وقفة مع كتاب ** ضفاف الكلمات // للاعلامية نجاة سلامة
غلاف الكتاب
نجاة سلامة صاحبة الكتاب
بقلم: محمود الحرشاني
محمود الحرشاني كاتب المقال
عرفت الصديقة نجاة السلامة من خلال تدخّلاتها الذكية في عديد البرامج الاذاعية،وخاصّة في برامج اذاعة المنستير وترسّخت لدي صورة عنها قبل أن أعرفها مباشرة، وهي ان هذه المستمعة الذكية لبرامج الإذاعات هي كالفراشة تنتقل بحرّية من برنامج اذاعي الى آخر ومن محطّة اذاعية الى أخرى، تتدخّل وتشارك وتبدي رأيها... فيما تقدّمه هذه المحطّات بكلّ صراحة.
كما عرفتها ناشطة على موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك وهي في هذا العالم الافتراضي أيضا لا تهدأ تكتب وتعلّق وتناقش وتشاكس، ومؤخّرا أسست منتدى على الفايسبوك اسمته عشّاق الأبتر من فرط عشقها لبرامج الاذاعة وهو أي المنتدى أشبه بشئ بالجريدة اليومية تتابع من خلاله أخبار الاذاعات تقريبا وصور المنشّطين.
ودون علمي اضافتني نجاة سلامة الى أعضاء هذا المنتدى فأحييت في نفسي حبّا قديما لمتابعة برامج الاذاعات عندما كنت مثلها في مقتبل الشباب أتابع برامج الاذاعة التونسية والعالمية. وكنت دائما أبدي لها اعجابي بحيويتها ونشاطها فهي لا تهدأ كالنحلة تماما.
وقبل أيّام وصلني منها كتاب طريف أصدرته على نفقتها الخاصّة في اخراج جميل يتضمّن مجموعة من نصوصها تجمع بين الشعر والنثر، وان كانت أغلب نصوصه ذات ايحاء شعري اختارت له عنوان "ضفاف الكلمات" فازددت اعجابا بحيوتها ونشاطها
بدت لي نصوص نجاة سلامة، من أوّل وهلة كصاحبتها نصوصا حالمة ... ومنطلقة...رافضة ومتمرّدة على واقع ردئ... تقول في احدى نصوصها كل المياه انتحرت / في بحر الاحتراق / ربّما هي هذه الجملة تختصر حيرة الشباب اليوم وحيرة المثقّفين أيضا... وفي نص آخر نجدها تقول: "أبحث عنّي بين دفاتر الموت / دفنت في مقابر النسيان / أبحث عنّي في صدر الغضب وعلى أجنحة الالم والتعب... أبحث عنّي في زمان ولى وفي مكان غير المكان.
وتعنون أحد نصوصها بعنوان يعبّر عن رغبتها في التحرّر و الانعتاق فلا تجد غير عنوان " خلّوا سبيلي... للتعبير عن هذه الرغبة التي تسكنها تقول في بعض النص بالذات.
"شبعت هدوءا
وارتويت سكينة
فمن لي بيوم يترك
البحر صاديا"
ولا تنسى نجاة سلامة أصدقائها ومن شجّعوها فتهدي نصّا الى الاعلامية علياء الرحيم التي تعتبرها سيّدة المصدح والكلمة الحرّة والنورس الحالم في اذاعة المنستير والنخلة الشامخة وأميرة الضفاف تقول في هذا النص الجميل:
"سألت الضفاف ذات مساء
عن نوارس حب كانت هنا
أجابت بكلّ حياء
نحن ضفاف النوارس هنا..."
وتبقى كلمة أريد أن أسوقها للصديقة نجاة سلامة التي تعتبرني أخاها وشقيقها وأنا معتزّ بهذا كثيرا كنت أود لو أعطت نصوصها قبل النشر لمن يراجها، فيحذف منها بعض الزوائد التي لا قيمة لها في النصوص... كما لاحظت أن بعض النصوص غلب عليها الطابع السردي وغابت عنها الصورة الشعرية... وكان يمكن تلافي كلّ هذا لو تمّت مراجعة النصوص قبل النشر، ولو لم تكن الصديقة نجاة سلامة متسرّعة كعادتها على النشر... ولكن أنا لا ألومها فقد قلت لكم منذ البداية، انّها كالفراشة
أو النحلة، وميزتها هي الحركة والنشاط والانطلاق نحو الآفاق.
إرسال تعليق