"مرآة الوسط" في سيدي بوزيد: منبر الطموح المحلي ودعم الناشئين في الإعلام




"مرآة الوسط" في سيدي بوزيد: منبر الطموح المحلي ودعم الناشئين في الإعلام






بقلم الدكتور منذر عافي
باحث في شؤون التربية والاتصال
واكاديمي
تعتبر الصحافة المحلية عصب الحياة المجتمعية، فهي توثيق لصوت المواطن وتعبير عن طموحاته وتحدياته اليومية. في هذا السياق، تمثل جريدة "مرآة الوسط"، التي انطلقت من مدينة سيدي بوزيد، رمزًا للإعلام المحلي الذي نجح في إرساء قواعد الصحافة المجتمعية. منذ تأسيسها على يد الصحفي المجتهد محمود الحرشاني، أصبحت هذه الصحيفة محطة أساسية لكل من يسعى لنقل هموم الناس وآمالهم، وقد كان لي شرف أن أكون من بين أولئك الذين بدأوا مسيرتهم الإعلامية عبر صفحاتها.
بداية المسار الإعلامي: دعمي وتوجيهي من محمود بن صالح
كشاب ناشئ في بداية مسيرته الإعلامية، كانت "مرآة الوسط" هي المكان الذي أتيحت لي فيه الفرصة الأولى للكتابة والتعبير. تلقيت دعماً كبيراً من السيد محمود الحرشاني، الذي كان دائم التوجيه والتشجيع، ودفعني نحو صقل مهاراتي الإعلامية وتوسيع آفاقي. هذا الدعم الذي تلقيته في بداياتي كان له أثر عميق في مسيرتي المهنية، مما جعلني أؤمن أكثر بدور الصحافة المحلية في تمكين الشباب وإبراز مواهبهم.
تحليل دور "مرآة الوسط" في خدمة المجتمع المحلي
تتسم "مرآة الوسط" بقربها من نبض المجتمع المحلي، حيث تطرح القضايا التي تهم سكان سيدي بوزيد وتسلط الضوء على التحديات والفرص التي تواجه المنطقة. من خلال التركيز على الأحداث المحلية والقضايا المجتمعية، استطاعت الصحيفة أن تكون مرآة حقيقية تعكس اهتمامات الناس وتساهم في بناء وعي جمعي حول قضايا التنمية والعدالة الاجتماعية. إن هذا الدور الإعلامي الذي تلعبه "مرآة الوسط" لا يقتصر فقط على نقل الأخبار، بل يتعداه إلى التأثير الإيجابي في تشكيل الرأي العام وتعزيز المشاركة المدنية.
التحديات والمستقبل: رؤية استشرافية للصحافة المحلية
في عصر يشهد تطورًا رقميًا متسارعًا وتراجعًا في دور الصحافة المطبوعة، تواجه الصحف المحلية تحديات كبيرة تتعلق بالتمويل والحفاظ على جمهورها. ومع ذلك، فإن "مرآة الوسط" استطاعت الصمود والاستمرار في أداء دورها الريادي في الإعلام المحلي، متكيفة مع التغيرات التي يشهدها المجال الإعلامي. ولعل المستقبل يتطلب من الصحافة المحلية الابتكار في تقديم المحتوى، مع التركيز على تقوية الروابط مع القراء وتبني تقنيات جديدة تضمن استمرارية هذا النوع من الصحافة الهام.
"مرآة الوسط" وجيل الإعلاميين الجدد
لطالما كانت "مرآة الوسط" مثالاً حقيقياً للصحافة المحلية التي تدمج بين المصداقية والقرب من المواطن. من خلال تقديمها الدعم للكتّاب الناشئين، مثلما كان الحال معي، أسهمت هذه الجريدة في إعداد جيل جديد من الإعلاميين الذين يحملون رسالة المجتمع ويسعون لخدمته. إن تأثير محمود الحرشاني و"مرآة الوسط" في مشواري الإعلامي كان حاسمًا، ويجعلني أشعر بالامتنان لهذا الدعم الذي شكل نقطة تحول في مسيرتي.

comments

أحدث أقدم