كلمة وفاء الى روح الصحفي الكبير الزميل عبد الجليلدمق بقلم محمود الحرشاني


على الخط الاخر



يكتبه 
محمود الحرشاني
Mahmoud Horchani

كلمة وفاء الى روح الصحفي الكبير الزميل عبد الجليل دمق




----------------------------------------------------------------------------
كاتب المقال الزميل محمود الحرشاني في صورة تذكارية نادرة مع الراحل الصحفي الكبير عبد الجليل دمق في البقاع المقدسة.. نوفمبر 1979
الصورة تنشر لاول مرة وهي من ارشيف كاتب المقال الخاص ولا يحق اعادة نشرها








بيني وبين المرحوم الصحفي الكبير غبد الجليل دمق الذي غيبه الموت صباح الجمعة الفارط صداقة متينة تعود الى اواسط السبعينيات من القرن الماضي عندما كان الراحل العزيز رئيسا لتحرير جريدة الصباح  وكنت وقتها في بداية خطواتي الاولى في الصحافة. فكان ينشر لي بعض ما ارسله له تارة في ركن بريد القراء واغلب الاحيان في صفحة الاحد التي كان يشرف عليها الزميل العزيز صالح الحاجة صاحب جريدة الصريح اليوم ومرات في ركن اختار له عنوان // رسالة من سيدي بوزيد// وليس رسالة سيدي بوزيد لان مراسل الصباح الرسمي في ذلك الوقت كان الزميل ياسين بلهادىوحتى لا يحدث خلافا بيني وبين الزميل ياسين بلهادي اختار هذه التسمية الطريفة وهي تحمل على معنى عدم الانتظام والظهور بشكل مستمر ومعني الالتزام بمضمون المراسلة من قبل الجريدة وحتى لا يضايق ذلك المراسل الرسمي وتلك اخلاق اخرى يجب ان يتعلمها الناس اليوم.
واول مرة قابلت فيها المرحوم عبد الجليل دمق كانت في صائفة 1978 تقريبا  وزرته بمقر جريدة الصباح القديم بنهج علي باش حانبه ففرح بي كثيرا واستقبلني بكل محبة وحفاوة واكد لي انه يتابع نشاطي في الاذاعة وما اكتبه في عديد الصحف في ذلك الوقت واشهد ان المقالبة كانت لغرض السلام والتعرف عليه ولم تكن لاي غرض اخر.
وتوطت علاقتي وصداقتي للزميل واستعمل العبارة الان لاول مرة في المقال عبد الجليل دمق لما جمعتنا اواخر 1979 رحلة الى البقاع المقدسة لاداء فريضة الحج وكان كلانا مدعوا من وزارة الاعلام السعودية هو عن دار الصباح وانا عن مؤسسة الاذاعة والتلفزة وكان معنا الزميلان بلحسن بن عرفة عن الاذاعة ومحمد سيدية عن جريدة العمل. واشهد والرجل اليوم في دار الحق انني اكتشفت اثناء تلك الرحلة الروحية الجوانب الانسانيةالتي شدتني الى الرجل.
كنت اصغر صحفيقي البعثات الاعلامية سنتها لتغطية موسم الحج وكانت اقامتنا في عدة فنادق في جدة ومكة والمدينة المنورة ومنى وكنا متجاورين في الغرف ولا نفترق ابدا.كما رافقنا رئيس البعثة الرسمية للحجيج التونسين وكان سنتها الاستاذ عثمان كشريد الكاتب العام للحكومة لتقديم رسالة رئيس الجمهورية الى العاهل السعودي واستقبلنا الملك السعودي الحالي عبد الله بن عبد العزيز وكان النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني كما حظي الوفد الاعلامي التونسي بمقابلة وزير الاعلام السعودي محمد عبده يماني. وعندما غادر الصباح واسس جريدة الراي العام اختارني لاكون من كتابها ولست مراسلا  وكتبت بها عديد المقالات كما كان دائم التنزذويه بكل عدد جديد يصدر من مجلة مرآة الوسط التي اسستها واديرها انطلاقا من مدينة سيدي بوزيد..
كان الزميل والصديق صالح الحاجة رئيس تحرير جريدة الراي العام ورفيق عبد الجليل دمق شاهدا على عمق هذه الصداقة.وعندما اصدر المرحوم كتابه الذي روى فيه سيرته الذاتية العسل المر اهداني نسخة منه ومازلت احتفظ به كاعز هدية من صديق غال.
رحم الله الزميل العزيز والاستاذ الكبير عبد الجليل دمق الذي مازالت احدى كلماته ترن في اذني  ومنها اعتقد انه استلهم عنوان كتابه وهي الذي يشتغل في الصحافة كم ياكل العسل المر دائما يده على قلبه

لافته
---------
-يقول الناقد المصري الكبير صلاح فضل
لا يجب ان نمعن او نفرط في سب الماضي كاننانريد ان نتبرأ من جرم لم نرتكبه فليس الماضي كله سئيا

-----------------------------------

مدير ورئيس تحرير جريدة وراديو قمر نيوز .. تونس
للتواصل مع الكاتب
الهاتف

comments

أحدث أقدم