و هكذا... يكتبه: محمود الحرشاني // الحب في زمن الانترنت !؟

و هكذا...
يكتبه:  محمود الحرشاني






الحب في زمن الانترنت !؟


أتذكر الآن، لقاءا، جمعني، منذ سنوات، مع الشاعر الكبير عبد الوهاب البياتي، في الكويت، وكنا مدعوين إلى حفل صدور معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين، من قبل مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، وكان معي من تونس الزميلان عبد السلام لصيلع ومحمد بن رجب ومن الشعراء الشاعر الميداني بن صالح رحمه الله والشاعر محفوظ الجراحي، والصديق العزيز كمال عمران عضو مجلس الأمناء، والباحث الكبير أبو القاسم محمد كرو، أطال الله في عمره، وهو الذي كان وراء حضور عديد الأسماء التونسية في ندوات هذه المؤسسة العريقة، وكان وراء دعوتي شخصيا، فله الشكر...على ما قدمه من خدمات جليلة للثقافة وأهلها ورجالاتها ونسائها أيضا...وأعود إلى لقائي مع الشاعر الكبير عبد الوهاب البياتي. لأقول أن الرجل قبل مشكورا أن أحاوره واجري معه حديثا صحفيا...
وحددنا موعدا للقاء...ولكن في الأثناء وكنا في حفل استقبال يحضره عدد كبير من الشعراء والنقاد العرب، ظهرت لي فكرة مجنونة، وكنت أجلس أنا والصديق محفوظ الجراحي، فقلت له، سألقي سؤالا واحدا، على مجموعة من الشعراء، لأعرف إجاباتهم عنه...فقال لي محفوظ، ما هو هذا السؤال، فقلت له، ستعرف الآن...واقتربت من الشاعر عبد الوهاب البياتي وكان يحتسي كأس عصير...فاقتربت منه ودون أن أترك له مجالا للاعتذار، فتحت المسجلة التي كانت معي وقلت له، أستاذ عبد الوهاب، ما رأيك في الحب في زمن الأنترنت !؟
تردد الرجل، ويبدو ان السؤال فاجأه... وطفق رحمه الله يجمع شتات أفكاره، ويجتهد في أن يقدم لي إجابة عن سؤال غريب لم ينتظره ! ! !
وعلى مقربة منا ، كان الصديق الدكتور الشاعر المصري احمد تيمور يكاد ينفلق ضحكا، وقد أمسكت به من يده حتى لا يفلت وآخذ منه إجابتي عن السؤال...
كان هذا منذ أكثر من عشرين سنة...والصديق محفوظ الجراحي شاهد على الواقعة...ولم يكن الحب قد اخذ طريقه بعد إلى الشبكة العنقودية...أما اليوم...فقد غدت الأنترنت هي المكان الطبيعي للقاء العشاق وتشر صورهم، وأحاسيسهم...وضبط المواعيد...بعد أن كنا قبل عشرين عاما، نطرح هذا السؤال من باب التندر...
للتواصل مع الكاتب
الهاتف: 98.417.729

comments

أحدث أقدم