخدام المفرط للمعلومات عبر الشبكات الإلكترونية سوف يتقلص، كما أن الكثير من هذه القوى تسعى جديًا لاقتحام المجال السيبراني بامتلاك شبكاتها الخاصة، كما هو الحال بالنسبة للصين. وشنّت الأكاديمية السورية المقيمة في روسيا، ثريا الفرا، من جهتها، هجومًا عنيفًا على الإعلام الجديد، واعتبرته “فرنكشتاين” خلقته دوائر الاستعمار الغربي لغزو العالم والهيمنة عليه كشكل آخر للاستعمار الجديد. وعددت الفرا عددًا من الأسباب التي مكّنت لنجاح الإعلام الجديد، يأتي في مقدمتها ابتعاد الإعلام التقليدي عن هموم الشارع، حيث أصبح متحدثًا باسم الحكومات والنخب السياسية. وقالت إن وسائل الإعلام الجديدة تمكنت من خلق واقع افتراضي أدى لتهميش الواقع الحقيقي. وتحدث الأكاديمي والكاتب البريطاني أنتوني داوني، في ورقته، عن دور وسائل التواصل الاجتماعي في التحكم بمستخدميها، مركزًا حديثه على دور هذه الوسائل في ثورات الربيع العربي، فقال “في العالم العربي هناك تباين بين قوة التكنولوجيا والتحولات التي تخلفها على الأطر الاجتماعية”.-
إرسال تعليق