و هكذا... يكتبه: محمود الحرشاني...للاماكن سحرها وألقها...

و هكذا...
يكتبه:  محمود الحرشاني



صورة

للاماكن سحرها وألقها...
للاماكن سحرها وجمالها وسرها أيضا وألفتها... وهي لا تفقد وألقها بمرور الزمن...أشياء كثيرة، تشدنا إلى أماكن معلومة...ولا نجد لسحرها فكاكا...نعود إليها بين الحين و الآخر، فتحيي زيارتها فينا ذكريات تلاشت مع مرور الزمن...وضاعت في زحمة الأحداث الكبرى...وأشد الأماكن ارتباطا بالذاكرة، هي الأماكن التي كنا نتردد عليها زمن الطفولة...حيث لا شيء كان يمنعنا من ممارسة لهونا البريء، وقضاء أحلى الأوقات، نسابق الفراشات خاصة في زمن الربيع، عندما تكسو الزهور أديم الأرض أو خلال فصل الصيف عندما نقصد بعض هذه الأماكن المحببة إلى النفس لقضاء أحلى الأوقات ولا نعود إلا مساءا...
منذ أيام، أخذتني قدماي، إلى الشرشارة، مكان ساحر في قريتنا الجميلة، كنا نتردد عليه صغارا، فنستمتع بمنظر الماء يتدفق من العيون الصخرية... وربما لأجل هذه العيون التي لا تنضب أسموها الشرشارة، أي عيون المياه المتدفقة...ومما يزيد هذا المنظر جمالا وبهاء وحسنا، أن هذه العيون تنبع من بين الصخور الجبلية لتصب في وادي يحضن هذه الصخور...
كنا نتردد خلال أيام الصيف على هذا المكان الرائع الجميل، وكنا نقضي اليوم كله في السباحة واصطياد العصافير واللهو واللعب البريء، فارتبط هذا المكان في ذاكرتنا بأحلى الذكريات. مثلها مثل "البير" وهو مكان آخر محبب إلى النفس، كنا نتردد عليه صيفا، وهو يقع وسط الجبال...وقد كان الرعاة يترددون أيضا على هذا المكان الجميل لجلب الماء وسقي الأغنام... التي كانوا يرعونها... أذكر انه في إحدى المرات وكنت طفلا صغيرا رافقت عمي وخالي إلى هذا المكان...كان الوقت صيفا...قصدنا البير لاصطياد العصافير التي كانت تتردد على البير لشرب الماء. لان اليوم كان قائضا وأذكر أننا إصطدنا مائة عصفور في اقل من ساعتين...يا الله... ما أروع تلك الأماكن...



للتواصل مع الكاتب
الهاتف: 98.417.729

comments

أحدث أقدم