قراءة في كتابي بلا قيود بقلم الاستاذ الجامعي عبد الرزاق الحمامي

قراءة في كتابي بلا قيود بقلم الاستاذ الجامعي عبد الرزاق الحمامي

‏26 أكتوبر، 2013‏، الساعة ‏06:17 صباحاً‏


قراءة في كتابي بلا قيود

بقلم الاستاذ الجامعي غبد الرزاق الحمامي



: مقالات من رحيق الوجدان







عندما يكتب الصحافي مقالا أو ينجز حوارا فان هدفه اثارة الراي العام وذلك شغله اليومي، فهو يكتب ويمضي، لكنه عندما يراجع بعض المواقف تستأثر بعض كتاباته بقيمة خاصة فينحو عيها حنوه على الابناء، ويخشى عليها من التلاشي والضياع في غياهب الذاكرة ومتاهات التاريخ، يعود إليها مترفقا ويجمع شتاتها بين دفتي كتاب، فالكتاب خير وابقى والكتاب وثيقة مادية حية تصمد في زمن الاتصال الالكتروني والكتاب جزء من صاحبه وقطعة من جسمه.ولعل هذا ما دفع الصحافي محمود الحرشاني إلى إصدار كتابه الثالث تحت عنوان «بلا قيود في الأدب والسياسة والفن» عن مرآة الوسط تلك المجلة التي أسسها المؤلف وناضل من اجل بقائها إلى اليوم، يقيم لها كل ربيع مهرجانا بسيدي بوزيد. فبعد كتابه رائحة (2004) ومذكرات صحفي في الوطن العربي (2005) يصدر بلا قيود في 109 صفحة. وبوّب مقالاته المختار كما يلي: المكان زمان أيضا، مع الأدباء، حصاد، حصاد الصحافة، حصاد الأيام واخيرا بيس شعرا... ولكنه احلى الكلام وضمنه مرثية إلى والده ثم محاولة في الغزل... بتاريخ 2005.وللكتاب على قصر مقالاته اذ يتوخى المؤلف اسلوب الايجار والجملة المكتنزة لا يخلو من قيمة وثائقية في مستوى الحوارات خاصة مع محمود المسعدي أو محمج الماغوط أو عبد القادر بن الحاج نصر أو فدوى طوقان، ونلتمس في هذه الحوارات الماما جيدا بأدب من يحاورهم وحدسا فنيا ووعيا بالقضايا الكبرى التي ارقت الأدباء والمفكرين.اما في مقالات المكان وخص بها توزر وقابس وسوسة وقفصة وقمودة وبيروت فان نسبة العاطفة والوجدان فيها طاغية على كل شيء اذ يلاحظ القارء اندماج الحرشاني في المكان إلى حد الذوبان والتلاشي وتلك علامة من علامات الوفاء ليس المكان بترابه وهوائه ومائه هو الذي يستهويه يستهويه وإنما ببشره وحبهم لحياة وحرصهم على المعرفة والثقافة.ويبقى حصاد الصحافة في هذا الكتاب فسيفساء من الاراء والمواقف الاعلامية والفكرية والسياسية يشدها خيط ناظم سميك هو النقد والاصلاح والتمرد على كل علامات الضعف والوهن، بينما تلوح نزعة الذوبان في تونس ترابا وشعبا في مقالات حصاد الأيام، ولن نقيم تجربته الشعرية من خلال قصيدتين وإنما نقف موقف المكتشف فلم نعلم له في الشعر سابقات... لعل هذه قطرات قد يأتي بعدها الغيث.

نشر المقال بجريدة البيان التونسية العدد 1535 بتاريخ 09 أفريل 2007.

comments

أحدث أقدم