من طوايا التاريخ
بين شطّ الجريد وخليج قابس
الدكتور محمّد حسين فنطر
هذه قصّة طريفة عاشها معا شط الجريد وخليج قابس قبل حضور الفينيقيين في بلادنا. ففي السفر الرابع من كتابه الشهير روى هيرودوتس أنّ اللخميين والأوسس (بضمّة على الواو وسين مجرورة) قبيلتان كانتا تتقاسمان الربوع الممتدّة بين شط الجريد وخليج قابس. ومن معبودات القبيلتين الهة اختفى اسمها اللوبي الأصيل الاّ أنّها كانت تشبه الالهة الاغريقية أثينا من حيث علاقاتها بالبحر والحرب وهو ما جعل هيرودوتس يسمّي نلك الالهة اللوبية أثينا. هذا وقد كانت القبيلتان تحتفلان بعيد تلك الالهة اللوبية والحفل تتولّى القبيلتان تنظيمه وتغطية مستحقاته. فكل قبيلة تعيّن فريقا من فتياتها العذارى وتنطلق المباراة في شكل معركة مموّهة تكون رميا بالحجارة وضربا بالعصيّ في محيط يسيطر عليه الكرّ والفرّ في سخب من الصراخ والزغاريد والهتافات. وتدور المعركة طبقا للطقوس محفوفة بجماهير غفيرة. وفي الفقرة الثانية من الاحتفال يتمّ انتخاب ملكة الجمال ويخلعون على الفائزة لأمة كاملة مع حذوة قورنثية على رأسها ثمّ تمطي بيجا أو كدريجا يطوف بها حول شطّ الجريد وقد كان يسمّى تاكمرت. أمّا خليج قابس فقد كان يسمّى بحيرة تريتو,
إرسال تعليق