حياتي في الصحافة .... من الهواية الى الاعتراف
لقائي نع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة
بقلم محمود الحرشاني
عرفت في حياتي وقابلت رؤوسا وملوكا كثيرين، عرفت الزعيم الحبيب بورقيبة، وعرفت الرئيس زين العابدين ين علي والرئيس فؤاد المبزّع والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والملك المغربي محمد السادس وأمير الكويت الحالي عندما كما وزيرا للخارجية وحاكم امارة الشارقة سمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي وتناولت طعام العشاء على مائدته ... ومن بين هؤلاء أحتفظ بذكريات جميلة عن لقائي مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة فقد كنا مجموعة من الاعلاميين التونسيين نحضر في الجزائر احدى دورات مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري خلال سنة 2002 وكان محور الدورة وشخصيتها المميزة الامير المجاهد الشاعر عبد القادر الجزائري وشعر الحماسة عند ابي فراس الحمداني.... وكانت اقامة جميع الوفود بنزل الاوراسي بالجزائر العاصمة ... على عادة مؤسسة البابطين للإبداع الشعري مع ضيوفها توفّر لهم الاقامة المريحة في افخم النزل والفنادق بالعواصم التي تقيم فيها ندواتها.
ودعينا الى الجلسة الافتتاحية التي أشرف عليها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والذي القى بالمناسبة خطابا رائعا اذكر من جملة ما قاله ان الجزائر باحتضانها لهذه الندوة تؤكّد عودتها الى اهلها وتأصّلها في ثقافتها العربية الاسلامية مشيرا الى انّه ان كان من بين ابنائها وأدبائها وكتابها من يملكون ويكتبون باللغة الفرنسة بطلاقة فإنهم يعتبرون كتابتهم وإتقانهم اللغة الفرنسية بمثابة غنيمة حرب وذكر ببداهة ابن تومرت عندما اراد احد الامراء ان يمازحه فقال له ان الخارطة العربية اشبه بطائر ذيله المغرب فرد ابن تومرت ببداهة افحمت الامير لا شكّ أنّه الطاووس يا حضرة الامير وأجمل ما في طائر الطاووس هو ذيله... واذكر ان الحاضرين صفّقوا طويلا لخطاب الرّئيس بوتفليقة وبداهته وقدرته على استحضار الامثال في خطابه.
وبعد الانتهاء من القاء خطابه كنت اوّل صحفي يعترض الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عند نزوله من المنصّة لاخذ منه تصريحا صحفيا وعندما انهى تصريحه اهديته نسخة من المجموعة السنوية لمجلّة مرآة الوسط كانت معي فأعجب بها كثيرا ودعاني ماسكا بيدي الى مرافقته الى قاعة الجلوس الشرفية بقصر الصنوبر حيث وزعت علينا كؤوس القهوة والشاي.
وتبادل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الحديث مع الضيوف المدعوين لمجالسته في القاعة وكان عددهم محدودا وتناول الحديث عدّة مسائل واذكر ان الرئيس بوتفليقة اكّد لنل سعادته بان الجزائر خرجت من نفق الظلام بعد انتصارها على دحر الارهاب وانجاز عهد الوئام الوطني وأكد لنا ان الجزائر واجهت لوحدها اخطار الارهاب ودفعت العديد من أبنائها ضحايا ولكنّنا اليوم خرجت من هذا النفق المظلم وحضور ما يزيد عن خمس مائة مثقف من كافة الدول العربية في هذه الندوة دليل على استعادة الجزائر لقدرتها على تنظيم الندوات العربية والانتصار على خطر الارهاب كان يجلس الى جانبه الرئيس السوداني الاسبق عبد الرحمان سوار الذهب وكان يتابع بانتباه حديث الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والرئيس عبد الرحمان سوار الذهب هو احد الرؤوساء الذين يحضون باحترام كبير لانّه استطاع ان ينقذ السودان من محنته ايضا ويلتزم بالاّ يترشّح وقد وفى بوعده واذكر انّه حرص على ان يشاركني انا والزميلين عبد السلام لصيلع ومحمد بن رجب طاولة طعام الغداء بنزل الاوراسي وحدّثنا بانبهار عن اعجابه بتونس وما يسودها من أمن ورخاء في ذلك الوقت وسألته عن الزعيم بورقيبة فقال لي انّه احد الزعماء الكبار الّذي حرر بلاده من الاستعمار وبني دولة عصرية تتميّز بانتشار التعليم وارتفاع مستوى ثقافة شعبها وسلامتها من الهزّات نظرا لتمسك ابنائها بالوحدة الوطنية.
وفي اليوم الموالي تلقيا دعوة لتناول طعام العشاء بالقصر الرئاسي على مائدة رئيس الجهورية عبد العزيزي بوتفليقة وكان عدد المدعوين لا يتجاوز الخمسين نفرا.
وحرص الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على توديع ضيوفه فردا فردا اثر مأدبة العشاء وعندما وصل دوري امسك بيدي وقال لقد تصفحت المجلّد الذي اهديتني ايّاه انّها مجلّة ممتازة ثمّ ودّعني معانقا.
وعندما كنا خارج القصر قال لي الاستاذ الصديق محي الدين بن عميمور وزير الثقافة الجزائري وهو يلاطفني انت محظوظ... لقد احبّك الرئيس.
للتفاعل مع المقال:
00216
الهاتف: 98417729
إرسال تعليق