حياتي في الصحافة من الهواية إلى الاحتراف عشت لحظة فرحة اللبنانيين بانتخاب رئيسهم اميل لحود بقلم : محمود الحرشاني



حياتي في الصحافة من الهواية إلى الاحتراف

عشت لحظة فرحة اللبنانيين بانتخاب رئيسهم  اميل لحود

بقلم : محمود الحرشاني




كاتب المقال الزميل محمود الحرشاني في صورة نذكارية في موقع روشة ببيروت 
لا يمكن لاحد ان بزور لبنان ولا يزور الروشه هذا المكان الساحر

أن تعيش لحظة انتخاب شعب لرئيس دولة..بعد أزمة طالت و كادت تعصف بذلك البلد،      و تأتي على الأخضر و اليابس، فذلك حدث كبير يتمناه كل إنسان، و خاصة إذ كان صحفيا...  و قد هيأ لي القدر أن أعيش هذه اللحظة التاريخية في لبنان منذ حوالي عشرين سنة...
كانت لبنان الجميلة قد خرجت وقتها لتوها، من حرب أهلية قاسية، طالت و امتدت لسنوات.. واتت تقريبا على الأخضر و اليابس، و كادت تدمر بالكامل هذه البلد الرائع..و أصبحت الاغتيالات السياسية للزعماء و السادة و الرؤساء و الوزراء، خبرا يكاد يكون يوميا...
نتيجة تعنت الفصائل، و عدم توفقها إلى كلمة سواء تحمي لبنان و أهله من هول الحرب الأهلية المدمرة.
و لبنان بلد جميل و رائع و نشعر عندما تزوره، انه قطعة من الجنة مزروعة على الأرض... و كعربي، تتمنى من كل قلب أن يكون هذا الجميل في منأى عن الصراعات المدمرة          و القاسية حتى يحافظ على جماله و هدوئه...
لبنان بلد الجمال و الثقافة و الصحافة، حيث تصدر مئات الصحف في ألاف النسخ يوميا     و توزع بشكل لافت. حتى انك تشعر أن هذا البلد ينام و يصحو على القراءة و المطالعة. لبنان بلد المجلات التي تصدر في عديد الاختصاصات من سياسية وثقافية وفنية ورياضية وحتى مجلات الجنس. 
لبنان، بلد الجمال في أرقى مظاهره، لا يستحق الدمار والخراب الذي لحق به جراء الحرب الأهلية المدمرة التي امتدت لسنوات...
لبنان بلد المكتبات الشهيرة التي يكتظ بها شارع الحمراء، فتشعر وأنت تتجول في هذا الشارع الطويل أم هذا البلد الذي أنجب ميخائيل نعيمة وجبران خليل جبران والأخطل الصغير، وفيروز وعبد الحليم الرومي وماجدة الرومي ووديع الصافي...تشعر أن هذا البلد يقاوم كل أشكال القبح بالثقافة والفن والجمال والهدوء... ولكن، لعن الله السياسة... هي الغول الذي إذا أطل يقضي على كل مظاهر الجمال، ويحول البلد إلى ساحة صراعات وأحقاد وانتقام ورغبة في التشفي والانفراد بالحكم...
ولبنان الرائع والجميل والمحب للحياة والثقافة والفن، أصابته لسنوات عديدة ولوثته السياسة، وأحقاد السياسيين ورغبتهم في تدمير بعضهم البعض.
لعب الإعلام دوره في تأجيج الحرب، مع الأسف الشديد وقد قال لي احد الزملاء اللبنانيين ونحن على مائدة العشاء في إحدى المطاعم الشهيرة في بيروت....
لقد لعب الإعلام والإذاعات الخاصة والحزبية والقنوات التلفزية دورا خطيرا في تأجيج نار الحرب الأهلية التي عصفت بلبنان، وكادت تدمره...
إن هذه الإذاعات والقنوات التلفزية، كانت تنطلق بلا ضابط، فتحرض على الحرب والتقاتل، وأصبح لكل فصيل في لبنان أذاعته وقناته التلفزية وصحفه...
ولكن بحمد الله تعافت لبنان الجميلة بعد سنوات من الدمار من الحرب الأهلية...و اتفق الفرقاء على ضرورة الخروج من الأزمة بأقل التكاليف. و بعد مشاورات عديدة..و تنازلات من هذا الطرف و ذاك لمصلحة لبنان.. أثمر اتفاق الطائف الذي احتضنته المملكة العربية                                                                        السعودية في أواخر التسعينات من القرن الماضي. ضرورة الاتجاه نحو التوافق على انتخاب رئيس جديد للبنان، و جاء اتفاق الطائف برفيق الحريري رئيسا للحكومة..
و لم أكن اعلم، و أنا في بيروت، أنني سأعيش لحظة من أهم اللحظات في حياتي.. لحظة فرح اللبنانيين بانتخاب الرئيس الجديد للبنان، العماد إميل لحود ..الذي جاء من المؤسسة العسكرية كانت صوره تملأ كل الشوارع، و على واجهات المحلات التجارية و في مقدمة السيارات.. و كانت اليافطات المرحبة بانتخابه تملأ كل الساحات... و ليلة انتخاب العماد إميل لحود لم تنم لبنان حتى الصباح...
كانت لحظة من أهم اللحظات، التي عشتها في حياتي و سجلتها الذاكرة...
------------------------------
للتواصل مع الكاتب
00216
الهاتف 98.417.729  


  

comments

أحدث أقدم