موقف
بقلم الدكتور محمود حرشاني*
من المسلم به ان الطفل يحتاج وهو في سنوات نموه الجسدي والفكري والعقلي الى جملة من الادوات التربوية التي تساعده على تكوين شخصيته مثل الالعاب المختلفة وكذلك الكتب والمجلات. ولكل مراحلة من مراحل نمو الطفل لعبها ومجلاتها وكتبها. وقد فهم الغرب هذه الجوانب جييدا فلا تكاد تخلو المكتبات عندهم وكذلك اكشاك بيع الصحف والمجلات من العاب متطورة ومجلات وكتب تلفت انتباه الطفل .حيث يبذلون مجهودا كبيرا في اخراج هذه المنشورات ويلعبون كثيرا على الصورة اكثر من الكتابة.. لان الصورة تشد اهتمام الطفل اكثر من الكلام المكتوب..وبقدر ما تقدم الغرب في صناعة كل ماهو ثقافة ومنجلات موجهة للطفل بقدر ما نلاحظ اننا مازلنا في العالم العربي في حاجة الى بذل مجهود اكبر من اجل ان تكون للطفل العربي مجلات وكتب تشد اهتمامه وتساعد على تكوين شخصيته. ولعل تجربة مجلة الرائد هنا تجربة تستحق التنويه والاشاده فهي تجربة مختلفو وعميقة وناجحة. بخلاف عديد التجارب العربية الاخرى التي نراها في حاجة متاكده الى المراجعة.ثم ان ما بلفت الانتباه حقا هوان اغلب البلدان العربية اليوم لا تتوفر بها مجلات موجهة للاطفال حسب اعمارهم. وهو امر غريب ويتطلب من المسؤلين ووزارات التربية والثقافة الانشغال بهذا الموضوع.. فكيف يمكن لنا ان نعد اجيالا للمستقبل في غياب صحافة موجهة للطفل ؟
اليس من الغريب ان نقول ان بلدانا عربية كثيرة ومنها بلدي تونس كانت تتوفر بها اكثر من مجلة موجهة للطفل على غرار المجلة الاشهر التي رافقتنا جميعا في طفولتنا وشبابنا وهي مجلة عرفان التي عاشت لمدة تزيد عن اربعين سنة ومجلة الرياض التي كانت تصدرها منظمة المضائف ومجلات قوس قزح وفراشة وقبل ذلك مجلة شهلول التي كانت موجهة الى من هم في رياض الاطفال.ثم مجلات مثل قطاف الاتحاف وبراعم الوسط التي اصدرتها شخصيا الى جانب المجلة الام مرآة الوسط.. ومجلة قطر الندى.. هذه المجلات غابت اليوم كلها.حتى تكاد تونس اليوم تخلة من مجلات اطفال.وفي الشرق هناك تجربة منشورات دار الهلال مثل مجلات سمير ومجلات العربي الصغير ومجلة ماجد الشهيره.ولكن ما يلاحظ ان مضامين هذه المجلات في حاجة متاكده الى المراجعة فهي مجلات يكتبها الكبار للصغار ويغلب عليها الكلام في حين ان المطلوب اليوم هو تكوين جيل جديد من كتاب مجلات الاطفال وتشريك الاطفال انفسهم في كتابة هذه المجلات. ولقد قمت شخصيا بهذه التجربة في مجلة براعم الوسط وكانت تجربة ناجحة..
اننا نتساءل اليوم في ظل تعدد الوسائط. اي مسنقبل لصحافة الطفل في الوطن العربي..فالهواتف الجوالة اصبحت بحوزة كل طفل ولابد ان نستفيد جميعا من هذه التقنيات في زمن الذكاء الاصطناعي لاعادة النظر في مضامين المجلات المقدمة للطفل. ثم ان زمن الورقي اليوم في تراجع والمطلوب هو التفكير في صحافة اطفال الكترونية ورقمية تستفيد من التقنيات الحديثة وتقدم مادة جذابة للطفل
إرسال تعليق