تعقيب على مقال السيد عبد القادر معالج... صحح مغلوماتك يا سي معالج بقلم : محمود الحرشاني *




تعقيب على مقال السيد عبد القادر معالج...


صحح مغلوماتك يا سي معالج





بقلم : محمود الحرشاني *


hormahmoud@gmail.com















قرأت في صالون الصريح ليوم الجمعة 28 مارس 2014 مقالا للسيد عبد القادر معالج بعنوان "صحح معلوماتك يا سي الحرشاني" واني اشكره على تفاعله مع مقالي، الذي ورد في سياق كتاب مسلسل اروي فيه ذكرياتي في الصحافة من الهواية إلى الاحتراف، نشرت منه الصريح ثمانية عشرة حلقة كما توالي نشره حاليا عديد المواقع الإخبارية المشهورة مثل مواقع "دنيا الوطن" و " شبكة محيط" و " شبكة بابل الإخبارية" وجريدة التحدي الالكترونية في باريس، وستصدر كل الحلقات مجتمعة في كتاب في طبعتين تونسية ولبنانية في الأيام القريبة القادمة. كما اشكره على انه تكرم فخلع عليا في نفس المقال ثلاثة ألقاب أو صفات، كلها اعتز بها، وهي صفة أو لقب الصديق والأخ ومرة واحدة ذكر اسمي مجردا بدون أن تسبقه لا صفة الصديق ولا صفة الأخ، بل اكتفى بذكري لقبي "الحرشاني".


وكل من قرأ الصديق عبد القادر معالج الذي قابلته مرتين في حياتي كاملة وبالصدفة، أدرك دون كبير عناء، أن سي عبد القادر، أراد من خلال التعقيب على مقالي، تصفية حسابات قديمة له، مع كل من وزير الإعلام السابق السيد عبد الرزاق الكافي والمدير العام في عهد الوزير المذكور وكاتب الدولة للإعلام بعد ذلك، الصديق فتحي الهويدي...


وقد يكون سي عبد القادر معالج، تعرض إلى مظلمة أو حيف في عهد المسئولين المذكورين، بما انه كان موظفا ساميا في الوزارة، وقد يكونا حرماه من ترقية يستحقها، واذكر أني قرأت له في كتاب صغير له، أصدره بعد الثورة وعثرت له في إحدى المكتبات، مقالا أو خاطرة، يشكو فيها من ظلم تسلّط عليه في فترات سابقة من عمله بوزارة الإعلام، وحرم من ترقية وتدرج في الرتبة هو يستحقهما !!!


وأنا في مقالي لم أقيم أداء الوزير عبد الرزاق الكافي ولا أداء الأستاذ فتحي الهويدي، فليس ذلك من مهامي وليس ذلك من حقي أيضا...ولكن أنا تحدثت عن علاقتي الشخصية بالرجلين، وتحدثت بما اعرف عن مبادرتهما في مجال النهوض بالصحافة الجهوية المكتوبة ولا بالإعلام الجهوي ككل، وتحديدا عن علاقة الرجلين بي شخصيا وبمجلة مرآة الوسط...


ولا اعتقد بان سي عبد القادر المعالج، رغم موقعه الرفيع في الوزارة، قادر على التشكيك في صدق شهادتي الشخصية عن الرجلين... وقد يكون له هو فيهما رأي آخر، وهذا من حقه...


واذكر انه بعد نشر المقال في جريدة الصريح، وصلتني مكالمات هاتفية من عدد من الأصدقاء كانوا مختلفين معي في التقييم ولكنهم احترموا رأيي طالما أن المسألة تخص رواية ذكريات شخصية.


وأمر الآن إلى حديث سي عبد القادر معالج عما اسماه أخطائي في سرد تواريخ الملتقيات الخاصة بالإعلام الجهوي التي كانت تنظمها وزارة الإعلام، وأقول له، أنا حصرت حديثي في موضوع الملتقيات الخاصة بالصحافة الجهوية المكتوبة، ولا الإعلام الجهوي ككل... واعتقد أن أول ملتقى نظمته وزارة الإعلام حول الصحافة الجهوية المكتوبة هو الذي انعقد بولاية بنزرت في جويلية 1985 بإشراف الوزير الأول في ذلك الوقت الأستاذ محمد مزالي وقبله وبعده انتظمت ملتقيات عديدة، ومنها ملتقى قابس الذي شاركت فيه شخصيا وملتقى المنستير ولكن هذه الملتقيات كانت تتناول موضوع الإعلام الجهوي ككل وعلاقة المراسلين الجهويين بمؤسساتهم وبالسلطة، إلى غير ذلك من إشكاليات الإعلام الجهوي والتي مازالت مطروقة إلى اليوم، بلا حل !!! رغم تعدد هذه الملتقيات...


