بور سعيد المصرية تنتفض ..قتلى وجرحى في مواجهات عنيفة بين المحتجين وقوات الامن
القاهرة - “الخليج”: |
قتل 30 شخصاً على الأقل، بينهم رجلا أمن، وأصيب نحو 300 آخرين، في اشتباكات عنيفة دارت في مدينة بورسعيد، عقب إصدار محكمة مصرية أمس أحكاماً بإعدام 21 من أبنائها متهمين بالتورط في قتل 74 شخصاً العام الماضي في ستاد المدينة معظمهم من مشجعي فريق الاهلي لكرة القدم .
ووسع الجيش المصري انتشاره في المدينة للسيطرة على الموقف فيها، كما “انتشرت البوارج الحربية في مناطق متفرقة من المجرى الملاحي لقناة السويس تحسبا لوقوع أعمال تخريبية” . وقال ان الرصاص يدوي في جميع أنحاء محافظة بورسعيد وخاصة أمام السجن واقسام شرطة الشرق والعرب والمناخ . واضاف ان بعض المحتجين هاجموا بعد الحكم مبنى السجن برشاشات ثقيلة متبثة على شاحنات صغيرة بينما اعتلت الشرطة اسطح المنازل المجاورة لمبني السجن وكانت ترد على المحتجين بإطلاق النار والغازات المسيلة للدموع . وأوضح ان المحتجين الغاضبين حاولوا اقتحام مبنى إدارة قناة السويس في بورسعيد، الا ان الشرطة تصدت لهم قبل وصول الجيش الذي طوق المبنى تماما وتولى تأمينه . كما تعرض مبنى شركة الكهرباء الحكومية للهجوم واضرم بعض المحتجين النيران في مبنى إداري تابع لها .
واندلعت الاشتباكات بعد دقائق من إصدار محكمة الجنايات التي انعقدت في ضاحية التجمع الاول بشرق القاهرة حكماً بإعدام 21 من إجمالي 73 متهماً . وبدأت اعمال العنف عندما حاولت مجموعة من أهالي المدانين اقتحام السجن المحبوسين فيه مطلقين النار على قوات الأمن . وأعلنت وزارة الصحة المصرية ان حصيلة العنف ارتفعت إلى 30 قتيلاً واكثر من 300 مصاب . وقالت وزارة الداخلية ان شرطيين قتلا وأصيب أكثر من 150 آخرين بعضهم جراحهم خطرة . وكان مصدر امني أكد ان “ملثمين اطلقوا النار بأسلحة آلية على قوات الشرطة الموجودة في محيط السجن ما أدى إلى مقتل شرطيين وإصابة اثنين” آخرين . وتابع ان المدينة تشهد “اشتباكات عنيفة يستخدم فيها الرصاص والخرطوش (رصاص بنادق الصيد) والمولوتوف والحجارة وحالة من الكر والفر بين الأهالي والشرطة” . وكان قائد الجيش الثاني الميداني اللواء احمد وصفي أعلن بعد ظهر أمس انه “تقرر الدفع بعدد من وحدات الجيش الثاني للعمل على تحقيق الهدوء والاستقرار فى مدينة بور سعيد وحماية المنشآت العامة” .
وفي المقابل، عمت فرحة عارمة أهالي ضحايا مأساة بورسعيد الذين تجمعوا داخل المحكمة وخارجها في القاهرة فور صدور الحكم ورددوا هتافات “يحيا العدل، يحيا العدل” و”يا شهيد نام وارتاح واحنا نكمل الكفاح” . وقالت والدة محمد شكري وهو شاب من مشجعي الأهلي قتل في ستاد بورسعيد انها “سعيدة بالقصاص”، مضيفة “اليوم سأنام بارتياح فحق ابني عاد” . وأكد والد الضحية الشاب محمد مصطفى والدموع تنهمر من عينيه “الحكم مُرضٍ لكني انتظر القصاص لمن دبر القتل”، في إشارة إلى مسؤولين في الداخلية يتهمهم مشجعو الاهلي واسر الضحايا بالتحريض على هذه المأساة . وتشمل قائمة المتهمين في القضية تسعة من رجال الأمن . الا ان المحكمة لم تصدر بعد الحكم بحقهم واعلنت ان الحكم النهائي شامل كل المتهمين سيصدر في التاسع من مارس/آذار الماضي بعد ان يرد للمحكمة رأي المفتي في أحكام الإعدام وهو إجراء روتيني اذ جرى العرف على موافقة الأخير على أحكام القضاء . وصدر الحكم في أجواء من التوتر بعد ان هدد مشجعو فريق الأهلي المعروفون ب “ألتراس أهلاوي” بإشاعة “الفوضى” ما لم يقتص القضاء من المسؤولين عن “مجزرة بورسعيد” .
|
إرسال تعليق