اراء وافكار
بلادنا تغرق تغرق تغرق
بقلم الدكتور عبد القادر بن الحاج نصر
منذ أيّام رأينا في شاشة التلفزيون وزير الفلاحة واضعا اصبعه في فمه وهو يستمع إلى سؤال موجّه إليه.. كان مشهدا غير مألوف.. وزير يحرّك إصبعه في فمه ! أيّ معنى ؟ هل يخفّف من وجع في ضرسه، هل هو استهزاء بصرخة الفلاّحين الذين يعانون التهميش والتفقير الممنهج لفائدة فلاّحي دول أجنبيّة وخاصّة الإتّحاد الأوروبي وتركيا.
إنّ سياسة الوزارة أجبرت الفلاّحين على التفريط في قطعان ماشيتهم فلم الحليب ما دامت لوبيّات التوريد تغرق السّوق به ! أليس أهمّ من الفلاّحين والفلاحة والثروة الوطنيّة ما يضع المورّدون في جيوبهم وجيوب الذين يقفون وراءهم.
إنّ سياسة الوزارة تجبر الفلاّحين على أن يهجروا زراعة الحبوب، القمح والشعير، وأصحاب النّخيل تمورهم والزّياتين زيتونهم وزيتهم.
أليست وزارة الفلاحة ووزارة التجارة قادرتين على توريد كلّ ما يحتاج له التونسيّون بواسطة لوبيّات التوريد ! إذن ما حاجة تونس إلى الفلاحة والفلاّحين؟
***
لعلّ هذا الوضع المتردّي دفع بأحد المعلّقين البارزين المحترمين في برنامج تلفزيّ تشرف عليه مريم بالقاضي، وهي من أوسع المنشّطين والمنشّطات شهرة، أن يتفوّه بعبارة نابية أخجلت الجميع وأوّلهم مريم بالقاضي.. إنّ ذلك صادر لا شكّ عن شعور بالوجع والقهر واليأس والإحباط.
إرسال تعليق