على الماشي
يكتبه محمود حرشاني
دعوات مردودة على اصحابها
في هذا الزمن..كنا ننتظر كل شي الا ان ترتفع اصوات البعض منادية بحذف وزارة الثقافة بتعلة توجيه اعتماداتها الى دعم المجهود الوطني في مجال مقاومة تفشي فيروس الكورونا.والاغرب ان تصدر هذه الدعوات عن اناس محسوبين عن الثقافة وقادة الراي..وهو من كبائر الامور حقا. ومن عجائب هذا الزمن الذي اتانا بما لم يكن يتصوره احد..انا هنا لا ادافع عن وزارة الثقافة فهي هيكل حكومي بقاؤه او حذفه ليس من مهامي ولا من دوري. ولكن كاحد المنتمين الى المشهد الثقافي منذ قرابة الاربعين سنة . ارى ان المناداة بحذف وزارة الثقافة وتحويل ميزانيتها الى دعم المجهود الوطني في المجال الصحي هي من باب دعوة حق اريد بها باطل.. فكلنا في هذه الفترة نطالب بتوجيه المجهود الوطني نحو دعم المجهود المبذول بسخاء في مجال مكافحة انتشار الكورونا حفاظا على ارواح التونسيين وهي المهمة الاهم في هذه الفترة ولكن ذلك لا يجب ان يكون على حساب وزارات اخرى لها دورها ايضا في المجتمع. لان العقل والجسم لا ينموان الا بطريقة متكافئة فالجسم السليم في العقل السليم والعكس يصح ايضا العقل السليم في الجسم السليم ولكل وزارة دورها..صحيح هناك اولويات وصحة الانسان والحفاط عليها وسلامتها من كل الامراض تسبق اي خيار اخر مهما كانت اهميته ولكن المناداة بحذف وزارة الثقافة هي دعوة في غير موضعها ولا مكانها.وعلى وزارة الثقافة ان تعدل ساعتها واختياراتها على اولويات هذه المرحلة.واطالب شخصيا الوزيرة بمراجعة الاولويات وهناك مجالات يمكن الاستغناء عنها ولكن ذلك لا يعني ولا يعطي اي شرعية مهما كانت قويه للمطالبة بحذف وزارة الثقافة.فقد وجدت هذه الوزارة لتبقى ساهرة على توفير المد الثقافي وتنفيذ احدى ابرز مقومات الدستور التونسي وهو الحق في الثقافة ومجانية الانتفاع بالمنتوج الثقافي الوطني ومادون هذا فهو من باب الهراء ولغو الحجر الصحي
**
محمود حرشاني
كاتب وصحفي اول
محمود حرشاني
كاتب وصحفي اول
إرسال تعليق