بلا عنوان



مقال رئيس التحرير

الى اين تمضي بنا مواقفة حركة النهضة على مبادرة الاتحاد؟؟




بقلم

الكاتب الصحفي

محمود الحرشاني




جعلوا من القبول بالجلوس الى الحوار انجازا.وحاولوا تصريف هذا الانجاز التاريخي من خلال تصريحاتهم في مختلف القنوات التلفزية والاذاعية التونسية والعربية والعالمية. والحال ان مطلب الجلوس الى الحوار التي تعتبره النهضة انجازا تاريخيا وفبولا منهابارادة الشعب. لا يعدو ان يكون ابسط قواعد القبول بالتعايش مع الاخر والتخلي عن الانانية والنرجسية والكبرياء الذي قادنا الى هذا الوضع الخطير. ان القبول بمبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل يعني اولا واساسا القبول بطلب حل الحكومة وتكوين حكومة انقاذ وطني. اما ماعدا ذلك فلا يخرج عن نطاق المناورة ومحاولة ربح الوقت. اذا كانت حركة النهضة جادة بحق هذه المرة في الذهاب الى حلول تمكن البلاد من الخروج من ازمتها الخانقة التي تردت فيها فعليها القبول علنا بشرط حل الحكومة والذهاب بعد ذلك الى حوار وطني يجمع كل الفرقاء السياسيين من اجل التوصل الى حلول تخرج البلاد من الازمة التي تردت فيها ...فما يلفت الانتباه في حركة النهضة الذي صدر بعد لقاء زعيمها راشد الغنوشي بالامين العام للاتحادالعام التونسي للشغل والذي تضمن نقطتين اساسيتين اولهما التنصيص على قبول النهضة بمبادرة الاتحاد هكذا في المطلق دون تفصيل وكان من المفروض التنصيص صراحة وعلانية على بنود المبادرة ومن اهمها الدعوة الى حل رابطات حماية الثورة ومقاومة العنف والارهاب وحل الحكومة الحالية وتكوين حكومة انقاذ وطني غير متحزبة تضم كفاءات وطنية وتحديد مدة زمنية واضحة للمجلس التاسيسي لا تتجاوز 23 اكتوبر وحصر مهمته في انهاء صياغة الدستور لا غير. وجاءت النقطة الثانية من بيان حركة النهضة لتنسف ربما ويشكل واضح ما تضمنته النقطة الاولى عندما نصت بالوضوح التام على ان الحكومة الحالية تواصل عملها الى حد ان يحقق الحوار الوطني نتائجه.. وهنا مربط الفرس . فقد راى الكثيرون ان النهضة بتمسكها بالحكومة الحالية انما هي تراوغ وتبدي من طرف اللسان حلاوة وفي الجوهر لا تبدي اي استعداد للذهاب الى حكومة انقاذ وطني . وقد بادر منجي الرحوي من الجبهة الشعبية واحد متزعمي المطالبة برحيل الحكومة ونائي منسحب من التاسيسي الى ان الحكومة الحالية قد قبرت وانتهى امرها والحل يكمن في حكومة انقاذ وطني وحل المجلس التاسيسي الذي بات حسب رايه قطعة من متحف باردو. واكد ان النهضة تواصل مراوغاتها بابداء موافقتها على قبول مبادرة الاتحاد ولكنها تنسفها في نفس الوقت. وابدى عدد من قادة حركة النهضة وخاصة وزير الصحة وكاتب الدولة للهجرة ورئيس كتلة نوابها بالبرلمان معارضة شديدة لحل الحكومة. واكدوا ان القبول بمبادرة الاتحاد لا يعني المرور الى حل الحكومة الحالية وانما كل ما في الامر هو الجلوس الى الحوار وهو امر ترفضه احزاب المعارضة ونواب التاسيسي المنسحبون والذين يواصلون اعتصامهم منذ زهاء العشرين يوما بساحة باردو مقاطعين جلسات المجلس التاسيسي ومصرين على طلبهم المتمثل في حل المجلس التاسيسي وحل حكومة على العريض والذهاب الى حكومة كفاءات او انقاذ وطني. اما الحزب القوي الثاني في البلاد وهو حزب نداء تونس بقيادة الاستاذ الباجي قائد السبسي فقد راى في البيان الصادر عن حركة النهضة واعلان قبولها بمبادرة الاتحادمحاولة من النهضة لربح الوقت ليس اكثر ولا يتقدم بالمسالة قيد انملة .بل اكثر من ذلك راى فيه القيادي بنداء تونس محسن مرزوقايهاما بالوصول الى حلول خصوصا بعد التصريحات المتشددة لعدد من قادة النهضة بعد صدور بيان الحركة ونحاولة تفسيره على انه قبول بالذهاب الى الحوار مع تمسك الحركة بالحكومة الحاليةوهو الامر الذي ترفضه كل الاحزاب المعارضة. وبين هذا الموقف وذاك ونواصل المشاورات بين كل الفرقاء السياسيين سواء في دار الاتحاد العام التونسي للشغل او المجلس التاسيسي. لا تلوح بوادر حل جدية للزمة في الافق طالما لم تقطع حركة النهضة الخطوة الموالية والاساسية وهي القبول بحل الحكومة الحالية والذهاب الى حكومة انقاذ وطني وهو ما تطالب به كل المكونات السياسية والمدنية اليوم لاخراج تونس من ازمتها الخانقة التي تردت فيعها والتي اذا ما تواصلت ستجر البلاد الى انهيارات اقتصادية واجتناعية وسياسية لا تحمد عقباها..



***************************



كاتب ومحلل سياسي مدير تحرير جريدة قمر نيوز


comments

أحدث أقدم