اعادة الاعتبار لقيمة الخطاب الرئاسي باعتباره حدثا وطنيا
بقلم
محمود حرشاني
استمعت بعقلي ووجداني الى الخطاب الذي القاه اليوم في الذكرى الرابعة لعيد الثورة والشباب الرئيس الباجي قائد السبسي واقول منذ البداية الى ان خطاب الرئيس الباجي قائد السبسي اليوم وهو اول خطاب له يلقيه في مناسبة وطنية قد اعاد الاعتبار لقيمة واهمية الخطاب الرئاسي الذي لحقه في السنوات الاخيرة ما لحق القطاعات الاخرى من التشليك . لان الخطاب الرئاسي في كل بلدان الدنيا بقطع النظر عن صلاحيات الرئيس هو حدث وطني في حد ذاته ينتظره المواطنون. ولا قيمة لخطاب رئاسي اذا لم يرتق الى هذا المستوى. وخطاب الرئيس الباجي قائد السيسي اليوم ارتقى عن جدارة الى هذا المستوى بما تضمنه من معاني وقيم وتاكيد على جملة من الثوابت الوطنية ورد الاعتبار الى جملة من القيم الاساسية التي كدنا نفقدها خلال السنوات الثلاث الاخيرة. ولعل اهم قيمة اكد عليها الرئيس اليوم هو التاكيد على اهمية الوحدة الوطنية باعتبارها صمام الامان للخروج من الوضع الصعب الذي عليه البلاد اليوم. وفي اعتقادي ان خطاب الرئيس الباجي قائد السبسي اكد على اهمية الثورة كمكسب وطني جماعي لا يحق لاحد ان يدعي الانفراد به او الدفاع عنه او اعتباره من خاصياته. لان الثورة وهذا وضحه الرئيس في خطابه حررت نونس والتونسيين جميعا واعطت لهم جميعا حقوقا يتساوون فيها كل بقدر ما يعطي لهذا الوطن العزيز لان التشغيل حق والعمل واجب كما قال الرئيس في خطابه.وثاني الثوابت التي اكد عليها الرئيس السبسي في خطابه ضرورة تراص الصفوف لحماية البلاد مما يتهددها من اخطار واهم هذه الاخطار خطر الارهاب .وقدوجه الرئيس بالمناسبة تحية باسم الشعب التونسي كله الى قوات الامن والجنود البواسل الذيت يتصدون في بسالة لكل من يحاول النيل من تونس ومحاصرة الارهاب والقضاء عليه.
وعندما يؤكد الرئيس على هذه القيم فانه يؤكد على قيم الحرية باعتبارها مكسبا ثوريا لارجعة فيه وايضا على اهمية الاعلام الحرودور نخب تونس وفي المقدمة الكتاب والمفكرين والاعلاميين ومكونات المجتمع المدني هؤلاء جميعا هم العامة الاساسية لبناء تونس الجديدةذلك ان الجمهورية الثانية التي بداناها اليوم بعد نجاح الاستحقاقات الانتخابية جميعها وفي المقدمة رئيس جمهورية منتخب وبرلمان شعبي ممثل لاغلب الحساسيات والفئات الشعبية.
لقد دخلت تونس اليوم الجمهورية الثانية بثبات وقد جاء خطاب الرئيس في الذكرى الرابعة للثورة ليبعث الامل في النفوس طالما هو قد تعهد بجملة من الاستحقاقات وفي مقدمتها ان يكون رئيس كل التونسيين وان يحمي البلاد والوطن وان يدع بتونس نحو افاق ارحب وان يساعد الحكومة على القيام بدورها على الوجه الافضل احتراما لمبدا توزيع السلطات وتكاملها وتاكيدا على الدور الرمزي والسيادي لرئيس الجمهورية..لم ينس الرئيس ان يؤكد تعهده بالكشف عن قتلة الشهداء وفي مقدمته الشهيد شكري بلعيد والشهيد محمد البراهمي وكل شهداء الوطن لا احد منهم يزيد عن الاخر شرفا ومرتبة كلهم دفعوا دماءهم فداءا للوطن..
ومما زاد في القيمة الاعتبارية والسياسية والوطنية لخطاب الرئيس الباجي قائد السبسي اليوم مخاطبته الشعب بلغة صريحة واضحة ومفهومة
لقد اعاد الرئيس الباجي قائد السبسي بهذا الخطاب الاعتبار والمكانة للخطاب الرئاسي باعتباره هو في حد ذاته اي الخطاب الرئاسي حدث وطني لا يقل قيمة عن الاحداث الاخرى
-----------------------------
محمود حرشاني
كاتب واعلامي ومحلل سياسي
تونس
إرسال تعليق