على الخط الاخر
يكتبه
محمود الحرشاني
أجمل الصباحات التي تستقبلها على صوت شاعرة( !)
أجمل الصباحات هي التي تستهلها بسماع صوت إنسان تحبه وله في قلبك ووجدانك مكانة خاصة، ويصبح الأمر أكثر جمالا عندما يكون هذا الصوت صوت شاعر أو شاعرة...وقد كان من حظي أن يكون أول صوت اسمعه صباح السبت الفارط على خط الهاتف، بعد ما استيقظت متأخرا، صوت الشاعرة الأنيقة والصديقة العزيزة جميلة الماجري…
من مدة طويلة لم اسمع صوتها، رغم أن صداقتنا تعود إلى سنة 1972 عندما التقينا لأول مرة في ملتقى هواة الأدب الذي نظمته الإذاعة التونسية لمدينة صفاقس...
وكانت جميلة وقتها نجمة هذا المهرجان، بشعرها وجمالها وأناقتها التي لم تغادرها بعد...وتوطدت صلتنا بعد رغم أنني لست محسوبا على زمرة الشعراء، ولم اكتب الشعر في حياتي، ما عدا بعض المحاولات البسيطة التي خرجت منها مقتنعا بأنني لا أصلح أن أكون شاعرا، وأنني اجهد نفسي في أنني آتي مرعى غير مرعاي...لذلك تركت الشعر لأهله، وبقيت عاشقا له فقط.
وصداقتي للشاعرة جميلة الماجري، توطدت لما عمل زوجها صديقي الأستاذ محمد السوداني واليا على سيدي بوزيد لمدة تنوف عن الثلاث سنوات، وعملت هي أستاذة عربية لمعاهد سيدي بويزد...
كنا على اتصال تقريبا يكاد يكون يوميا بالهاتف وأنا أدرك مقدار ما تكنه لي من محبة وتقدير و احترام... ثم دعوتها لما غادرت سيدي بوزيد وانتقل زوجها الصديق محمد السوداني ليكون واليا على سوسة لتكون ضيفة مهرجان مرآة الوسط. وأحيت لنا أمسية من أروع الأماسي الشعرية، حيث قرأت شعرها الجميل تحت زخات المطر، ووسط جمهور امتلأت به قاعة المركب الثقافي أبو بكر القمودي بسيدي بوزيد...وعندما انتهت الأمسية أقمت على شرفها مأدبة عشاء في بيتي حضرها عدد من الأصدقاء، وكنا في أواخر شهر ماي والنسيم العليل ينبعث من حديقة المنزل قالت لي جميلة وهي تودعني وتودع زوجتي وابني...
لن أنسى هذه الزيارة أبدا...شعرت وكأنني في إحدى حدائق غرناطة...ليس غريبا أن تكون بكل هذا الشعور المرهف وأنت تقطن هذا المنزل الذي تنبعث منه روائح المسك والعطر من كل جانب...
أسعدني جدا، اتصال الصديقة الشاعرة جميلة الماجري بعد غياب طويل...ووجدتها تتابع نشاطي ومقالاتي في الصريح بنفس الشوق الذي اعرفه عنها من سنتين وتجاذبنا الحديث في أشياء كثيرة...ثقافية بالأساس ووجدتها مثلي ومثل العديد من المثقفين والمبدعين الحقيقيين تشعر بإحباط كبير لما أصاب الساحة الثقافية من تكلس وإقصاء للمبدعين، وما أصبح يميز المهرجانات الأدبية والثقافية من تهريج وحمق، تدعمه مع الأسف وزارة الثقافة، تحت عنوان، دعم الثقافة الثورية...وقالت لي الصديقة جميلة الماجري وهي تودعني...لا يجب أن نستسلم...نحن لسنا كراية في الساحة الثقافية، نحن أصحاب جذور ضاربة في عمق الأرض، لا يخيفنا صراخ الراكبين على الثورة...وأدركت وأنا أضع سماعة الهاتف ...أن الصباحات تكون أجمل عندما تستهلها بسماع صوت شاعرة في حجم ومكانة جميلة الماجري...
الدرس القيرواني...هل يستوعبه الآخرون؟؟
بقلم : محمود الحرشاني
مرة أخرى، تؤكد القيروان مدينة وولاية، أنها مدينة تعشق الثقافة، وتحترم المبدعين.
فهي مدينة لم يلوثها غبار الراكضين في المسارب المسدودة وراكبي قطار الثورة المزيفين. ولذلك جاء احتفال جمعية ابن رشيق للشعر والدراسات النقدية برئاسة الزميل عبد العزيز الهمامي بمبدعي القيروان ومثقفيها ليزيد من انف هذه المدينة الساحرة... لقد استطاعت هذه الجمعية التي بعثتها إلى الوجود الشاعرة جميلة الماجري منذ سنوات ويرأسها اليوم الزميل عبد العزيز الهمامي وان تصنع الحدث الثقافي يوم الأحد الفارط...لتمد اليد إلى كل مثقفي ومبدعي القيروان في لفتة وفاء رائعة تمنى أن تنسج على منوالها كل الولايات الأخرى...وتحية إلى مندوب الثقافة بالقيروان الذي لم تخفه الأصوات الناعقة لأنه يدرك أحجام الرجال الحقيقية.. ونتمنى أن تنسج على منوال القيروان بقية الولايات، لإقامة حفلات تكريم للمبدعين والفنانين والمثقفين بكل ولاية... بعد أن نالهم من نالهم من الهرسلة وتكسير العظم خلال السنوات الثلاث الأخيرة، من أدعياء الثورية المزيفين.
كتابي رسائلي لا تحتمل الاختفاء
نموذج كدرس فن التراسل في معهد بالكاف
كنت سعيدا جدا، لما أعلمني احد أساتذة العربية من ولاية الكاف في اتصال هاتفي بأنه اختار كتابي الصادر أخيرا "رسائل لا تحتمل الاختفاء" كنموذج لفن كتابة الرسالة في الدرس الذي قدمه لتلاميذه بإحدى المعاهد الثانوية في محور التراسل، وابلغني هذا الصديق واسمه عادل بأنه قام بتصوير مجموعة من رسائل الكتاب ووزعها على التلاميذ لتكون منطلقا للحوار بينه وبين تلاميذه حول فن كتابة الرسالة، وقيمتها الأخلاقية والأدبية...
شكرا للصديق عادل الذي أسعدني مرتين، مرة باختياري صديقا له ومرة بتكريمي دون أن اعلم باختيار احد كتبي ليكون نموذجا لدرس يقدمه لتلاميذه.
أقول لبعض الأصوات القذرة التي تطل من حين لآخر، في محاولة لنهش لحمي والإساءة إلي، ما قاله الكاتب الكبير نجيب محفوظ "أنا رجل لا استطيع أن أرد على الكلمة الجارحة أو السيئة بمثلها" لأنني رجل لم أتعود السباحة في المياه الاسنة أو المستنقعات العفنة.
للتواصل مع الكاتب
الهاتف: 98.417.729 00216
البريد الالكتروني: hormahmoud@gmail.com
إرسال تعليق