نافلة القول
هل انتهى القول في قضية تأصيل الادب ؟؟
بقلم محمود حرشاني*
من القضايا التي لم ينته فيها النقاش بعد ...قضية تأصيل الادب اي ان يكون الادب الذي نكتبه ادبا اصيلا .. لا تشوبه شائبة. ...وليست قضية تأصيل الادب قضية جديدة في نقاشات الادباء ومجالسهم.. فقد كانت دائما حاضرة في أذهان الأدباء والكتاب ومصدر خلاف بينهم كذلك ولم يحسم فيها الأمر بعد..فالبعض ينتصر في هذه القضية للتفتح على اداب الشعوب الأخرى والأخذ منه بما لا يفسد الذائقة الادبية وشق من الادباء والكتاب بنادي بان الادب اصيل في بيئته او لا يكون.. واذكر ويذكر من هم من أبناء جيلي انه كانت عندنا في التلفزة التونسية حصة اسبوعية ينشطها الاديب الراحل محمد رشاد الحمزاوي صاحب رواية // بودوده مات // بعنوان / أدبنا في عصره /
ومن القضايا التي استمر نقاشها طويلا في تلك الحصة على امتداد حلقات قضية تأصيل الادب بين مؤيد ومعارض وبين داع الى التفتح وبين منتصر لكل ماهو محلي اصيل..ولان آداب الشعوب هي جزء من مكونات ثقافتها في بعدها الشمولي فان الراي السائد اليوم بين الكتاب والمفكرين هي الدعوة الى تأصيل الادب في بيئته ينهل منها ويثمن ما تزخر به من خصائص ومكونات.اما الاخذ مما هو اجنبي او دخيل فذلك لا يكون الا من باب الاثراء المنشود الذي تتطلبه الاصالة وينشده التفاصيل كما يقول المتبحرين في الادب.
ويحتاج الادب الاصيل او تأصيل الادب الى أدوات أصيلة في مقدمتها اللغة التي جاءتنا من عصور غابرة و توارثناها عن أجيال سابقة ولكننا طوعناها الى حاضرنا وهو ما عناه عميد الأدب العربي طه حسين عندما قال /اللغة العربية ملك لنا ولابنائنا وقد ورثناها عمن سبقونا ولنا ان نضيف اليها ما استطعنا من التراكيب والالفاظ التي نحتاجها في تعاملنا وكتاباتنا واستعمالاتها..وتأصيل اللغة هو من تأصيل الادب وتاصيل مضامينه ولكن ذلك يتطلب أيضا الاشتغال على تجويد اللغة وجعلها مواكبة طييعة لروح العصر حتى إذا ما استعملناها في كتاباتنا وادبنا جاءت لغة نظيفة نقية اصيلة لا تشوبها شائبة..وما يقال عن اللغة يقال عن المضامين والأسلوب وليس مطلوبا في اعتقادي من كتاب اليوم ان يكون لهم نفس أسلوب العقاد او المنفلوطي او جرجي زيدان وحتى عميد الادب العربي طه حسين والعقاد في الكتابة.
ولا يمكن ان نطلب من كتاب الجيل الجديد ان يجاروا في كتاباتهم اسلوب المسعدي في السد او حدث ابو هريره حتى يكون ادبهم وما يكتبونه متأصلا في بيئته..
ان تحرير الادب من قيود الماضي حتى لا يكون اسيرا له من اهم شروط تأصيل الادب..فالأدب بكل تصنيفاته شعرا ورواية وقصة قصيرة وخاطرة يجب ان يكون مواكبا لروح العصر...
ولا نعتقد ان الشاعر الأصيل اليوم هو الذي يحاكي قول امرئ القيس في وصف حصانه عندما يقول..
مكر مفر مقبل مدبر معا
كجلمود صخر حطه السيل من عل
رغم ما في هذا البيت الشعري الذائع الصيت قديما وحديثا من معاني الاصالة والتفرد التي يحتاجها الادب.....
إرسال تعليق