رسالة عاجلة إلى وزير الثقافة التونسي مراد الصقلي يوجهها ... الكاتب والصحفي محمود الحرشاني ارجو الا تخيب املنا فيكم يا سيادة الوزير

رسالة عاجلة إلى وزير الثقافة  التونسي مراد الصقلي

يوجهها ...
الكاتب والصحفي
محمود الحرشاني

Mahmoud Horchani


ارجو الا تخيب املنا فيكم يا سيادة الوزير


السيد وزير الثقافة المحترم...
تحية وبعد...
أنزهك ألا تكون مدركا لأهمية أن يتعلق المرءبمشروع ثقافي وإعلامي، غير مربح ماليا، استنفذ الثلثين من عمره، ومدى شعوره بالألم والحسرة، عندما يجد أن هذا المشروع الذي سخر له كل جهوده من اجل أن ينجح، يضيع منه، في لحظة، لا يدرك فيها البعض، ربما مدى الشعور بفداحة الخسارة، لضياع هذا المشروع...
السيد الوزير...
لقد كتبت صادقا، عندما وليتم وزارة الثقافة في حكومة المهدي جمعة، معبرا عن الأمل، في أن تكونوا المهدي المنتظر للثقافة وأهلها، ونشر مقالي بجريدة الصريح، التي لي، فيها مقال يومي وكذلك في عديد المواقع الالكترونية، كما كتبت مقالا آخر، بجريدة التونسية، تحت عنوان "هل يصلح مراد الصقلي على رأس وزارة الثقافة، ما أفسده سلفه؟" وهذا المقال أيضا نشر بعديد المواقع الالكترونية. وها قد مر، شهر وبضعة أيام منذ توليكم الوزارة، ونحن ننتظر منكم مجموعة من الإجراءات والمبادرات التي تعيد لنا الأمل، وتطمئننا على أنكم ستدعمون كل صاحب مبادرة في المجال الثقافي إلى جانب طبعا اهتمامكم بدعم المشاريع الكبرى، مثلما أعلنتم عن ذلك، في ندوتكم الصحفية الأولى، وهذا أمر نحيكم عليه...
السيد الوزير...
لقد وجهت لكم شخصيا طلب مقابلة، لم أتلق عنه ردا إلى حد الآن...وأخشى أن يكون مصير هذه الطلبات، كما كان مصيرها في فترة سلفكم الذي لم يستجب إلى أي طلب لمقابلته وأغلق بابه دون المثقفين ولم يستمع إليهم وصراحة، أنا أنزهك على هذا، لأنك رجل مثقف ومبدع وحساس، وتحس بما يحس به المبدع الحقيقي، عندما يجد نفسه محاطا بعدم اللامبالاة وعدم مساعدته على تنفيذ برامجه ومشاريعه...
أنا أنزهك أن تكون قد رميت برسالتي في سلة المهملات، لان معدنك الأصيل يأبى عليك هذا التصرف الذي فيه عدم احترام لمن يطلب منك مساعدة، فضلا عن كونك الوزير المشرف على القطاع.

السيد الوزير...
مازلت على قناعتي، أنكم الوزير الذي سينهض بالقطاع الثقافي داخل تونس الأعماق، ويصغي إلى أصوات المثقفين والمبدعين الحقيقيين  لا الذين جاء بهم قطار الثورة فركبوه في محطات مختلفة و هم فاقدون لأي نفس إبداعي، ما عدا أصواتهم العالية و صراخهم، الذي ارهب الوزير السابق فانصاع لطلباتهم، و لا أضنه يرهبكم انتم...
السيد الوزير المحترم..
لست شكاءا و لا بكاءا و لست دخيل أيضا على المشهد الثقافي و الإبداعي في  و في العالم العربي، و مع ذلك لم نجد من الوزيرين السابقين إلا الإنكار و عدم الاعتراف و دعني أكون معكم صريحا، لقد انساق في موجتيهما حتى مندوب الثقافة و بعض أتباعه فقطع المنحة التي كان يخصصها من المندوبية الثقافية لمهرجان مرآة الوسط الثقافي، و قطع اشتراكات المجلة، و لم يدرجنا في قائمة الحاضرين. و تم تغييبنا عن اغلب المهرجانات و الندوات فهل يعقل هذا يا سيادة الوزير؟؟
أما على مستوى الوزارة، فقد حرمتنا الوزارة من المساعدة السنوية التي كانت تقدمها لمجلة مرآة الوسط بعنوان مساعدة المجلات الثقافية و تم النزول بالمقتنيات من 300 نسخة من كل عدد إلى 150 نسخة فقط.و عندما أسسنا جمعيتين ثقافيتين هما جمعية جيران القمر للثقافة
و الإعلام و جمعية النهوض لمجلة مرآة الوسط، حرمتهما الوزارة من الدعم، رغم ثراء البرنامج الذي تقدمنا به...
و أمام كل هذا.. ماتت مجلة مرآة الوسط التي استمرت في الصدور 32 سنة، و مات مهرجانها الثقافي الذي انتظمت منه 23 دورة، و ماتت مجلة الأطفال براعم الوسط. لان كل شيء يعمل ضدنا مع الأسف الشديد و لم نجد من يستمع إلينا...
و ها نحن نكاتبكم عبر الصريح، آملين إنصافنا و إنقاذ تجربة صحفية رائدة في تونس من الاندثار، و إعادة الروح إلى مهرجان مرآة الوسط الثقافي و تمكين جمعيتنا من الدعم من الوزارة كبقية الجمعيات الثقافية الأخرى. و قبل كل هذا الاستجابة الى طلبي لمقابلتكم فلعل رسائلنا لا تصل اليكم لسبب من الاسباب.
و ثقتنا فيكم وطيدة.

للتفاعل مع الكاتب
00216
الهاتف : 98.417.729

comments

أحدث أقدم