رواية مرايا الروح للكاتب والصحفي محمود حرشاني..رواية تنفتح على المكان وعلى عالم الصحافة

 




صدرت هذه الأيام عن منشورات موقع الثقافية التونسية رواية جديدة للكاتب  والصحفي  محمود حرشاني رواية جديدة تحمل عنوان // مرايا الروح //  هي الرابعة  في رصيد هذا الكاتب من الروايات المنشورة.  احتوت على 26 فصلا توزعت على 126 صفحة..تدور أحداث الرواية في العشرية التي سبقت قيام الثورة وتحديدا من سنة 2000 الى سنة 2010 وهذه العشرية هي كما نعلم عشرية مهمة جدا في تاريخ تونس الحديث. وقد اختار صاحب الرواية ان يكون هو السارد والبطل في نفس الوقت وهو حاضر بقوة في ابرز واهم احداث الرواية من خلال شخصية انور الذي يقدم على تأسيس مجلة سياسية كانت في البداية جريدة صغيره مستفيدا من الوضع السياسي الذي كان قائما في البلاد. ويجد نفسه بعد سنوات متورطا في مغامرة لم يحسب عواقبها جييدا خاصة أمام ارتفاع تكاليف الطباعة  والالتزام بالدورية الشهرية لمجلته وما يتعرض له من محاولات العرقلة  من  بعض اعداء النجاح ولكن مع ذلك يصر على مواصلة مشروعه الى الاخر ويوجد في تكريم رئيس الجمهورية له  ومنحه أرفع الأوسمة تعويضا له على الأتعاب والتضحيات التي بذلها.الرواية تنفتح على نوافذ عديدة وخاصة المجالس الادبية والفكرية التي كانت قائمة والتي تشكل جزءا من ذاكرة تونس الثقافية 

مثل مجالس ابوزيان السعدي ومجالس توفيق بكار ومجالس الميداني بن صالح  وهي مجالس كانت تنتظم وتلتئم في المقاهي وكانت عنوانا على ما كان قائما من حركية ثقافية  في البلاد.
واستطاع الكاتب بمهارته ان يخلص روايته  من بعدها الذاتي كسيرة ذاتية ليحولها الى  رواية  تتحدث عن قضايا المجتمع.ولانه يؤمن ان المجتمع ليس فقط النخبة  وشريحة المثقفين والكتاب والصحفيين ولكن المجتمع هو جماع لشرائح مختلفة  مثل شريحة الانتهازيين والمنحرفين ويجد فيي كرموسة خريج السجون  والذي يجني اموالا طائلة من ترويج المخدرات والممنوعات نمودجا لهذه الشريحة التي كانت تمارس نشاطها فيي الخفاء كما تقدم لنا الرواية نموذجا اخر من المنحرفين وهو نموذج تمثله شخصيات  قعمورة وحمصة والمسمار اسماء مستعاره لمنحرفين من قاع المجتمع يشتغلون في الممنوع وسرقة المحلات وخلعها في غياب أصحابها. كما تقدم لنا الرواية نماذج لشخصيات اخرى انتهازية وبلا اخلاق مثل شخصية عدنان الأمني المتقاعد  الذي يوظف  نساء ففي جمع المعلومات من أجل ان يحافظ على امتيازات شخصية المحامي الجشع الذي يستغل ضعف نورهان التي يوظفها عنده ولكن يمارس معها الجنس تعويضا على مما يعانيه من حرمان مع زوجته  وتجد نورهان نفسها مضطرة لتلبية نزوات المحامي ولكنها تحتقره في قرارة نفسها وتنتقم لشرفها من خلال حركة تقوم بها حيث انها تضع اصبعها في مكان ما من جسم المحامي عندما كان عاريا.
كما نجد في الرواية شخصية سنية الناقمة من خيانة زوجها لها وشخصية الهام الفتاة السمراء التي تعمل نادلة في مقهى لتعيل عائلتها بعد طلاقها من زوجها المصاب بمرض عصبي يجعله في كل مرة يعتدي عليها بالعنف ويحطم أثاث المنزل فتفر منه وتطلب الطلاق للضرر
رواية مرايا للكاتب محمود حرشاني تحتفي بالمكان وتأخذنا الى  المطاعم الشعبية في نهج القاهرة و الى ازقة مدينة تونس العتيقة ومطعم نهج جامع الزيتونة  شارع باب بنات القصبة حيث مقار عديد الوزارات. انك تكاد تشم رائحة العطور المنبعثة من محلات بيع البخور في نهج جامع الزيتونة تقفز الى أنفك من خلال صفحات الرواية
أسامة  محمود  حرشاني
مدون  وصحفي.  تونس

comments

أحدث أقدم