صحف تونسية..قراءة في محتويات صحف الجمعة

صحف تونسية

 بين الخوف من عودة الارهاب  وتنامي الضغط على الحكومة وهجومات جحافل الوشواشة والناموس

تونس . راي اليوم . من محمود الحرشاني



hormahmoud@gmail.com

بعناوين بارزة على صدر الصفحات الاولى تابعت كل الصحف التونسية الصادرة اليوم الجمعة المواجهات التي شهدتها امس  ممدينة قبلاط من ولاية باجة بين قوات الامن ومجموعة من الارهابيين الذين قدموا من جبل الطوايل  وهاجموا مركز للحرس الوطني وتمكنوا من القضاء على رئيس المركز واحد الاعوان العاملين به والذين استشهدا في هذه المواجهات التي استدعت قدوم تعزيزات امنية كبيرة  وعنونت جريدة الشروق صفحتها الاولى //الارهاب يضرب في قبلاط //وفي عنوان اخر لنفس الجريدة وبنفس الصفحة الاولى // وزير الداخلية للشروق انصار الشريعة وراء استهداف الامنيين //وعنونت جريدة الصريح صفحتها الاولى //ارهاب ودماء في قبلاط // وعنونت جريدة المغرب الصفحة الاولى //جبل الطوايل بقبلاط مرتع جديد للارهاب //  وابرزت صحف الصباح والسور والصحافة ولابراس الحادثة بعناوين ضخمة على صدر الصفحات الاولى كدلك ..وقد اشاعت هذه الحادثة جوا من الرعب والخوف لدى التونسيين الذين باتوا يتطلعون الى مخرج قريب لبلادهم من الازمة الخانقة التي تردت فيها وهو ما جعل جريدة الصريح تتساءل //الارهاب يكشر عن انيابه مجددا هل استيقظ الان / ويزداد خوف التونسيين من عودة الارهاببعد حادثة الامس التي قد تؤشر على ان الارهاب قد اطل براسه من جديد وهذه المرة في المدن بعد ان كان منحصرا في الجبال وربما هذا ما جعل جريدة الشروق تؤكد ان //هدف الارهابيين من حادثة الامس في قبلاط هوفك الحصار على الشعانبي والمهربين // ومهما يكن من امر فالتونسيون كما قال لي اليوم وانا اقتني الصحف لاعداد هذا التقرير باتوا يتابعون تطور الاحداث وايديهم على قلوبهم وربما ارتفع منسوب الخوف لديهم اكثر من اي وقت مضى خصوصا بعد تاكيدات وزير الداخلية التي اوردتها كل الصحف اليوم من ان تظيم انصار الشريعة يقف وراء هذه الاحداث الارهابية

المطلوب حضر جوي ضد جحافل الوشواشة

يبدو ان اهتمام التونسيين انزاح شئيا فشئا من واقع الحياة السياسية الى اشئاء يومية  مثل رفع القمامة والمزابل المكدسة في الانهج والساحات  ويرى عدد كبير من التونسيين ان المدن التونسية لم تعد نظيفة اليوم وان اكداس المزابل والقمامة زحفت بكميات كبيرة على المدن والشوارع وهناك تقصير كبير من البلديات في القيام برفع هذه المزابل . وبعد الامطار الاخيرة والتي شهدتها كل المدن التونسية توالدت جحافل من الوشواشة والناموس في اغلب المدن واصبحت تقلق راحة المتساكنين خصوصا في الليل  ومن لم تقرصه ناموسة او وشواشة ليلا لا يدرك حجم الاوجاع التي تتركها هذه الحشرة الصغيرة والتي تهجم على المنازل باسراب كبيرة واحيانا تكون لها قوة مناعة كبيرة ضد المبيدات الحشرية.ويبدو ان اهالي صفاقس التي تزور ولايتهم اليوم وزيرة المراة سهام بادي هم اكثر السكان تضررا من هجوم الوشواشه وهو ما جعل عديد المدونين من ابنائها من صحفيين وشباب ونساء يرفعون نداء عاجلا الى الحكومة لتنظيم حملة ابادة جماعية للوشواشة

انتحار عاشقين في صفاقس

تابعت اغلب الصحف التونسية اليوم حادثة انتحار شاب وفتاة من واحدى معتمديات ولاية صفاقس لانهما اصطدما برفض عائلتيهما اتمام زواجهما حتى ان جريدة الصريح اشارت الى الحادثة في صدر صفحتها الاولى اليوموتناقلتها عديد الصحف الاخرى والمواقع الالكترونية
استعدادا ليوم 23 اكتوبر 

يوم 23 اكتوبر يراه التونسيون يوما فاصلا في تاريخهم فمنذ سنتين جرت في هذا اليوم اول انتخابات حرة وديمقراطية ووقف التونسيون طوابير امام مراكز الاقتراع لانتخاب اعضاء المجلس التاسيسي لمدة سنة قصد صياغة دستور جديد للبلاد  وبحلول الذكرى الاولى لهذا الحدث في السنة الماضية كان المجلس التاسيسي مازال يغط في سبات عميق ولم ينته من صياغة الدستور الذي انتخب من اجله واعتبر الكثيرون ان الشرعية الانتخابية انتهت وواصلت الحكومة مهامها في صلب ما اصطلح عليه بالشرعية التوافقية. وشهدت تونس خلال هذه السنة احداثا عصيبة مثل اغتيال الشهيدين شكري بلعيد والحاج البراهمي واغتيال الجنود في جبل الشعانبي وتنامي ظاهرة الارهاب  واستقالت حكومة الجباليبعد ان اعترف بفشل حكومته وجاءت حكومة على العريضولكن لم يكن حظها في النجاح افضل من حكومة الجبالي وهو ما جعل التونسيين يطالبون باسقاطها وحلها لتراكم المشاكل وعجزها عن حلها وتردي الوضع الاقتصادي في البلاد واهيار قيمة الدينار  وعودة محاكمات الراي والصحافيين ووتنامي ظاهرة الارهاب ونزوله الى المدن واخرها واقعة قبلاط امس في ولاية باجة
ورغم تاكيد رئيس الحكومة على العريض في اخر حواراته التلفزية على القناة الوطنية الاولى من ان حكومته لم تفشل ولن تقدم استقالتها الا بعد الاطمئنان على سلامة المسار فان عديد الاصوات عادت للمطالبة بعدم منح الحكومة فرصة جديدة للمواصلة بعد 23 اكتوبر خصوصا في ظل ما يعتري الحوار الوطني من صعوبات  ومواقف سياسية متباينة تعبر عنها عديد الاحزاب تعتقد انه سوف لن يكون لها حضور او مكان في الانتخابات القادمة على غرار حزب المؤتمر من اجل الجمهورية
وحسب اخر استطلاع للراي اجرته سيقما كونساي ونشرت نتائجه اليوم جريدة المغربفان نوايا التصويت في الانتخابات التشريعية القادمة تضع جبهة الانقاذ في الصدارة بنسبة 55فاصل 9 في الماةولا تمنح لاحزاب الترويكا الحاكمة الان الا نسبة 36 فاصل 6 في المائةوفي الانتخابات الرئاسية تعطي عمليات سبر الاراءالصدارة للباجي قائد السبسي زعيم حزب نداء تونس واحزاب الترويكا ستكون مقصاة من الدور الثاني
*****************
**كاتب واعلامي من تونس
مدير ورئيس تحرير قمر نيوز
ذانتاج وكالة قمر للصحافة والاعلام . تونس

comments

أحدث أقدم