الكلمة التي انتظرتها اربعين سنة من ابناء جهتي



الكلمة التي انتظرتها اربعين سنة من ابناء جهتي


بقلم 
محمود الحرشاني
‏‎Mahmoud Horchani‎‏


-1- الكلمة التي عشت انتظرها ؟

عشت اكثر من ثلاثين سنة من عمري انتظر كلمة شكر من ابناء سيدي بوزيد وانتظر خصوصا سؤالهم عن مرآة الوسط وكان دائما يؤرقني ويتعبني تجاهل ابناء سيدي بوزيد للدور الذي تقوم به مرآة الوسط وهي نبتة طييبة من نبات مدينة سيدي بوزيد.. وكان الذي يؤلمني اكثر حد الجرح .لماذا تجد مجلة مرآة الوسط كل هذا الاهتمام والتشجيع من ابناء الولايات الاخرى ومن الخارج ولا تجده من ابناء الولاية التي تصدر فيها..وبقيت انتظر كلمة // ويني مرآة الوسط // من ابناء سيدي بوزيد عندما تغيب عنهم المجلة كل هذه السنوات وكان ذلك يؤرقني كثيرا ويشعرني انني احرث في البحر وان المجهود الذي ابذله ليس له اي صدى عند ابناء جهتي وان النجاح الذي عرفته مرآة الوسط طيلة مسيرتها على امتداد 32 سنة يبقى منقوصا لانه لم يصدر في المقام الاول عن ابناء العشيرة.. وكانت اقول دائما ..لماذا لم انجح في طكسب ود ابناء سيدي بوزيد. الى ان قالها لي البارحة مجموعة من شياب سيدي بوزيد ومثقفوها وبعضهم لا اعرفة لو اعترضني في الشارع . كانت كلمتهم // سي محمود ويني مرآة الوسط.. سي محمود رجعلنا مرآة الوسط.. اطبع منها حتى 200 نسخة يكفي // اقول لكم والله العظيم البارحة لم انم. ورغم انني حصلت في حياتي على الكثير من الاوسمة والجوائز فقد شعرت البارحة انني كتوج بحق .. لقد سمعت الكلمة التي انتظرت سماعها اكثر من اربعين سنة // سي محمود رجغلنا مرآةالوسط //ونواصلت معي المفاجاة هذا الصباح عندما وجدت كتاباتهم على جداري ودعوات لاعادة اصدار مجلة مرآة الوسط 
..شكرا لكم يا اعز الناس.. لقد اشعرتموني بانني اسعد مخلوف على وجه الارض


-2-

الخنازير الصديقة



اثار تواجد مجموعة من الخنازير  في المدة القليلة الماضية في حي راق بالعاصمة. استغراب المواطنينوشنت الصحافة والفايسبوكيون هجوما على الحكومةلانها بتقصيرها سمحت للخنازير بان ترتع في حي راق من الاحياء التي كان دخولها قصيا حتى على بعض بني البشر ..فما بالك بالخنازير التي لم يكن البعض من سكان هذه الاحياء لم يشهادها الا في الوثائقيات التلفزيونية ..وقد يكونوا من حق سكان هذه الاحياء ان يخافوا وان يفزعوا فالمسالة فيها خنزير او خنازير
اما نحن سكان المناطق الداخلية الهابطون من الاحراش فلم تعد تخيفنا الخنازير بعد ان الفنا رؤية قطعانها وهي تمرح بكل حرية بين ظهرانينا وتقطع امامنا الطرقات في اسراب شبيهة باسراب الكلاب الهائجة ..في سلام ودعة وامان ..
وقد سجلنا في سيدي بوزيد مدينة  السبق في كل شئي .. سبقا تاريخيا منذ ثلاث او اربع سنوات في مجال التعايش مع الخنازير عندما هاجم احدها في واضحة النهار مدرسة ابتدائية وسط المدينة في عز السنة الدراسية والاطفال في فصولهم يدرسون .ثم لم يكتف بذلك بل ادى زيارة الى احد السكان فدخل الى بيته عندما وجد الباب مفتوحا ..
انه زمن الخنازير الصديقة ...


..................................


كاتب واعلامي من تونس
مدير جريدة قمر نيوز الالكترونية

comments

أحدث أقدم