رسالة الى رئيس الحكومة التونسي المعين المهدي بن جمعة



رسالة الى رئيس الحكومة  التونسي المعين
المهدي بن جمعة

*بقلم محمود الحرشاني
كاتب وصحفي

‏‎Mahmoud Horchani‎‏

نأمل منك أن تكون المهدي المنتظر للثقافة واهلها
 اوجه  اليكم هذه الرسالة، وأنتم تتأهبون  لتسم مهامكم الجديدة على رأس الحكومة لقيادة الفترة الانتقالية الثالثة، بعد ان حزتم على ثقة مجموعة من الأحزاب والتيارات السياسية لهده المهمة الصعبة في اطار ما افضت اليه جلسات الحوار الوطني بقيادة الرباعي الراعي لهذا الحوار...
انّ كلّ أنظار التونسيين متّجهة اليك لإنقاذ البلاد ممّا تردّت فيه من وضع صعب على جميع المستويات واعلم انّ مهمّتك صعبة، ولا اعتقد أن تونسيا واحدا يحسدك على هذا المنصب أو هذه المهمّة، في هذا الوقت بالذات ... ولكن من خلال ما سمعناه عنك من خصال  حميدة  تجعلنا نتوسّم فيك جميعا الخير لتنهض بهذه المهمّة على الوجه الأكمل...
وأمامك مجموعة من "الشوانط" كل واحد منها يتطلّب صبر أيّوب لمعالجته وحتى الاقتراب منه. ونسأل اللّه أن يكون في عونك بقدر اخلاصك لهذا الوطن ..
لن احدّثك في السياسة، فأمرها لا يعنيني وأنا لا افهم فيها و في مطباتها الكثيرة ولها أهلها ورجالاتها الّذين تعرفهم جيّدا...
ولكن سوف اتحدّث معك في هذه الرسالة التي آمل أن تقراها وتقرا بين سطورها في أمر لا يقلّ أهمّية عن السياية ومطبّاتها الكثيرة.
سوف أتناول معك موضوع الثقافة الذي اراه المفتاح لكل تقدّم... فالشعوب يا سيّدي لا تنهض ألاّ بثقافتها والثقافة تصلح ما يفسده  السياسيون... والوضع السياسي عندنا كما لا يخفاكم فاسد ويشكو الى ربّي كما يقال .. ولكن مع الاسف الشديد لم تنل الثقافة حظّها خلال السنوات الثلاث الأخيرة... وهمّش المشهد الثقافي الى درجة لم يعرف لها مثيلا في أي فترة من فترات تاريخ تونس.
لقد قفز الانتهازيون وأدعياء الثورية المزيفون والمتشعبطون  الى صدارة المشهد الثقافي وتم في المقابل تهميش المثقّفين الحقيقيين، ولم تسمع كلمتهم، وأصبح عدد كبير منهم يعيش الخصاصة والحرمان، والقهر  ولا يجد اي دعم أو مساعدة مي وزارة الثقافة، وأغلق وزير الثقافة الحالي أبوبه دون المثّقفين. ولم يقبلهم او يستمع اليهم
وضاق المثقّفون ذرعا به وبإهماله لهم، حتى جاءت حادثة رشقه بالبيض التي تعرفونها والتي كانت تعبيرا صادقا عن القطيعة بين الوزير وأهل الثقافة والإبداع والفكر والفن. وهي سابقة لم تعرف تونس مثيلا لها نامل اللا تتكرر في المستقبل
ثم جاء الكتاب السود  لرئاسة الجمهورية ليهيمن رجالات الفكر والثقافة والإعلام... وكأن هذا الرئيس المؤقت وهذه الحكومة التي ستغادر يريدان  ان ينتقما من المبدعين والكتّاب والفنّانين بتشويه صورهم وإهمالهم وعدم تقديم أي دعم لهم. وهو ما لم يعرفة اي نظام في العالم من قبل
انّني انتظر منك أن تدعو عددا من أهل الثقافة والفن والإبداع الى لقاء معك قبل تسلّم مهامك لتستمع منهم الى  أرائهم وشكواهم وانتظارا تهم ، ويسعدني أن أكون معهم لأقدّم لكم  رايي  المتواضع . ان رغبتم في ذلك من منطلق خبرة في المشهد الاعلامي والثقافي تواصلت خمسة وثلاثين سنة، كانت محصلتها 16 كتابا مطبوعا وثلاثة كتب صوتية و 450 عددا من أهم مجلّة جهوية صدرت في تونس خلال العشرية الأخيرة من القرن العشرين وهي مجلة مرآة الوسط  وإدارة اعرق مهرجان أدبي وثقافي في تونس. وهو مهرجان مرآة الوسط الثقافي
والتواجد المنتظم في أكبر وأهم المجلاّت الدوريات العربية والمواقع الالكترونية. مثل العربي والفيصل والمجلة العربية والرافد وراي اليوم ودنيا الوطن وزيتونة والصحف التونسية مثل الصريح والشروق ومواقع السوسنة وقمر نيوز وغيرها من المواقع المشهورة
ومع ذلك لم نجد اي دعم من وزير الثقافة المغادر الّذي ناصبنا العداء... بل واعتبر تهميشي قضيته الرئيسية

انّني أتطلّع ومعي المئات من المبدعين والمثقّفين والفنانين الى أن تجعل منّ الثقافة أولوية من أولياتك، وان تنسينا هذه الفترة الحاكمة من تاريخ الثقافة في تونس والتي توّجت بإصدار الكتاب الأسود الّذي اساء الى المبدعين والمثقّفين والفنانين والإعلاميين وحاول تشليكهم. واعلم سيدي ان اي نظام يشلك مبدعيه او يسعى الى ذلك يكون بذلك قد دق مسماره في نعشه او اطلق على نفسه بيده خرطوشة الرحمة
ولكم منّي في الختام خالص التحيات وهاتفي موجود لدى الجريدة. ان رغبتم في الاتصال بي
محمود الحرشاني
تونس

    المهدي جمعة

comments

أحدث أقدم