لقد ساءني أن يتحدث السيد عبد القادر معالج، بشيء من التحقير عن مجلة مرآة الوسط، الصامدة، ويعلي من شأن مجلة شمس الجنوب الصادرة بصفاقس، وان كنت أجد عذرا لسي عبد القادر في انحيازه لمجلة شمس الجنوب، باعتباره صفاقسيا، ومن كتاب نسخة المجلة الناطقة باللغة الفرنسية، فان ذلك، لا يخول له إطلاقا، التحقير أو الحط من شأن مجلة مرآة الوسط التي صمدت رغم الصعوبات 32 سنة. واستطاعت أن تستمر في الصدور وإلا تحتجب، مهما كانت الصعوبات والعراقيل...ولعلم سي عبد القادر ولا أخاله يجهل هذا، مرآة الوسط، لا تتوفر على نفس الإمكانيات التي تتوفر لشمس الجنوب، ومناخ سيدي بوزيد الاقتصادي ليس مناخ صفاقس، وعقلية أبناء صفاقس في الانحياز لأي مشروع صفاقسي، نسيت عقلية أبناء سيدي بوزيد مع الأسف. ولذلك ترانا، يا سي عبد القادر، نصارع كل هذه السنوات من اجل البقاء والاستمرار في الصدور ولو بأعداد محدودة في السنة، مثلما كان حالنا سنة 1984 والتي لم نتمكن من خلالها من إصدار إلا أربعة أعداد فقط. وقد ذكرت أنت هذه السنة وهذا الرقم كحجة على عدم انتظام مجلة مرآة الوسط في الصدور والحط من قيمتها والإعلاء من شأن مجلة شمس الجنوب التي أصدرت 50 عددا، حسب رأيك...لا حول ولا قوة إلا بالله...أ إلى هذا الحد، تفضح تعصبك وانتماءك يا رجل، وعدم حياديتك؟...أين الموضوعية؟


ثم لفت نظري انك ذكرت ملاحظة في مقالك، فيها الكثير من التحامل وقلة الاحترام لأناس تعرفهم عندما ذكرت، أنني كنت كثير التردد على وزارة الإعلام لطلب المزيد...؟وأقول لك أولا، الحمد لله، إنني لم أكن أتردد على بيتك وإنما كنت أتردد على وزارة تابعة للدولة التونسية، هذا إذا كان ادعاؤك صحيحا، وثانيا أسألك كم مرة لمحتني في الوزارة حتى تقول إنني كنت كثير التردد ومن أدراك أنني كنت اطلب المنح والمساعدات؟


هذا عيب وثلب يعاقب عليه القانون، وأرجوك أن تجهز حجتك لتستظهر بها لدى القضاء لإثبات أنني كنت أتردد على الوزارة لطلب المزيد من المساعدات، لأنك بذكرك لهذه المعلومة الخاطئة شوهتني وشوهت عائلتي...وسيكون القضاء بيننا هو الفيصل، والحجة على من ادعى...


يا سي عبد القادر معالج، أنا لا أعرفك، ولم أقبالك في حياتي سوى مرتين بصفة عرضية، ولم اجلس في مكتبك قبالتك يوما...فكيف تدعي ما تدعي؟ ثم هل يلام إنسان يطلب دعما من الدولة، وهل أفضل لي أن اطلب دعما من الدولة لمواصلة إصدار مجلتي التي نذرت لها حياتي، أم استجدي الناشرين لنشر كتابي مثلما ذكرت أنت في أول مقالك مقابل تنازلك عن حقوق التأليف؟ واكتفائك ب100 نسخة من كتاب تدعي انه كتاب قيم ثمرة جهود سنين؟؟؟


تأكد يا سي عبد القادر، لم أكن لأرد عليك، لولا إلحاح العديد من الأصدقاء الذين هاتفوني بعد نشر مقالك لأوضح عديد النقاط التي أثرتها، والتي كانت تستدعي توضيحا وتصحيحا أيضا... وبنفس ما خاطبتني به، أقول لك أيضا، صحح معلوماتك يا سي عبد القادر...








--------------------------------


* كاتب ومحلل سياسي من تونس


نشر هذا المقال بجريدة الصريح التونسية في ركن صالون الصريح


اليوم غرة افريل 2014

comments

أحدث أقدم