كتبه محمود حرشاني
مدير المجلة
الاحتفال بمرور خمسين سنة على ذهبية القمودي في ميكسيكو
بالتنسيق مع موقع مجلة مرآة الوسط التونسية
كتبه محمود حرشاني
مدير المجلة
http://www.miraatwassat.com/2018/11/-521.html
http://www.miraatwassat.com/2018/11/-521.html
يوم 17 اكتوبر 1968وفي الالعاب الاولمبية بمكسيكو..رفرف العلم التونسي عاليا وعزف النشيد الوطني التونسي وتعرف العالم باسره لاول مرة على اسم بلد صغير كان حديث العهد بالاستقلال واسم بطل اولمبي اسمر اللون لم يدخل المدرسة يوما في حياته قادما من قرية ريفية جبلية كانت مسرحا لاخر معركة فاصلة بين المقاومين الخلص والجيوش الفرنسية..
تونس.. سيدي عيش . ومحمد القمودي..ثلاثة اسماء من ذهب لمعت في لمعان الذهب لتصل الى العالم باسره..لما وقف ذلك العداء الاسمر نحيف الجسم محمد القمودي القادم من قرية سيدي عيش القصية على اطراف قفصة في صدارة منصة التتويج و يعزف النشيد الوطني التونسي ويرفع العلم التونسي خفاقا في السماء ..فقد انتصر البطل واحرز الميدالية الذهبية
تتويج اهتز ت له قلوب التونسيين جميعا في تلك اللحظات وفرح به كل التونسيين من الشمال الى الجنوب وفي مقدمتهم الزعيم الحبيب بورقيبة.
لاول مرة..تونس الصغيرة .. الكبيرة بطموح ابنائها وكانت خارجة للتو من استعمار بغيض وحديثة العهد باستقلالها بعد كفاح مرير .. يرفع علمها خفاقا في سماء مكسيكو ويتوج ذلك العداء الاسمر النحيف الجسم بالميدالية الذهبية في الالعاب الاولمبية في مسافة 5000 متر بمكسيكو
حدث لم يستوعبه الناس بسهةلة من خارج تونس طبعا.. اما التونسيون .. اما هم فقد اعدوا لاستقبال البطل المتوج بالذهب افضل استقبال...وليكون الزعيم الحبيب بورقيبة اول المحتفلين بهذا الانتصار واول المهنئين للبطل المنتصر.
الله.. استعيد الان تلك اللحظات..تونس كلها كانت تحتفل بانتصار البطل الاولمبي. واسم محمد القمودي ابن سيدي عيش كان على كل لسان..محمد القمودي الذي شرف تونس. ورفع رايتها في الاعالي واسمع نشيدها الوطني اصقاع العالم حاملا معه قصة نجاح بطل اولمبي تحدى كل الصعاب ووضع الفوز نصب عينية ليكون الافضل وليكون المتوج بالهب.
محمد القمودي.. ذلك الفتى الاسمر النحيف المتواضع..ابن قرية سيدي عيش. التي دارت بها وعلى جبالها اخر معارك تحرير الوطن في 15 ديسمبر 1954..تلك المعركة التي كانت المعركة الاعنف وكبد فيها الثوار التونسيون جيوش المستعمر خسائر فادحة في الارواح والمعدات.محمد القموديالبطل الاولمبي الاسطورة تعلم الركض ضغيرا عندما كان والده بطلب منه احضار كيس الشاي من قفصة قبل ان يغلي الماء..فينطلق كالسهم ركضا من منزلهم بقرية سيدي عيش الى مدينة قفصة ليجلب كاس الشاي الى والده.. قرابة العشرين كيلمترا يقطعها الشاب الاسمر النحيف محمد القمودي ركضا ..كانت هذه تدريباته الاولى ربما على تحمل الصعاب والصبر وطول النفس وتحديد الهدف والتي ساعدته في ما بعد على كسب كل المنافسات التي شارك فيها
سواء في الالعاب الاولمبية او العاب البحر الابيض المتوسط والتي توج فيها بالذهب ثلاث مرات
اليوم وعلى امتداد ايام تحيي اللجنة الوطنية الاولمبيةهذه الذكرى الغالية..وتكرم البطل الاولمبي محمد القمودي صاحب ال 75 سنة..
في الاحتفال اكثر من رسالة اولها الوفاء للابطال ولمن صتع الانتصار وثاني رسالة ولا تقل قيمة عن الاولى الانتصار لا يطويه النسيان
كتبه محمود حرشاني
في 17 نوفمبر 2018
إرسال تعليق