عبد اللطيف الفراتي يكتب لكم الحكومة المتأرجحة بيع جلد الدب قبل اصطياده

عبد اللطيف الفراتي يكتب لكم




الحكومة المتأرجحةبيع جلد الدب قبل اصطياده


يقول المثل الفرنسي لا تبع جلد الدب قبل اصطياده ، وهناك مثل تونسي يشابهه يقول ما معناه لا تبع السمك وهو في البحر ، ولذلك فليس من المنطقي للمرء أن يقول بأن حكومة إلياس الفخفاخ "المرتقبة ؟" قد سقطت بعد ، وإذا كان النفس يتردد فإن لا شيء قضي أمره ، ولكن لا بد من القول أيضا أن حكومة إلياس الفخفاخ ، ولدت ميتة منذ اليوم الأول ، منذ تصريح يوم الإثنين الموالي للتكليف واستجابته المهينة لاشتراطات رئيس الجمهورية ، باستبعاد أو إقصاء الطرف الثاني قوة في البرلمان ، وهي اشتراطات وإن كانت معلومة لدى الجميع ، مسربة من محيط الفخفاخ نفسه ، وإن كان قيس سعيد لم يتعرض لها في خطابه السياسي الأول على الوطنية الأولى ومن بين الأمور التي أوصى بها الفخفاخ ، ما اعتبر وضعا للوزير الأول المعين في الفضاء ، ورجلاه معلقتان .
إذن عدا جلد الدب والسمكة المبحرة ، فإنه يبدو إلا إذا حصلت معجزة أن إلياس الفخفاح ، لن يكون رئيس حكومة ، ولا حتى وزيرا أولا طيعا بين أيدي رئيس جمهورية ، ضعيف جدا في المناورة السياسية تماما كالوزير الأول المكلف.
ولقد جاءت الضربة القاضية من صاحب الأغلبية النسبية في مجلـــس نواب الشعب ، زعيم حركة النهضة ورئيس البرلمان هذا الصباح الأربعاء 05/02/2020 في تصريح خاص لموزاييك الإذاعة الأكثر استماعا في تونس ، وهو حديث أغلب الظن أنه جاء نتيجة طلب من النهضة une interviewe commandée وهو ما يطلب عادة من وسيلة إعلام معينة أن تتولاها ، بحيث تفوز على قصب السبق ، وفي نفس الوقت يمرر الطالب وهو في هذه الحالة راشد الغنوشي رسالة يريد أن يبلغها un messageعادة ما يكون أو تكون ذات أهمية. وهذا الصنف من الأداء الصحفي ، معمول به وعادة ما يقع التوجه به عن طريق صحفيين كبار لهم مصداقية ، ولا يتعارض مع أخلاقيات المهنة.
وملخص الرسالة ، ولنترك جانبا الحواشي ، يتمثل في أن رسالة الغنوشي مفادها ، أنه لن تمر حكومة إلياس الفخفاخ يوم الامتحان في المجلس النيابي ، وراشد الغنوشي لا ينطق عن الهوى ، فإذا بلغ رسالته ، فالرسالة موجهة إلى شخصيتين سياسيتين : قيس سعيد وإلياس الفخفاخ " ، إم،،،ا أن يكون قلب تونس في المشاورات ، وفي الحكومة أو أن حجب الثقة في الانتظار" .
ماذا يبقى إذا أسقطت حكومة الفخفاخ ، إما أن يقدم رئيس الجمهورية على حل البرلمان والدعوة لانتخابات جديدة وسابقة لأونها ، ولا شيء يجبر سعيد على هذا الحل ، أو اللجوء إلى حلول أخرى بدأت ترتفع أصوات تقول بأنها لن تكون دستورية ، ومنها إقدام الرئيس على الاحتفاظ بحكومة يوسف الشاهد ، وهي حكومة منقوصة ، ينبغي ملء فراغاتها بوزراء تعويضيين لن تتسنى لتسميتهم ، إلا بموافقة برلمان لن يكون مطيعا ، ما دام أسقط " حكومة الرئيس " أو ما يسميها البعض بحكومة الرئيس .
غير أنه في صورة عدم حل البرلمان من طرف رئيس الجمهورية ، فإن ما لا يقال هو أن البرلمان يمكن أن يحل نفسه بنفسه ، se saborder ، وعندها لا بد من الدعوة لانتخابات جديدة في كل الأحوال ، مع أزمة سياسية عميقة تدفع البلاد لمواجهة بين رئيس جمهورية ، بشرعية شعبية كبيرة ، وبرلمان يتمتع بشرعية الحكم الحقيقية ، وتجعلنا جميعا والوطن على كف عفريت؟؟؟؟؟
fouratiab@gmail.com

comments

أحدث أقدم